السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2011-12-13

بيت لا يعرف الحزن

بيت لا يعرف الحزن
أسطورة صينية تحكي 
أن سيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن
حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:أنت تطل وصفة حسنا احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفها حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا 
طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل 

تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى ، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها
و قبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل
و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ، نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية

  )فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكيين(
ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما لأنها ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت الآن
منقول للفائدة

هناك 7 تعليقات:

  1. فعلا قصة بليغة وموعظه مفيده لو عمل بها الانسان لكان شخصية محبو به

    ردحذف
  2. اااااااااااااااااااااااااااه والله العظيم دمعت عيني

    ردحذف
  3. وصدق من قال من رائي بلوة الناس هاااااااااااانت عليه بلوته
    الحمد لله رب العالمين فنحن احسن وانعم الناااااااس بكرمك علينا يا الله

    ردحذف
  4. رضاك يالله رضاك يالله13 ديسمبر 2011 في 3:23 م

    جزاك الله خيرا اخي علي مجهودك الرائع

    ردحذف
  5. مبدع كعادتك يا أستاذ عبد النور

    ردحذف
  6. بوح صريح...يزف لصاحب الوطن الجريح

    يا صاحبي،

    دعني أسلُّ الحرفَ من عمقي السَّحيقْ
    متوهجا بسنا دمي ..،
    كالورد ..،كالشفق المولَّهِ .. كالحريق ..،
    كالفجر..، كالسُّحب الثِّقالِ تخضَّبت لَهَب البروقْ...
    دعني ..
    لعل الألم يعتَصرُ المطرْ
    ……
    …….
    جردت قلمك
    استللت حرفك
    فكان عطرا فواحا ...مليحا
    فانهمر المطر
    فكان الربيع
    في انتشاء الياسمين
    وحتما يا صاح ستقيم الأعراس
    وتودع الآهات
    وتدفن الأنات
    ...وينبلج صبح الوطن الحزين
    ونعزف سويا -إن شئت-أغنية
    للأمل...بالعمل...وبالحرف تبنى الجمل
    فالليل مهما طال أو استطال
    سيلج جوفه ...
    وتشرق عروس النهار
    وننشد،ونعزف على الأوتار
    طويل له دون السواد...نهار.

    ساعد بولعواد
    13 ديسمبر, 2011

    ردحذف
  7. فعلا من عرف مصائب الاخرين هانت عليه مصيبته
    على المؤمن ان لاييأس ولايقنط من رحمة الله عز وجل
    وادعو الله ان يغفر لي ويرحمني وجميع المؤمنين والمؤمنات
    مشكور استاذنا على مجهوداتك ومواضيعك الهادفة

    ردحذف