السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-05-07

الخوف من النظر الى الغد


لماذا نخشى دائما من الجلوس أمام ورقة بيضاء لنرسم عليها خططنا وأهدافنا ؟
لماذا نخشى ذلك الضوء الذى ينير لنا دربنا فى الحياة ؟
ان الله - سبحانه وتعالى - يؤكد لنا أهمية النظر الى المستقبل واستشاف ملامحه وتأهيل النفس لخوضه والتعامل معه ويقول ربنا 
( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
فلماذا نخشى من النظر الى الغد واعداد العدة لذلك ؟
وأجيب بأن هناك أسباب تجعلنا نحجم عن التخطيط ووضع الأهداف وهى :

أولاً : الخوف :

الخوف والرهبة هما أعدى أعداء المرء .. فما ان يتملك منه ذلك الشعور البغيض الا ويصاب بحالة من الشلل فى التفكير والتركيز والانسان قد يخاف من الفشل أو الغد أو الرفض أو حتى النجاح .
والخوف يكون عادة ناتجا من خبرات سابقة مؤلمة فتعمل عملها فى تدمير النفس وبث الرسائل السلبية المحيطة .
فالفشل السابق ينمى شعورا بالخوف من فشل مستقبلى مما يدفع الإنسان الى عدم خوض التجربة مرة ثانية كى يتجنب مشاعر الألم التى شعر بها فى المرة الأولى .
يقول زج زجلر في كتابه ( فوق القمة )
الخوف هو بر الأمان الوهمي الذي يبدو وكأنه واقع والخائف انسان مسجون في إطار من الأوهام والشكوك وعدم الثقة في الذات لذا كانت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق أهدافك أن تحارب خوفك وأن تتسلح بالشجاعة في مواجهة أخطاء الماضي وتصحيحها والاستفادة منها بدلا من الوقوع في أسرها .

ثانيا : النظرة المشوشة للذات :

هناك حكمة تقول بأنه لا يمكن للمرء أن يؤدى عملا ما باستمرار .. ان لم يتوافق هذا العمل مع رؤية المرء لذاته فالرؤية المهزوزة للذات تنعكس على المرء فى كل شؤونه مما يشعره بأنه غير كفء للنجاح والتميز وأن النجاح قد خلق للآخرين فقط لذا نراه سائرا مع القلة الضالة فى الحالة .. لا يدرى شيء عن أهدافه ولا يستطيع تحديد ما يريد .
ولعل الشيء الجيد في هذا المقام أن الرؤية المهزوزة أمر يكتسبه الانسان من تعامله مع البشر وتتكون لديه من خبرات حياتية سابقة .. لذا فليس من المستحيل تغييرها شريطة أن يكون لديه العزيمة والاصرار لذلك والا فسيكون امعة على هامش الحياة يقبل ويرضى بأي شيء .. يقتنع ويوافق على أي قرار ولن يرى بد ولا أهمية لتحديد أهداف الحياة أما ان كنت من الذين يتمتعون بروح تواقة .. تشتاق دائما الى الجلوس على القمة وتأنف من المراكز المتدنية فلا بد أن تنسى دائما أن هناك مركز ثان ويجب أن تكون عينيك ثابتة على المركز الأول ..
فكما يقول كنيدى:
 
بمجرد أن ترضى بالمرتبة الثانية فلن تصل الى أقصى من ذلك .

ثالثا : التأجيل والتسويف :

وهذا هو السبب الثالث أو اللص الثالث الذي يسرق عمر المرء فيضيع دون أن يضع لها الخطط والأهداف .
والتأجيل ببساطة هو تأخير عمل اليوم الى الغد فتسوف وتؤجل وتؤخر ما لا يجب تأخيره الى أن يمر العمر منك وحياتك خاوية الا من أمنيات لا تجدى نفعا .
المسوف يعشق كلمة ( فيما بعد )
ويسجل أرقام قياسية في قول ( سأفعل)
وهو شخص مبدع في استدعاء الحجج والمبررات التي تمنعه من القيام بعمله وقد يستدعى الشيء وضده فمرة تراه يقول : الجو سيء جدا .. انه ليس الجو الذي يشجع على العمل ويقول فى موضوع آخر : الجو ممتع يساعد على الاسترخاء والراحة !!والمسوف قد يؤمن بأهمية الأهداف لكنه ليس بالإيمان حار .
هي أقرب للأمنية منها اللا الإيمان وللأسف التسويف عادة إذا فعلها مرة وثانية وثالثة وترك للنفس مساحة ترتع فيها من التسويف .. يصعب التحكم فيها بعد ذلك إننا لا نعيش إلا حياة واحدة وبالرغم من أن كلنا يعلم ذلك الا أن القلة فقط هي من تعمل من أجل ذلك .. القلة فقط هي التي تهم في الحال لتؤمن لنفسها أقصى فائدة في تلك الحياة 

رابعا : عدم الإيمان بأهمية الأهداف :

فكما أسلفنا أن هناك من البشر من لا يؤمن بقوة وأهمية أن يحدد أهدافه فى الحياة .. بل ويرى أنها مضيعة للوقت وترى فى جعبته حجج كثيرة وقنعة - له على الأقل - بعدم تحديد أهداف له فى الحياة وقد يفاجئك بمثال لشخص لم يكتب أهدافه في الحياة لكنه ناجح ومتميز وهذا بالضبط نفس ما يجيبك به الشخص المدخن عندما تحدثه عن الأضرار الصحية للتدخين فيقول لك : هل ترى فلان الذى بلغ من الكبر عتيا .. انه يدخن بشراهة .
الشخص الذي لا يخطط قد ينجح لكن الصعوبات والعقبات والمشاكل التي تواجهه تكون أكثر وأشد من التي تواجه الشخص الذي لديه خطة وهدف واضحين .. وليس من الحنكة أو الذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .

خامسا : عدم المعرفة :

هناك أشخاص قد يعجبوا بما نقول وقد تتوفر لديهم الرغبة في تحديد أهداف لهم في الحياة لكنهم لا يملكون الذخيرة المعرفية التي تؤهلهم لذلك وللأسف لا يعملون على امتلاك تلك الذخيرة ليس هناك أعجب من شخص يطمح في شيء ثم لا يتسلح بالمعرفة كي يحقق هذا الشيء ..  فإذا لم يحاول المرء أن يتعلم كيف يمكن أن يكون لديه خطة واضحة لتحقيق أهدافه ،ويضع لذلك الوقت المحدد مهمة حياة ، ومشروع بناء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق