المرحوم عبد الله خبابة
مقدمة:
وجب أن ننصف الأموات ، وأن نتحدث بآثارهم وأن نترحم عليهم وأن نذكر سجاياهم ، وخصالهم النبيلة ، وأعمالهم الخالصة ، وحسن تجاربهم في معترك الحياة ، وأن نتوقف قليلا وفي كل مناسبة لإحيائهم ،وإعادتهم إلي ذاكرة الأجيال الحالية ليستنيروا بخلاصة تجاربهم ، فنقضي على النسيان ، ومشاحنة الذات فيعود حاضرنا مستمدا قواه من ماضي الرجال الفلاطحة الذين رسموا حاضرهم ، فلا يبكون المستقبل ، ولا يقسو الزمان علي أجيالنا في عصر طغت فيها الماديات ، وهي زخرفة زائلة كحناء في يد عروس بيضاء ونسوا علماءهم وهوي عملهم وأصابهم النكد والمقت ومن بين هؤلاء الشيخ عبد الله خبابة
وجب أن ننصف الأموات ، وأن نتحدث بآثارهم وأن نترحم عليهم وأن نذكر سجاياهم ، وخصالهم النبيلة ، وأعمالهم الخالصة ، وحسن تجاربهم في معترك الحياة ، وأن نتوقف قليلا وفي كل مناسبة لإحيائهم ،وإعادتهم إلي ذاكرة الأجيال الحالية ليستنيروا بخلاصة تجاربهم ، فنقضي على النسيان ، ومشاحنة الذات فيعود حاضرنا مستمدا قواه من ماضي الرجال الفلاطحة الذين رسموا حاضرهم ، فلا يبكون المستقبل ، ولا يقسو الزمان علي أجيالنا في عصر طغت فيها الماديات ، وهي زخرفة زائلة كحناء في يد عروس بيضاء ونسوا علماءهم وهوي عملهم وأصابهم النكد والمقت ومن بين هؤلاء الشيخ عبد الله خبابة
ولد المرحوم : عبد الله خبابة بتاريخ 12 ماي 1932 م بقرية أولاد لعياضي (الدشـــــــــرة)
والده السيد الفاضل : بلقاسم بن الساسي بن المبارك.
أمه السيدة المحترمة : مسعودة درارجة بنت بن عيسي من نفس القرية
نشأ المغفور له عبد الله خبابة في بيت ميسور الحال يزيد سخاء عن المعوزين والجائعين في ذلك الوقت ، فكان في صغره رحمة الله عليه شعلة أقرانه في النباهة واليقظة والذكاء ، عمل في كنف والده رفقة إخوانه وتحت الرعاية التامة والمحبة والوداعة وحسن التوجيه فشب على الإخلاص في العمل والتفاني فيه ، فاق أقرانه في ذلك الوقت.
كما شب على حب العلم والمعرفة ، من غير تردد.
تعلم الشيخ عبد الله خبابة رحمة الله عليه في قرية أولاد لعياضي فحفظ من القرآن الكريم ما تيسر وتفقه فيه على يد شيوخها كما حفظ ألفية بن مالك ،وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من يوم ولادته إلي البعثة سجلها في مدونة خاصة .
درس متن بن عاشر قي فقه علوم الدين الإسلامي بعدها مر الشيخ عبد الله بمحطة كبرى قلما تتاح إلي غيره في ذلك الوقت ، وهي خروجه وانتقاله إلي مدينة قسنطينة رفقة نعم الرفيق ( عقيدة محمد الطاهر) لمواصلة دراسته ، المتوسطية والثانوية بمعهد بن باديس وذلك خلال السنة الدراسيــة1947/1948
تفقه في فن اللغة العربية وآدابها بهذا المعهد.بعدها انتقل الشيخ عبد الله خبابة إلي جامع الزيتونية بمدينة تونس سنة1951 م وأكمل دراسته هناك فنال شهادة الأهلية في نهاية نفس السنة وتابع دراسته الثانوية إلي أن تحصل على النهائي الثانـــوي بتونس .
رجع رفقة صديقه المفضل محمد الطاهر عقيدة سنة 1954م إلى أرض الوطن .
لم تنم عين المرحوم من التزود بالعلم الوفير .( ٌٌٌٌُوما أوتيتم من العلم إلا قليلا)وتطبيقا لقول الله تعالي
حاول الشيخ وصديقه العودة إلي تونس الشقيقة لاستكمال دراستهما في التعليم العالي والتخصص في شعب اللغة آنذاك إلا أن الاستعمار الفرنسي منعهما من ذلك .
i عودتي فيها وطني ، ربما وطني لم يسمح لي بذلك ربما قدريpمنها كتب كلمته المشهورة
عاش الشيخ عبد الله خبابة يحمل معه علمه ، فترة من الزمن مناضلا في دفع الظلم الاستعماري عن طريق الدعوة السريــــــــــــــــة.
عقد العقد الشيخ المرحوم مع وزارة التربية والتعلم معلما ناجحا في تعليمه فاستعد لذلك قصد بناء صرح العلم والمعرفة ونشره بين أبناء المجتمع دون تمييز في التعليم النظامي المجاني ، فسخر كل إمكانياته المادية والفكرية وتطوع ليلا نهارا وخاصة بما نذكر به خيرا (اهتمامه بالأيتام)كان يفرغ مافي جيبه في أيديهم من أجل طلب العلم.
فأول مدرسة علم فيها هي ابتدائية برج الغدير مركز ثم انتقل إلي مدرسة التهذيب أولاد لعياضي (الدشرة) مديرا ومعلما ناجحا في دواليب التسيير ، وكان رحمه الله فخورا بالمتفوقين يعطيهم ويشجعهم أمثـــال عبد الكريـم درا رجة رحمه الله ــ شو ثري أحمد ـــ خبابة عبد القادرــ خبابة البشير لأول دفعة إلي ثانوية القيروان بمدينة سطيف.
وقد تخرج العديد من الطلبة في عهده أمثال : خبابة عبد الله ــ زواوي عبد الرحمن بن امحمد ـــ بلعياضي حمو ــ خبابة عمار بن محمد ــ صياح البشير ـــ زواوي العيد بن عمار ــ بوسام تميم ـــ زواوي العمري بن لخضر ــــ بن قري المحفوظ ــــ بن قري عبد المجيد ــ درارجة عبد الله ـ زواوي عبد الرحمن بن لمبارك ــــ درارجة الصالح ـ زواوي عبد الحق ــشـوثري احمد ـ توها مي الصالح ـ بن الصغيــر محمد بن عمار ـــ مروش جمال بن محمد الصالح ـــ مروش الحسين بن الدراجي ـــ بلكعلول محمد الأمين بن الجودي ــ بلالطة محمد الناجي ـ خبابة عبد الحميد ـ بن سالم عبد الوهاب ـ لوعيل محمد الأمين ـ زواوي الصالح ـ والقائمة طويلة يصعب كتابتها ولهذا نقدم اعتذارنا للجميــــع .
بقي المرحوم بابتدائية التهذيب التي تعرف حاليا (عمار بلالطة) بأولاد لعياضي معلما ومديرا لها خلال فترة السبعينيات كلها فأبدى فيها براعة نادرة فحققت أحسن النتائج في عهدة نشاطاته فيها بشهادة السيد ( بلعياضي سليمان بن الميلود.
أسس المرحوم في الابتدائية رفقة زملائه : كعلول العياشي ـــ بلعياضي سليمان ـــ كعلول المسعود ـــ خبابة المختار مجلة سماها( الزهرة) فكانت حقا زهـرة بعطرها الفواح
يكتب دائما فيها وينشر عليها مقدمة كلها تحسيس وتقوية الرغبة عند العامة والخاصة في العلم والعرفان .
طباعه رحمة الله عليه
حسن المعاشرة، وناصر الحق ومدافع عليه في أي مكان وزمان لا يبطر عند نعمـة، ولا يستكين عند مصيبـة تراه صامتا وإذا نطق بذا القائلين
علاقته بالمجتمع
كان الشيخ عبد الله خبابة رحمه الله سجلا حافلا للأهل والصواحب يجدون عنده أهل المجتمع حسن النصح والمشورة ، فكان مهندسا اجتماعيا في ذلك العهد يساعد على حل الخصومات بين أفراد المجتمع ولا يبخل بالنصيحة مؤمنا بأن الدين النصيحة.
الخـــلاصـــــــــــة
وجب أن ننصف المرحوم الشيخ عبد الله خبابة فكان شخصية إنسانية عظيمة : رجاحة عقل ونباهة فكر وأصالة رأي وبعد نظر وسمو ذوق وسعة اطلاع ، فعلى من قرأ هذه الوقفات والتوقفات أن يدعو للمرحوم بالرحمة والمغفرة وسعة الجنات .
المصــــــدر:تم تدوين هذه النبذة التاريخية بيد (بلعياضي سليمان ) من مصدر أقرانه(محمد الطاهر عقيدة وأحد أبنائه البررة خبابة عبد الكريم) .
توفي الشيخ عبد الله خبابة سنة1988م ودفن جثمانه الطاهر بمقبرة أولاد لعياضي الوسطى رحم الله الشيخ ورحم معه كل شيوخ القرية وأعلامها ممن سبقوه وعاصروه ،ونالت بهم القرية ذلك الشرف العظيم.
((مدرســـة التهذيب بقريـــة أولاد لعياضي ( الدشرة) بعد الانتهاء من عملية البناء ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق