طفولة مسروقة
أن أحمل فرشاة بدل ألعابي ، وأداعب في الطّرقات ملمّع الأحذية بدل قطعة حلوى ، وأن أصادق أحذية البشر في الشّوارع بدل رفاقي فذاك يشبه تماما ثياب الحداد على طفولتي التي طال مثواها في لجج الحاجة .
أعبر الحياة قبل الزّمن بكثير ، أحمل بقايا عمري الذي لم يبدأ وأسير ببطء بين عيون النّاس دون أن أترك في عيونهم بعض أحمالي .
أجمع أدراجي لأعود حيث تناثر منّي فرحي وأنا بين قدم وقلب مثل الحجر أكتب بالسّواد أحلامي التي دهستها الأيام المثقلة .
أحمل ظلّي بعد نهار مرهق أجوب فيه الأسواق بلا تعب كي ألقّن الألم درسا في الصّمود ، أنسى بين غمضة عين وحضن جاف حقّي في الحياة ، في اللّعب مثل أقراني فيغزوني الإرهاق بلا رحمة لأنام على طريق الأقدار فيموت الجهد بداخلي رويدا وأفتح لنفسي قفل الحلم وأنا أتوسّد لقمة العيش وأدواتي المبعثرة ترأف بي ، تصبغ بلون عينيّ الفضاء الواسع الذي سرق منّي طفولتي .
برج بوعريريج في : 19 أكتوبر 2019.
✍️ بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق