ورحل عصفور الدّرب من غير وداع.
الرّاحل الباقي علي خوثري
حين يرحل الكبار لا يستأذنون أحدا ويحملون أسوار الصّمت على أكتافهم تاركين نصوص الكلام ملتهبة تبحث عن نقطة عطر لاتزال حيّة بين أكوام الذّكريات التي قطفناها معا من شجرة الزّمن .
مؤلم جدا أن يغادرك حبيب وحديثكما المتقطّع في المنتصف بين حبال الوقت كعصفور ينتظر قطار العاصفة ليرحل ، و الجمل بداخلنا متراكمة بين محطّات نائية تبحث عن صاحبها الذي اختاره الموت قبل أن يلمّع ثقوب الشّوق .
بين لحظة فرح ولحظة حزن يلد الغياب نفسه تحت الكفن ليسلّم الرّاحلين إرث المحبّة الذي اغتيل في عنق الضّوء والظّلام لا يزال يغمرنا بين حجرات الرّوح التي تركوا فيها صورهم ، ضحكتهم ، أخلاقهم ، مواقفهم ، مفرداتهم ، مشاعرهم ، صحبتهم التي صار من دونها الصّدق يتيما.
لا تخرج الكلمات إلاّ وهي باكية تتصفّح دفاتر من غدروا بنا ورحلوا دون رجعة ليتركوا الأمكنة من بعدهم خاوية ، ليتركوا صباحنا من غير وداع ، ومساءنا من غير لقاء .
جمعتني به الحياة في لقاءات كثيرة في مجال التدريب ، في مجال مربيات الأطفال، وكان يحب أن أكون معه دائما وكان يستشيرني دائما ، يعمل بتوجيهاتي ويشكرني ويلقبني بالموسوعة ويناديني أخي وصديقي ، كان يملك حياء كبيرا تخجل منه مواقف الحياة
رحمك الله يا رفيق الصّدق الذي بصحبته أدركت أنّ الحياة لا تزال بخير.
✍🏻 عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق