السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-04-28

الطفل سبايدرمان

صورة ‏قلم يكتب‏.


الطفل سبايدرمان:
ما عاد الحلم ينتظرك يا صغيري ، ولا الحياة في الأفق تشع لطفولتك الربيعية الطاعنة في زهو وفرح ،وشاعرية ، ولا عادت دموعنا كافية لننتظر المساء كي يجيء حتى تتيح لنا مساحة من دعابك الشهي .
وحدها الشرفة المشرعة على فاجعة الفقدان تقطر ، بما حلمت به ، بما آمنت به .
لا قلب يكفي ليحتضن غربة الحياة بعدك، لكن عاد لنا قلب يجيد كيف يحاكي في السر ،وجعا ينبت على شفة الحياة وينمو كما انتظرناك دوما .
أكنت تعني ذلك حقا ؟
تعني أنك تركت لنا رسالة طافحة بالأسى ،وجلبة بعدما رحلت إلى عتمة القبر ، أضأت في الروح ،زخات من المطر الأسود
أيعود بك نحيب أمك ، وانهيار جدران بيتك ، وصوتك الذي ما اكتمل تلعثمه ،وثغرك الذي ما خبر بعد كيف يقضم بعد حليب الأم حلاوة الحياة .
نشيّع فيك براءة الطفولة ،أم ازدهار يتمنا الذي سيطفو أعلى غيمة الوجه ،يا شامة من فرح سرقها القدر ،وأغنية ظلت على الرف دون لحن.
ندفن فيك الشمس ،أم نخبئ فينا القمر .
بربك يا صغيري ،
قلي ما بال هذا القلب يتناسل دمعا ، وهذه العين ما تنفك تلد ضحكاتك التي أخرستها فجأة سطوة الأيام
ما اسم هذه المواعيد التي تأتي خارج توقعاتنا ، وتقلب حياتنا رأسا كما عقب ~سبايدرمان ~ إذا ،أصبحت كذلك ، ذاك أنك كنت رجلا بامتياز ،رجلا تخطى ضعف الطفولة وانهزامها ، طفلا تجاوز سنه ،ولعبه البسيطة ، بأجنحة من السقوط المباشر نحو حفرة من موت ، أمام بقعة من دم ..
عليك قلبي ،
قلبي الذي إذا ما حاكيته عنك ، تلبّدت سماؤه ، ونزل سلّما لتشييع ابتسامتي إلى مثواها.
من يأخذ بيد هذه ، الصدمة العنيفة التي تروي بطولاتها في أوردتي
لا شوارع ،متسعة ،بأذرع تعرج بالحنان ،قد ترحمني ،حين يرجم نظري بأطفال في سنك .
أي لعنة ؟ أي عبث؟ هذا السبايدرمان الذي يلقي بأطفالنا إلى مقصلة الحلم
______________________________________
ليست من نسج الخيال لكنها قصة طفل ذي الأربع سنوات، لفظ انفاسه الاخيرة قبل ساعة من زمن مقلدا شخصية سبايدرمان التي عشقها، بعدما لبس نفس ثيابه التي اشتراها له والده.فيرمي بنفسه من على الشرفة بالطابق الرابع ليحلق نحو الموت!!!!! فما أنتم قائلون؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق