السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2014-06-06

متى يصبح الصمت " مكروها "!!




خلف أقنعة الابتسامات العريضة قد يخفي البعض أوجاعًا يخشى الإفصاح عنها وعن أسبابها، يظل مساندًا لجميع المحزونين، ومؤازرًا لهم بكلمات تخرق أسماعهم، فتهدأ أفئدتهم، فيرحل عنهم ليتلقى ليلاً طويلاً وحزينًا، وهم يبدؤون سهرتهم بثناء على ذلك الشخص السعيد..
هنا الفرق!!
عندما نبوح بما أصابنا من ساعات ألم وكدر، قد نجد من يمسح على رؤوسنا بحنية ليرى ابتسامتنا فيطمئن، ويمضي يومنا وكأن شيئًا لم يكن، فتنتهي ساعات ما أحرق أفئدتنا وجعًا، عند بداية ما تفوهنا به من شكوى صاحبتها دموع حرقة ونحيب مؤقت.
ويبقى ذلك المتظاهر بالفرح يخفي ما يخفي؛ ليصنع لنفسه كومة أحزان قد تحول كل قوته لضعف أو وجع يطول، فتتضاعف أخطار صمته على صحته، وتركيزه، ومستقبله.
يضع بينه وبين البوح سورًا محكم الإغلاق؛ ليرى نفسه بعد سنوات محاط بتلك الأسوار المحكمة "وحيدًا" يئن ولا يستطيع أحد الوصول إليه إلا بآلات تهدم ما بناه؛ لتجعله يتحدث، فيسلم مما أصابه من اكتئاب، وإرهاق، وأرق.
كاد أن يختصر الطريق، لو أبدل ابتسامته الظاهرة بذلك الوقت غير المناسب بدمعة وكلمة تحكي ما يخفيه صدره من غيظ، فينتهي ذلك كله بابتسامة حقيقية بعد شعور الراحة العظيم الذي حصل عليه من بوحه.
خُلِقنا بشرًا، كلنا نضعف مهما اختلفت الأسباب؛ ﻷن بداخلنا قلبا ينبض، وعقل يقلب الأوجاع ويتأملها، ولكننا نختلف بطريقة التعامل مع الاعتراضات التي تعترض صفو حياتنا، الكلام نعمة نحتاجها بأوقات الصعاب، والدمعة والبكاء عافية عندما تخنقنا العبرات وتنسد أمامنا الطرق.
ويبقى الصمت في حالة الوجع "حل مميت"، والبوح باختلاف أشكاله يحتاجه الكبير منا قبل الصغير.
كلمات تخرج منا؛ لنعرف مقدار بساطة الآلام، فنهنأ ونمضي في الحياة براحة بالٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق