التفوق الدراسي والتميز الخلقي. أساسيات المراجعة الفعالة.

ملحقة فاطمي الصالح

قسم الرابعة متوسط

موضوع اللّقاء : التفوق الدراسي والتميز الخلقي. أساسيات المراجعة الفعالة.

ورشة تدريبية صحبني فيها أخي العزيز الأستاذ المدرب مصطفى والي الذي جمعتني به الظّروف لنصنع معا مسارا واضحا بريشة حنكته وألوان أفكاري التي مزجتها المحبّة بيننا لترسم لوحة معرفيّة سرّ بها طلاّب هذا الصفّ الذين زيّنوا الجلسة بتفاعلهم ، واهتمامهم ، وتميّزهم ، وانتباههم العالي ، وتركيزهم الذي جعلنا ندرك موطئ كلّ حرف وكلمة تمرّر عبر وجدان هؤلاء الذي كان أشبه بتيّار من الضّوء تنتظم ضرباته كلّما أشعلت فتيل الحماس في أذهانهم الغضّة التي حضرت لتدرك معنى التّفوّق وتلاحق خطواته عبر موجات ما قدّمنا من مفاهيم مبسّطة تصل إلى قلوبهم .

فالتّفوّق نجمة يلاحقها الظّلام ولا يطفئها لأنّها كقبضة محكمة للأحلام التي يبلّلها التّعب ويجعل منها قطارات تبحث عن مصيرها بين عمارات الأيّام التي يشيّدها الإصرار وحبّ الاطّلاح ، والرّغبة في النّجاح .

ومن أعمق ذكريات الإنسان التي يختزلها في دفاتر ذكرياته أيّامه الدّراسيّة التي تبقى مخلّدة خصوصا إن توّجها صاحبها بشهادات مميّزة ، واعترافات علميّة تنبؤ بمستقبل مزهر جسر عبوره الوحيد المحبّة في تعاطي العلم ، واكتساب المعارف ، وتتويجها بحماس الاكتشاف والابداع الذي لا يركن إلى التّلقين فقط وما يقدّمه الأساتذة بل يتجاوزه إلى بناء الذّات ، وتشييد معابر فتح جديدة لمصابيح فتيّة سيقف العالم احتراما لبريقها .

التّفوّق سلوك تتبعه النّفس الرّاغبة في اقتناص الضّوء مهما كان بعيدا ، فالبعض لا يحتاج سوى للجهد والعمل ، البعض يحتاج إلى الثّقة ، البعض الآخر بحاجة إلى دعم ، بحاجة إلى حفر عميق في القلب ليخرج ذاك الكائن الذي لا يؤمن سوى بإرادته في تحقيق المستحيل ، في تجاوز الظّروف ، في مقايضة الوقت وعصر الأيّام التي صارت تضيع بين الشّاشات المضيئة .

ولتكون متفوّقا لن تحتاج سوى لتكرار المحاولات ، للاطّلاع ، للقراءة ، للتّركيز على أهدافك ، وتبنّي مشاريعك مع المستقبل الذي ينتظر منك الكثير لتصل إليه آمنا وتنطلق فوق فرسك راكضا نحو قوس قزح صنعته بألوان إرادتك ، واجتهادك ، وصبرك ، وسهرك ، وبحثك في عزّ عزلتك وانشغالك

التّفوّق ليس معجزة هم محاولة فاشلة للنّجاح ، هو تكرار الفشل ، هو دائما يحالف أصحاب العزيمة وليس الحظّ لأنّ العمل الذي أنبت لك جناحين سيترك لك بصمة فوق السّحاب سيغذّي طاقتك النّابضة نحو مزيد من العطر ، سيجعلك التّفوّق تركب قاربا منفردا لا يركبه الجميع يوصلك إلى حيث تريد لا إلى حيث تريد الحياة

أشكر الطّلبة على حضورهم الكبير في أثواب أعمارهم الصّغيرة ، ولا أنسى الطّاقم الإداري الذي سمح لي بالعوم على فرس بريّ وأنا وسطهم تملؤني فضاءات الفرح ، أشكر الأساتذة الكرام وكلّ من ساهم في تشييد هذا الرّكح الزّمني المميّز ختمناه بصور جماعية نضعها في جيوب الذّكرى ، وتوزيع إكراميات أملا في لقاء آخر نادت به كلّ روح حضرت واستمتعت واستفادت وتفوّقت في الإنصات والتّفاعل .

✍🏻 عبد النور خبابة