السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-02-13

المعلم ومعارك المصير:



المعلم ومعارك المصير:

المعلم!!! هذه المنارة الجبارة التي ماعاد يروق نورها الكثيرين ممن يحبذون الدياجي ...فراحوا يسعون لتهديمها لأن ذلك يحقق في المقابل هدما لبرج الأخلاق والتربية ... وتحطيما لنبراس القيم الفاضلة ... وما تلك الحملات الشرسة التي طالت الأستاذ مع كل الاسف ...ولازال تحت عدستها المسمومة يستنشق غبارها في صمت الا دليل على ذلك ...
فكم من أولئك الذين يجهلون أصول التربية تجدهم بكل وقاحة يفتحون أفواههم للتشهير بالأساتذة يعيبون عليهم أساليب العقاب مع أبنائهم ... وكأنهم بلغوا الكمال من التربية والأخلاق...ونسوا أنهم ما صاروا رجالا ونساء الا بنظرة من معلمهم رمقهم بها فعدّلوا سلوكا ... أو بضربة عصا جعلتهم يستقيمون ...
أهل مكة أدرى بشعابها والمعلم أدرى باحتياجات طلابه ... فالصرامة والعقاب العقلاني يشحذ سلوكهم ...ويتم نواقصهم ... فبعض القسوة رحمة .
المفاضلة ميزان حياة ...فكيف وصل بنا الحال إلى أن يستوي لدينا الجاهل بالمتعلم ...والانفلات بالانضباط ... ولم يعد هناك فرق بين الاعتدال والاعوجاج .وصار الجميع مصلحا يلقي بنصائحه على الأساتذة الذين يجاهدون سوء التربية الذي أضحى اليوم ظاهرة تبنّاها معظم أبنائنا فأدمنوا الوقاحة وقلة الأدب. وانجر عن ذلك انفلات للقيم وانحراف عن مضمار الاخلاق ... فأنى
للأستاذ أن يجبر هذا الانكسار الذي تمخض عن التهويل والتضخيم في مسائل عقاب الاستاذ للتلميذ بمختلف أشكاله ؟؟
كيف سيقف بعد هذا ليحقق الغاية من التعليم بيوصل معلومة ... أو يعدل سلوكا وهو منحني من جذوره إلى اوراقه؟؟
من يرُمْ تعليما من دون عقاب عليه أن ينشئ أولاده على تربية قويمة أولا ... ويضبط سلوكاتهم التي تفاقمت إلى حد اهانة الأستاذ الذي أنهكته الظروف وما توانى عن أداء واجبه .
من كان يظن أنه سيأتي على التعليم يوم ويصير حلبة لمصارعة الوقاحة والجرأة وانعدام الاحترام واغتيال تقدير الكبار وتلاشي توفير منابر العلم والمعرفة؟؟
لا شك أن الاتهامات التي يضخمها البعض ويجعل منها اسطورة درامية سبب حتمي لمثل هذه التصرفات المشينة لبعض أبنائنا الذين ضيعتهم هشاشة الردع ...
وبين شد وجذب ضاعت الأمانة... وتاهت الرسالة ولم يعد بإمكان المعلم قراءة الحياة ... ومزاولة مهنته بكل ثقة ...وهو مسلوب الحقوق ...مهضوم الصلاحيات.
قد مضى الزمن الذي كان فيه المعلم ملك القصص في البيوت ومثال البطولة للصغار والكبار ... يوم كانوا يجلونه ويجعلنا منه أيقونة مقدسة ...حين يمشي بين الطرقات تستضيء الوجوه احتراما وإجلالا ...رغم انه كان أكثر صرامة وحزما وصلابة وعقابا .
فما الذي تغير حتى صارت الامور الى أسوأ وصار الأستاذ يعاقَب بدل أن يعاقِب ؟
ما الذي تغير حتى صار حامل الرسالة المقدسة الذي كان يشار إليه بالبنان تلوكه الألسن بأرذل العبارات وتستسيغه الحناجر لقمة مرة؟؟
ما الذي تغير حتى أضحى المعلم عرضة لتهكم السفهاء واستهتار الوضيع والخليع؟؟؟
أم أن الزمن الجميل قد ولى وما هان عليه أن يترك كل جميل لزمن لا يعرف للجمال قدرا فاقتلع كل الجذور وغادر؟!!!
وبقي المعلم اسما جميلا ...ورسما انطفأت جذوته وبهت فيه الوهج... يصارع بقايا من شعاع النور داخله.
يصارع جيلا قال دون أن ينطق أنه ما عاد يرضى بمن يأكل الطعام ويمشي في الأسواق أن يكون معلمه .
✍🏻 بقلم عبد النور خبابة والأستاذة لوناس س .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق