السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2021-01-23

الثقافة الأمازيغية بين التجذّر والمعاصرة

 الثّلاثاء 12 جانفي2021

دار الثقافة نوار بوبكر أم البواقي.
بمبادرة طيّبة من بيت الشّعر ودار الثّقافة لأمّ البواقي
موضوع هذا الملتقى البهيج :
الثقافة الأمازيغية بين التجذّر والمعاصرة
بيت الشّعر الجزائري بالتّنسيق مع دار الثّقافة لأمّ البواقي يحتفيان بطريقة فكريّة عميقة جالت ربوع التّاريخ وحطّت على واقع لا يزال يتغنّى بثقافة تمثّل الهويّة الجزائريّة المتلوّنة ، فكان لابدّ أن يثرثر المنبر قليلا عن هذه اللّوحة بلغة متقنة تطرّق فيها إلى الحديث عن الثقافة الأمازيغية بين التحضر والمعاصرة ، تزامنا مع الاحتفال الأمازيغي السّنوي .
ألقى ممثّلو بيت الشعر كلمات ترحيبية آسرة بدّدت التّعب الجسدي وجعلت الروح تلتحم في ذاك الجو الثّقافي الذي كان يشعّ كالشّمس من بين السّحب .
أتحفتنا من بعدهم الفرقة الصّوتية لدار الشباب أولاد ناسي بمشاركة شرفية غيّرت مسار الفكر الذي بدأناه من فنّ إلى فنّ آخر تترجمه الكلمة إلى لحن منفرد أخّاذ
الجلسة تسلّمت مفاتيحها من خلال مداخلة حول الثّقافة الأمازيغية والهويّة سلكت من خلالها محارة الوطن الزاخر بالثقافات ، وتبقى الثقافة الأمازيغية جزءا من هذا اللّمعان ، وتجسيدا واضحا للهوية الجزائرية التي نفتخر بانتمائنا لجذورها
تحدث من بعدي الدكتور الجمعي حجام من خلال مداخلته حول الثّقافة الأمازيغية والتحولات الرقمية ، قاد الجلسة الدكتور يوسف نجعوم قيادة هادئة ماهرة
تزيّن المنبر بجلسة ثانية ترأستها الأستاذة إيمان قيطون استحال جوّها إلى فيض من الضّياء بمداخلة الدكتور رابح محوي في مداخلة عنوانها " تجليات التاريخ الأمازيغي من خلال المصادر ارتحل فيها إلى البذور الأولى لانبثاق هذه الثّقافة . تلاه البروفيسور يوسف نجعوم بمداخلة قيمة عنوانها " الأمازيغيّة الواقع والمأمول " غاص من خلالها إلى التّاريخ الذي يلتحف الواقع بكلّ آماله المرجوّة ، عقبتها مداخلة باللغة الانجليزية للأستاذة إيمان حول المرأة الأمازيغية.
استراحة الغذاء كانت محطّة أخرى للتقارب الثقافي والفكري والأخوي جلنا من خلالها إلى ولوج عوالم كلّ الحاضرين التي كانت طافية على كلّ وجه .
كما أمتعتنا جولة التّقديم والتّنشيط التي أخذتنا إليها الكلمات المرصوصة كالعقد للقاصة درصاف باديس التي كانت همزة وصل لامعة بين كلّ المحطّات والجولات والرحلات الفكرية والفنية .
كما كان للأدب نصيب في هذا الملتقى من خلال جلسة أدبية ماتعة بمرافقة لغويّة فذّة للفنان الأستاذ لخضر طيب تخلّلتها قراءات شعرية مزّقت بلطف كلّ عمق ضائع ، وكل روح مبعدة ، وكل حرف مغيّب ، شارك في الجلسة أدباء من مختلف الولايات ، امتطت جوادها الأول الشاعرة نادية نواصر
كما كان في البهو معرض رائع للأكلات والمصنوعات التقليدية التي تترجم هذه الثقافة العميقة بألوانها واختلافاتها ورسائل الأجداد المتواصلة التي كتبوها في الحياة لنقرأها عبر التّاريخ بكل تفاصيلها الحيّة . فالذّاكرة لا تنسى صانعيها .
أجدّد الشكر للقائمين على الملتقى الذين أتحفونا بكرمهم، وجولتهم التي أخذتنا إلى الماضي وألبستنا الحاضر بحلّة لا ينساها القلب وخاصة الشاعر بلاجي الذي لا يتوانى أبدا في رسم الحياة على الأيام .
أشكر الصّديق والرّفيق الذي صاحبني في رحلتي ذهابا وإيابا مصطفى بوحلفاية الذي كان معي بمحبّة وودّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق