السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2017-09-26

الأمراض_التي_تفشت_في_المجتمع_الإسلامي:


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏زهرة‏ و‏نبات‏‏‏
المروءة كمال الرجولية , ففي المروءة كمال الإنسانية , ومن المروءة العفة والحرفة وقال الأحنف : المروءة أن لاتفعل بالسر أمراً وأنت تستحي أن تفعله جهراً .
والمروءة هي التسارع لعمل الخير وهي من الأخلاق الفاضلة ويرافقها السخاء والكرم والشرف والود والسماحة والعلم والحكمة والشفقة والإيثار , ولا مروءة لمن لادين له لأن المروءة مرآة الأخلاق الفاضلة ومصدر الأخلاق الفاضلة الدين والعقيدة الصحيحة. 
وقال ربيعة بن أبي عبدالرحمن : للسفر مروءة وللحضر مروءة ؛ فأما المروءة في السفر فبذل الزاد ، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله. وأما المروءة في الحضر فالإدمان إلى المساجد، وتلاوة القرآن وكثرة الإخوان في الله عز وجل . 
ومن المروءة نسيان النفس أمام الآخرين, والمبادرة بالنصيحة, والمسارعة في خدمة الناس, والذود عن محارم الغرباء, وتلبية المستغيث. وتظهر المروءة واضحة إذا رافقتها الجرأة والشهامة وكثرة البر. 
قال الأصمعي سمعت أعرابية تقول: لا تلتمس المروءة ممن مروءته في رؤوس المكاييل ، ولا ألسنة الموازين . 
مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال: فيم أنتم ؟! فقالوا: نتذاكر المروءة، فقال: أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه؟ ! إذ يقول الله: 
( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) فالعدل، الإنصاف. والإحسان، التفضل، فما بقي بعد هذا ؟ .
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تجاوزوا لذوي المروءة عن عثراتهم ، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد الله تعالى ) ابن المرزبان عن جعفر بن محمد مرسلا 
ومن المروءة الاحتشام في اللباس فإن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثما .
قال الماوردي: يشير إلى أن من المروءة أن يكون الإنسان معتدل الحال في مراعاة لباسه من غير إكثار ولا إطراح فإن إطراح مراعاتها وترك تفقدها مهانة وكثرة مراعاتها وصرف الهمة إلى العناية بها دناءة وخير الأمور أوساطها .
وقال عليه الصلاة والسلام ( من المروءة أن ينصت الرجل لأخيه إذا حدثه، ومن حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع شسع نعله ) . كنز العمال 7177 عن أنس
وكذلك قوله (ليس من المروءة استخدام الضيف ) .رواه أبو نعيم عن عمر بن عبد العزيز 
وقوله عليه الصلاة والسلام ( ليس من المروءة الربح على الإخوان ) ابن عساكر عن ابن عمر 
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما: أن معاوية سأله عن الكرم والمروءة فقال: أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس، وقيامه بضيفه، وأداء الحقوق، وإفشاء السلام . 
و أن عمر بن الخطاب قال: كرم المرء تقواه، ومروءته دينه، ودينه حسن خلقه، والجبن والجرأة غرائز ، فالجريء يقاتل عما لا يؤوب على أهله، والجبان يفر عن أبيه وأمه، والقتل حتف من الحتوف، والشهيد من احتسب نفسه.
وقد اختص العرب بالمروءة واشتهروا بها عن غيرهم وفي الحديث: عليكم بتعلم العربية فإِنها تدل على المُروءةِ وتزيد في الموَدّةِ . وتسقط صفة المروءة عن من يتصف بالمجون والسخف والأكل في السوق والبول في قارعة الطريق. 
وقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدن العربية بالمروءة عن أهل البادية بسبب جفاء أهل البادية وقسوتهم وبعدهم عن المروءة وطلبهم للزيادة فعن ابن عباس أن أعرابياً وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هبة فأثابه عليها قال: ( أرضيت ؟) قال: لا. فزاده. قال: ( أرضيت ؟ ). قال: لا. فزاده. قال: ( أرضيت ؟ ) قال: نعم . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لقد هممت أن لا أتّهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي)الإتهاب قبول الهبة 
فمن كان يهب شيئا يحب أن يثاب عليه بأفضل منه فهو من الربا ومن المروءة ألا يكون للهبة عوض. فإن كنت صاحب مروءة فإنك كبير في نظر القوم يقتدون بك ويذكرونك بالخير في غيابك ويَضربون بك المثل الصالح بين الناس. 
ولا تظهر المروءة من شحيح ولا من متكبر ولا من خسيس ولا من فاسق فاجر ولا من سارق ولا من مرتش فالمروءة صفة في النفس محمولة على محاسن الأخلاق وجميل العادات.
ومن خوارم المروءة كثرة المزاح واللهو وفحش الكلام والجلوس في الأسواق لرؤية من يمر من النساء وأمثال ذلك .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ما وجدت لئيما قط إلا قليل المروءة.
وعن عوف الكلبي قال : آفة المروءة خلف الموعد .
وليس من المروءة من يسأل الناس وهو قادر على الكسب, وليس من المروءة الكلام البذيء والفاحش, وارتكاب الكبائر تسقط المروءة.
وقد قيل : نعم العون على المروءة المال .
وقال أحد الشعراء :
وليس بمنسوبٍ إِلى العلم والنهى فـتىً لا تُرى فـيه خلائـقُ أربعُ
فواحدةٌ: تقوى الإِله التي بها يُنال جسيمُ الخيرِ والفضلُ أجمعُ
وثانيـةٌ : صـدقُ الحيـاءِ فـإِنـه طـباعٌ عـلـيه ذو الـمروءةِ يطـبعُ
وثالثةٌ: حلمٌ إِذا الجهلُ أطلعتْ إِلـيـه خبـايا مـن فـجـورٍ تسـرَّعُ
ورابعـةٌ: جـودٌ بـملـكِ يـمـينـهِ إِذا نـابه الحقُّ الـذي ليسُ يدفعُ
فهل نفتقد اليوم للمروءة بين الرجال ؟.فأين نجد أصحاب المروءة ؟.. 
ومن علامات المروءة إغاثة الملهوف وهداية الضال وإعانة ذو الحاجة ونصرة المظلوم والعمل بالمعروف والإمساك عن الشر وعون منقطع السبيل والإيثار والحب في الله والبغض في الله وعدم الجلوس في الطرقات وكف البصر عن العورات والجود على السائل ومكافئة المحسن والعفو عند المقدرة وكتم الغيظ والإحسان لمن أساء إليك وقبول الإعتذار وحسن الظن بالآخرين وقول الحق ولو كان صعباً وعدم التكبر وتجنب المراء وحسن الجوار وصلة الأرحام والحلم عند الجهل والتثبت في الأمر وصدق الوعد والوفاء بالعهد .
فأي قيمة لرجل بلا مروءة ؟.
روى عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته )، وقال ابن زياد لرجل من الدهاقين ما المروءة فيكم؟ قال أربع خصال. أولها: أن يعتزل الرجل الذنب فإنه إذا كان مذنباً كان ذليلاً ولم يكن له مروءة. والثانية: أن يصلح ماله ولا يفسده فإن من أفسد ماله واحتاج إلى مال غيره فلا مروءة لـه، والثالثة: أن يقوم لأهله فيما يحتاجون إليه فإن من احتاج أهله إلى الناس فلا مروءة لـه، والرابعة: أن ينظر إلى ما يوافقه من الطعام والشراب فيلزمه ولا يتناول مالا يوافقه فإن ذلك من كمال المروءة، وروي عن قيس بن ثابت بن ساعدة أنه كان يقدم على قيصر فيكرمه فقال لـه قيصر: ما أفضل العقل؟ قال معرفة المرء نفسه: قال ما أفضل العلم؟ قال وقوف المرء عند جهله، قال فما أفضل المروءة؟ قال استبقاء الرجل ماء وجهه. قال فما أفضل المال؟ قال ما قضى منه الحق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق