تهنئة بالعام الجديد :
آخر أخبار قناة العربية
آخر موضوعات المدونة
2020-08-21
تهنئة بالعام الجديد :
كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي
🖋أَتَى رَجُلٌ إلى النبي ﷺ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَال
( قُلِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ ).
فَضْلُ الصّلاةِ عَلى النّبيّ ﷺ يَوْم الجُمُعَةِ
⏬ فَضْلُ الصّلاةِ عَلى النّبيّ ﷺ يَوْم الجُمُعَةِ ⏬
📌 عَنْ أَوسِ بْنِ أَوسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قال رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إنَّ مِن أفضَلِ أيَّامِكم يومَ الجمُعةِ، فأكثِروا عليَّ مِنَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكم معروضَةٌ عليَّ".
عندما تشتد الكروب
• قال تعالى: ﴿ أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ ﴾
2020-08-18
الاستغفار في حياة الأنبياء والأتقياء
الاستغفار في حياة الأنبياء والأتقياء قال له عمر: استغفِرْ لي. قال: أنت أحقُّ أن تستغفِرَ لي، أنت صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .
الاستغفار في حياة الأنبياء والأتقياء
لقد كانَ الأنبياءُ عليهم السلام يسألون الله المغفرة؛ فالرُّسلّ عليهم السلام يذنبون في الرَّاجحِ عندي من أقوالِ العلماءِ، لكنهم معصومون من كبائرِ الذنوب، ومعصومون في تبليغِهم الرسالة باتفاق الأمة، لكنْ يَعتَرِيهم النقصُ البشري أحيانًا فيفعلون ما هو في حقِّهم ذنبٌ وخطأٌ، ثم يستغفرون الله فيغفرُ الله لهم.
1- آدم عليه السلام: آدم عليه السلام يعصي ربَّه عز وجلَّ، فيأكل من الشجرة؛ قال الله تعالى: { {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} } [طه: 121]. فسألَ هو وزوجتُه ربَّه سبحانَه وتعالى المغفرةَ له ولزوجِه، { {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} } [الأعراف: 23].
2- نوحٍ عليه السلام: هذا نوحٍ عليه السلام قال الله تعالى في خبرِه: { {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} } [هود: 45-47].
إن نوحًا عليه السلام إنما سألَ ربَّه سؤالَ استفهامٍ: يارب! كيف يغرَقُ ولدي مع من غرِقَ، وقد وعدْتني بنجاةِ أهلِي، ووعدُك الحقُّ الذي لا يُخلَفُ، فكيف غَرِقَ وهو من أهلي، وأنت أحكمُ الحاكمين؟ فقال الله سبحانه له: إنه ليس من أهلك الذين وعدتُك بنجاتِهم، فإنِّي إنما وعدْتُك بنجاة من آمنَ مِن أهلِك، فلا تطْلُبْ منِّي ما لم تعلمْ عاقِبَتَه ومآلَه، ولا تعالم هل يكونُ خيرا أم لا؟ فطلب نوحٌ عليه السلام من ربِّه أن يغفرَ له، وقال: { {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ} } وأستجيرُ بك أن أتكلَّفَ مسألتَك { {مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ} } مِمَّا قد استأثرتَ بعلمِه، وطَويت علمَه عن خلقِك، فاغفرْ زلَّتي في مسألتِي إيَّاك ما سألتُك في ابني، { {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي} } وترحمْني فتُنقِذَني من غضبِك { {أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} } الذين غبَنوا أنفسَهم حظُوظَها وهلِكُوا.
وقال عليه السلام: { {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} } [نوح: 28]. 3- هود عليه السلام: قال هود عليه السلام لقومه: { {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} } [ هود52 ].
4- صالح عليه السلام: قال الله تعالى: { {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} } [هود: 61].
5- إبراهيم عليه السلام: قال إبراهيم عليه السلام: { {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} } [الشعراء: 75 - 82].
وقال عليه السلام: { {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} } [إبراهيم: 41].
وقال عليه السلام: { {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} } [الممتحنة: 5].
تُرى ما هي خطيئة إبراهيم عليه السلام؟ لقد كذب إبراهيمُ عليه السلام ثلاثَ كَذَباتٍ، ليست كذِبًا على الحقيقةِ، وإنما هي من المَعَاريضِ، ثم إنها كانتْ لحاجةٍ ومصلحةٍ شرعيَّةٍ، فلو حتى كانت كذبًا صريحًا فإنَّ له عذرًا في ذلك. عن أبي هريرة قال: "لم يكذِب إبراهيمُ عليه السلام إلا ثلاثَ كذَبَاتٍ، ثِنتَين منهنَّ في ذاتِ الله عزَّ وجلَ، قولُه: { {إِنِّي سَقِيمٌ} } [الصافات: 89]. وقولُه: { {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} } [الأنبياء: 63]. قال: بينَا هو ذاتَ يومٍ وسارَةُ، إذ أتَى على جبارٍ من الجبابرةِ، فقيل له: إنَّ ها هنا رجلًا معه امرأةٌ من أحسنِ الناسِ، فأرسَلَ إليه فسألَه عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي، فأتَى سارَةَ قال: يا سارَة! ليس على وجه الأرضِ مؤمنٌ غيرِي وغيرَك، وإنَّ هذا سألنِي فأخبرتُه أنَّك أختي، فلا تُكذِبيني .." أخرجه البخاري، ومسلم .
هذا هو الذنبُ الذي يرجُو إبراهيمُ عليه السلام أن يغفرَه له ربُّه يومَ الدينِ، فكيف ينبغي أن يكونَ قولُنا وقد كبَّلتْنَا الذنوبُ، وأحاطَتْ قلوبَنا بهالةٍ من الظُّلمَةِ والسَّوادِ، نسأل الله المغفرة والرحمة. قال العلماء: وهذا من إبراهيمَ عليه السلام إظهارٌ للعبوديَّةِ وإن كان يعلمُ أنَّه مغفورٌ له.
6- يونس عليه السلام: قال الله تعالى في شأن يونس عليه السلام: { {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} } [الأنبياء: 87].
تُرَى ما هو ذلك الظُّلم الذي فعلَه يونس عليه السلام؟ لا والله لم يكن ذنبًا عظيمًا، حاشاه ذلك، بل هو أمرٌ فعلَه باجتهادِه أخطأَ فيه، لم يكُنْ ذنبًا كذُنُوبنَا، بل هو من خِلافِ الأولى، لقد دعا قومَه فعاندوا وكابروا، فضجر منهم ويأس من إيمانهم، فتركهم ورحل عنهم، وتوعَّدَهم بالعذابِ بعد ثلاثةِ أيَّامٍ من خرُوجِه، ولم يكُنْ قد أتاه الأمرُ من ربِّه بالرحيل.
7- شعيب عليه السلام: قال شعيبٌ عليه السلام يحثُّ قومَه على الاستغفارِ؛ فيقول لهم: { {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} } [هود: 90].
8- موسى عليه السلام: موسى عليه السلام يقول الله في خبره: { {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} } [القصص: 15، 16].
لقد قتلَ موسى عليه السلام نفسًا لم يُؤمَرُ بقتلِها، لكنَّه عليه السلام لم يتعمَّدْ القتلَ، بل كان والله يريد دفعَ ظلمٍ، فوكزَ الرجلَ القبطي المعتدي عن الإسرائيلي، فماتَ الرجل، لقد مات بالخطأِ، قال العلماء: القتل الخطأ لا إثمَ فيه، وإن كانتْ فيه الدية. لقد استغفر موسى عليه السلام من خطأ لم يتعمَّده، هو مغفورٌ له إن شاء الله وإن لم يستغفرْ، لكن هكذا الأنبياءُ عليهم السَّلام.
ويقول موسى عليه السلام: { {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} } [الأعراف: 151]. ولمَّا اختار موسى عليه السلام سبعين رجلًا من قومِه وساروا للقاء ربِّهم وأخذتهم الرجفة قال عليه السلام: { {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} } [الأعراف: 155].
9- داود عليه السلام: قال الله تعالى في شأن داود عليه السلام: { {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} } [ص: 21 - 24].
10- سليمان عليه السلام: قال سليمان عليه السلام: { {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} } [ص: 35]. لقد سألَ ربَّه المغفرة قبل سؤالِ الملك، طلبَ الباقِي قبل الفانِي، لقد همَّتُه الآخرة، وغايته رضى ربِّه سبحانه. إذا كان هذا حال الأنبياء الأصفياء، وهم خير من عبد الله، وأطهر خلقه قلوبًا، وأزكاهم نفوسًا، فكيف ينبغي أنْ يكونَ عليه حالُ المساكينِ أمثالُنا؟ 11- محمد صلى الله عليه وسلم: نفرد إن شاء الله الاستغفار في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بمقالة مفردة.
الاستغفار في حياة الصالحين كان على هذا الدرب الصالحون من كل أمَّهٍ؛ قال الله تعالى: { {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} } [آل عمران: 16، 17].
وقال سبحانه وتعالى: { {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} } [آل عمران: 193].
وقال سبحانه: { {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} } [المؤمنون: 109].
وقال سبحانه: { {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} } [آل عمران: 135، 136].
وقال سبحانه: { {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} } [الذاريات: 15 - 18].
وقال سبحانه: { {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} } [آل عمران: 146، 147].
وقال سبحانه: { {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} } [الحشر: 10].
وعن عكرمة قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: " «إني لأستغفرُ الله عزَّ وجلَّ وأتوبُ إليه كلَّ يوم اثني عشرَ ألفَ مرَّةٍ، وذلك على قدرِ ديَّتِي» ". الصالحون يطلبون من إخوانِهم أن يستغفروا الله لهم: لقد كانوا يطلبون ممن يتوسمون فيه الصلاح أن يستغفر لهم؛ فقد قال إخوة يوسف عليه السلام لأبيهم يعقوب عليه السلام: { {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} } [يوسف: 97].
وأخرج الإمام مسلم عن أُسَير بن جابرِ رحمه الله قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أَمدادُ أهلِ اليمنِ سألَهم: أفيكم أويسُ بنُ عامرٍ؟ حتى أتى على أويسٍ، فقالَ: أنتَ أويسُ بنُ عامرٍ؟ قال: نعم. قال: من مُرادٍ، ثم من قرَن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برَصٌ فبرِأْتَ منه إلا موضعَ دِر?هم؟ قال: نعم. قال: لك والدةٌ؟ قال: نعم. قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يأتي عليكم أويسُ بنُ عامرٍ مع أمدِادِ أهلِ اليمنِ، من مُرادٍ، ثم من قرَن، كان به برَصٌ فبرَأَ منه إلا موضعَ دِرْهمٍ، له والدةٌ هو بها بَرٌّ، لو أقسمَ على الله لأبرَّه، فإنْ استطعْتَ أن يستغفِرَ لك فافعلْ"، فاستغفِرْ لي، فاستغفرَ له .. ".
وفي لفظٍ لأحمد: فهل كان بك من البيَاضِ شيءٌ؟ قال: نعم، فدعوتُ الله عزَّ وجلَّ فأذهبَه عنِّي إلا موضعَ الدّرهم من سُرَّتي؛ لأذكُرَ به ربِّي. قال له عمر: استغفِرْ لي. قال: أنت أحقُّ أن تستغفِرَ لي، أنت صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .
قال العلماء: في هذا الحديثِ استحبابُ طلبِ الدعاءِ والاستغفارِ من أهلِ الصلاحِ، وإن كان الطالبُ أفضلَ منهم.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله
تتبع عورات المسلمين في ميزان الشرع
تتبع عورات المسلمين في ميزان الشرع:
2020-08-14
أحب العمل إلى الله أدومه ، وإن قل
من صبر وصابر ، وعالج نفسه ، وملك زمامها، ورزقه الله همة ومثابرة ، فقد فتح له باب خير عظيم ، والله يختص برحمته من يشاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " «أحب العمل إلى الله أدومه ، وإن قل» "
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في وصف النبي صلى الله عليه وسلم « «كان إذا عمل عملا أثبته» » وفي رواية أخرى قالت " «كَانَ عمله دِيمَة» " أَي يدوم عليه ولا يقطعه .
وفي هذه الأحاديث درس عظيم في التربية ، وإصلاح النفس وسياستها ، وطلب العلم ، والدعوة والتغيير ، وأبواب الخير كلها . ومن تأمل سير النابغين في كل ميدان لا سيما ميدان العلم والتصنيف ، فسوف يجد أن من أبرز ما ميزهم على غيرهم تلك الهمة العالية ، والنفس الصبورة التي لا تعرف الكلل ولا الانقطاع ، وإنما صبر ومصابرة حتى يلقى أحدهم ربه على تلك الحال .
ومشكلة أكثرنا :
هي ضعف العزيمة ، وقلة الصبر على المداومة والاستمرار ، وكم من مرة يبدأ المرء بهمة واندفاع شديد في باب من أبواب الخير كبرنامج لحفظ القرآن أو طلب العلم ، أو الدعوة أو التصنيف أو أوراد تعبدية معينة ، ثم سرعان ما ينقطع وتفتر همته ، ويبقى على ذلك زمانا ، ثم يبدأ من جديد وهكذا دواليك ، وقد يتسرب لنفسه شعور قاتل بالفشل وقلة الصبر وضعف العزيمة ، وربما ترك المحاولة ثانية بحجة هذا الهاجس الشيطاني .
وخلاصة الأمر : أن قليلا دائما خير من كثير لا يدوم ، وأن من صبر وصابر ، وعالج نفسه ، وملك زمامها، ورزقه الله همة ومثابرة ، فقد فتح له باب خير عظيم ، والله يختص برحمته من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم.
المُتَوَفِّي أم المُتَوَفَّى
المُتَوَفِّي أم المُتَوَفَّى
أمّا الأوّل على (صيغة اسم الفاعل من غير الفعل الثُّلاثي) : وهو الله تعالى، الّذي يَتوفَّى الأنفسَ حين موتِها. قال عزَّ شأنُه: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.
وأمّا الثاني (على صيغة اسم المفعول من غير الفعل الثّلاثي) : وهو الإنسانُ الّذي اِستوفَى اللّهُ عزّوجلَّ مدَّةَ حياتِه، فلم يَبْقَ له منها شيءٌ؛ فحَلَّ أجلُه لانقضاءِ عُمْرِه. ذا، هو الفارق بين اللّفظتين في لسان العرب، وبينهما من التّباين في الدّلالة ما علمتَ من التّباين بين الخالق والمخلوق.
وعليه؛ فاحذرْ زَلَّةً من لَحْمَة بين شِدقيْن تجمع في رَسْمِها بين دَلالتين. وقد وقعت فيه لطائف يحسُن إيرادها وهي:
1. حُكِيَ أنّ بعضَهم حضرَ جنازةً فسأله بعضُ الفضلاء وقالَ: مَنِ المُتَوَفِّي؟. بكسر الفاء [المُشدَّدة]، فقال: اللّهُ تعالى، فأنكرَ ذلك إلى أن بُيِّنَ له الغلط. وقال: قُلْ: مَنِ المُتَوَفَّى بفتح الفاء [المُشَدَّدَة]. وبعضُهم يذكر أنّ المسؤولَ هو: عليُّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه. 2. " وممّا يُذكَرُ في هذا السِّياق كذلك ما رواه أحد اللُّغويّين قال: مررتُ في طريقي فرأيتُ جنازةً تُشيَّعُ، وسمعتُ رجلاً يسألُ: مَنِ المُتَوَفِّي (بالياء)، فقلت له: اللّهُ سبحانه وتعالى؛ فضُرِبتُ حتّى كِدْتُ أموتُ ".
3. وفي محاضرات الأدباء (1 /1 /66) قال الأصبهانيّ: " ومرَّ رجلٌ بدار ميِّتٍ فقال: مَنِ المُتَوَفِّي؟. فقالَ له رجلٌ: اللّهُ. فقالَ له: يا كافر، اللّهُ يموتُ؟. فقالَ: لعلَّكَ تُرِيدُ المُتَوَفَّى؟. ". هذا، وقد أجاز في معجم الأخطاء الشّائعة (ص271) على مَضَض أن يُقالَ: تَوَفَّى فلانٌ اِعتمادا على: أ- أنّ الإمام عليّا رضي اللّه عنه يقرأ الآية الكريمة 234 من سورة البقرة: {وَالَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ …} بالبناء للفاعل. والجواب: أنّ معنى الآية الكريمة على قراءة البناء للمعلوم هو: استيفاءُ الأجل، والفعل تَوَفَّى هو مِن تَوْفِيَةِ العَدَدِ، وليس مِنْ الوفاة، يَدُلُّ على ذلك أمورٌ منها: • ما جاءَ في ملحق دُرَّة الغوّاص (ص290): "
ومنه قول منظور الوبريّ: إِنَّ بَنِي الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ وَلاَ تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ فِي العَدَدْ ونظيرُه قولُه تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ، وهو مِن تَوْفِيَةِ العََدَد، وليس مِن الوفاة، أي يَقبضُ أرواحَكم أجمعين بأمرِ ربِّه، فلا يُنقِصُ واحدًا منكم، كأنْ تقول: تَوَفَّيْتُ مِن فلانٍ مالي واِستَوْفَيْتُهُ، أي: لم يَبْقَ لي عليه شيءٌ منه … ".
• وقال في المعجم الوسيط (ص1047): " تَوَفَّى … فلانٌ حقَّه: أخذه وافِيًا. ويُقالُ: تَوَفَّيْتُ منه مالي: لم يَبْقَ عليه منه شيءٌ. و[تَوَفَّى] المُدّة: بَلَغَها واِسْتَكْمَلَها. وتَوَفَّى عَدَدَ القومِ: عَدَّهَم كُلَّهُم ".
• قال العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (492): " وفي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ …} قراءتان، بالبناء للمعلوم وللمجهول. وأنّها على قراءة المبني للمعلوم (يَتَوَفَّوْنَ) بمعنى (اِسْتِيفَاء الأجل) قاله ابن النَّحّاس وغيرُه. واللّهُ أعلمُ ".
ب- أنّ الوجهَ في تَخطِئةِ العامِّي كونه ليس من أهل القصد والتّأويل، أي أنّ الإمامَ حدَّثَ السّائلَ بما يَقْتضيه الحالُ، وما يَسْتوعِبُه لُبُّه.
والجوابُ:
• أنّ الرِّوايةَ ورد فيها: " بعض الفضلاء". فلا يمكن اعتبار الرّجل من عوامّ النّاس.
• أنّ الأصلَ في كلام الإمام رضي اللّه عنه أن يُحمَلَ على حقيقتِه، وذلك باعتبار ما بدر منه تَقْوِيمًا للسان ذاك الرّجل الفاضل. وأمّا العُدول به إلى ضربٍ من التّأويل فليس يُقبلُ إلاّ إذا دلَّ عليه المقامُ، أو بعضُ قرائن الأحوالِ.
وللعلاّمة الألبانيّ التفاتةٌ طيِّبة، وتأصيلٌ شرعيّ لهذه المسألة، قال – رحمه اللّه تعالى -: (فلانٌ تَوَفَّى: أي استوفى أجلَه. وخيرٌ منه أن يُقالَ: فلانٌ تَوَفَّاهُ اللّهُ؛ لأنّ الأوّلَ فيه إيهامٌ، والكلام من المُوهِمات ليس من أدب الإسلام، وهو يحتاج إلى تأويل، والكلام المؤوَّلُ لا حاجة إليه ما دامَ أنّ في الكلام سَعَةً في التّعبيرِ السَّليمِ. قال عليه الصّلاة والسّلام: «لا تَكَلَّمَنَّ بِكَلاَمٍ تَعْتَذِرُ به عند النّاسِ» .
2020-08-11
الرجل والمرأة في الإيمان سواء
الإيمان بالله أصل الدِّين، وركنه الرَّكين، وأوَّل ما يُطالب به العبد؛ لذا لم يفرِّق الإسلام بين المرأة والرَّجل في مقتضيات الإيمان وواجباته وأركانه وضروراته، وكذلك في ملامحه وأوصافه، وما يترتَّب عليه من أحكامٍ في الدُّنيا والآخرة، وكذلك لم يفرِّق الإسلام بينهما في الخطاب الموَّجه إلى كلٍّ منهما من قِبَل الله تعالى سواء في قرآنه العظيم أو على لسان نبيِّه الكريم في سُنَّته الثَّابتة عنه صلّى الله عليه وسلّم، فإيمان المرأة هو عينُ إيمانِ الرَّجل، بلا أدنى فارق بينهما، وهذا من المساواة العادلة بين المرأة والرَّجل في قضيَّة الإيمان بالله تعالى. وهذه المساواة بينهما في الإيمان تتَّخذ أشكالاً ومظاهرَ متعدِّدة، نتناولها فيما يلي:
مظاهر المساواة في الإيمان: تَعدَّدت الآيات القرآنيَّة التي تُبرز لنا مظاهر المساواة بين المرأة والرَّجل في مسألة الإيمان بالله تعالى، وهذه الآيات اتَّخذت محاورَ متعدِّدة، وتناولت قضايا متنوِّعة، كلُّها تدعم وتؤكِّد المساواة التَّامَّة بين المرأة والرَّجل في الإيمان بالله ومقتضياته، ومنها:
أولاً: المساواة في الصِّفات الإيمانيَّة: بيَّن القرآن العظيم تماثلاً تامّاً، وتساوياً بين الرَّجل والمرأة عند التزامهما بطاعة الله، والقيام بمقتضى التَّكاليف الإيمانيَّة، فهما سواء في الصِّفات الإيمانيَّة، وفي ذلك يقول تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 35]. ومن أسباب نزول هذه الآية الكريمة: ما جاء عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ الأَنْصارِيَّةِ - رضي الله عنها: أَنَّها أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم، فَقَالَتْ: مَا أَرَى كُلَّ شَيْءٍ إلاَّ لِلرِّجَالِ، وَمَا أَرَى النِّسَاءَ يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية [الأحزاب: 35] .
فاستوى الرِّجال والنِّساء في هذه «الصِّفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي ما بين اعتقاداتٍ، وأعمال قلوبٍ، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفعٍ متعدٍّ وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشَّر، الذي مَنْ قام بهنَّ، فقد قام بالدِّين كلِّه ظاهرِه وباطنِه، بالإسلام والإيمان والإحسان».
قال ابن عاشور - رحمه الله: «فالمقصود من أصحاب هذه الأوصاف المذكورة النِّساءُ، وأمَّا ذكْرُ الرِّجال فللإشارة إلى أنَّ الصِّنفين في هذه الشَّرائع سواء؛ ليعلموا أنَّ الشَّريعة لا تختصُّ بالرِّجال، لا كما كان معظم شريعة التَّوراة خاصًّا بالرِّجال إلاَّ الأحكام التي لا تُتَصوَّر في غير النِّساء، فشريعة الإسلام بعكس ذلك الأصل في شرائعها أن تعمَّ الرِّجال والنِّساء إلاَّ ما نُصَّ على تخصيصه بأحد الصِّنفين، ولعلَّ بهذه الآية وأمثالها تَقَرَّر أصلُ التَّسوية، فأغنى عن التَّنبيه عليه في معظم أقوال القرآن والسُّنَّة، ولعلَّ هذا هو وجه تعداد الصِّفات المذكورة في هذه الآية؛ لئلاَّ يُتوهَّم التَّسوية في خصوص صفةٍ واحدة.
وسُلِكَ مَسْلَكُ الإطناب في تعداد الأوصاف؛ لأنَّ المقام لزيادة البيان لاختلاف أفهام النَّاس في ذلك» .
وبناءً على ما سبق، فقد تقرَّر أنَّ صيغ الخطاب الشَّرعي الموجَّه إلى النَّاس جميعاً في المطالبة بالإيمان بالله، وفي بيان أركانه وواجباته، وتوضيح خصائص المؤمنين وأوصافهم، تعمُّ النِّساء والرِّجال معاً، فلا تختصُّ بجنسٍ دون جنس، ويُستفاد هذا من قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].
فالمقصود بقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ}: الرِّجال والنِّساء معاً، حيث اشتركوا جميعاً في أركان الإيمان وواجباته وما يترتَّب عليه من صفاتٍ خاصَّة بهم. ثانياً: المساواة فيما يترتَّب على الإيذاء الواقع بهما: الإيذاء الواقع على المؤمنين - بسبب إيمانهم - مساوياً للإيذاء الواقع على المؤمنات - بسبب إيمانهنَّ - سواء في أصل الجزاء من الله تعالى لهما، أو في التَّنيكل بمَنْ أوقع عليهما الإيذاء، وقد توعَّد الله تعالى مَنْ آذى المؤمنين والمؤمنات بالأفعال أو الأقوال القبيحة؛ كالبهتان والتَّكذيب الفاحش ونحو ذلك بالعذاب العظيم، فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]. قيل: نزلت فيمَنْ تكلَّم في عائشة - رضي الله عنها، وصفوان بن المعطِّل - رضي الله عنه - بالإفك .
قال ابن عاشور - رحمه الله: «وعَطْفُ {وَالْمُؤْمِنَات} على {الْمُؤْمِنِين} للتَّصريح بمساواة الحُكْم، وإنْ كان ذلك معلوماً من الشَّريعة، لوَزْع المؤذين المؤمنات؛ لأنَّهنَّ جانبٌ ضعيف، بخلاف الرِّجال فقد يزعهم عنهم اتِّقاء غضبهم وثأرهم لأنفسهم». وقال ابن كثير - رحمه الله: «قولُه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا }؛ أي: ينسبون إليهم ما هم بُرآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} وهذا هو البَهْت البَيِّن أن يُحكى أو يُنقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتَّنقُّص لهم، ومن أكثر مَنْ يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله، ثم الرَّافضة الذين ينتقَّصون الصَّحابة ويعيبونهم بما قد بَرَّأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإنَّ الله عزّ وجل قد أخبر أنَّه قد رَضِيَ عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبُّونهم ويتنقَّصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبداً، فهم في الحقيقة مَنْكوسو القلوب، يذمُّون الممدوحين ويمدحون المذمومين» .
ثالثاً: المساواة في الافتتان والتَّعذيب: المؤمنة تُفتن في دينها كما يُفتن المؤمن، وقد توعَّد الله تعالى كُلَّ مَنْ آذى المؤمنين والمؤمنات - ليفتنَهم عن دينهم ويردَّهم عنه بأيِّ أنواعِ الفتنة والتَّعذيب - توعَّده بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } [البروج: 10]. قال ابن عاشور - رحمه الله: «وعَطْف {الْمُؤْمِنَاتِ} ؛ للتَّنويه بشأنهنَّ؛ لئلاَّ يُظَنَّ أنَّ هذه المزيَّة خاصَّة بالرِّجال، ولزيادة تفظيع فِعْلِ الفاتنين بأنَّهم اعتدَوا على النِّساء، والشَّأن ألاَّ يُتَعرَّضَ لهنَّ بالغِلْظة».
«وقد عُدَّ من الذين فتنوا المؤمنين: أبو جهلٍ رأسُ الفتنة ومِسْعَرها، وأُميَّة بن خلفٍ، وصفوانُ بن أُميَّة، والأسودُ بن عبد يغوث، والوليدُ بن المغيرة، وأَمُّ أنْمار، ورجل من بني تَيْم.
والمفتونون: عُدَّ منهم: بلالُ بن رباح كان عبداً لأُميَّة بن خلف فكان يُعذِّبه، وأبو فُكَيهة كان عبداً لصفوان بن أُميَّة، وخَبَّابُ بن الأرتِّ كان عبداً لأمِّ أنمار، وعَمَّار بن ياسر، وأبوه ياسِر، وأخوه عبد الله كانوا عبيداً لأبي حُذيفة بن المغيرة فوكَلَ بهم أبا جهل، وعامرُ بن فُهيرة كان عبداً لرجلٍ من بني تَيْم.
والمؤمنات المفتونات منهنَّ: حَمَامَةُ أمُّ بلال أمَةُ أُميَّة بن خلف، وزِنِّيرَة، وأمُّ عنَيْس كانت أَمَةً للأسود بن عبد يغوث، والنَّهدية، وابنتها كانتا للوليد بن المغيرة، ولطيفةُ، ولبينةُ بنت فُهيرة كانت لعُمر بن الخطَّاب قبل أن يُسْلِم كان عمر يَضربها، وسُميَّة أمُّ عمَّار بن ياسر كانت لعمِّ أبي جهلٍ».
رابعاً: المساواة في استغفار النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: أَمَرَ الله تعالى نبيَّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم أن يستغفر في دعائه للمؤمنين والمؤمنات؛ بسبب إيمانهم فقال تعالى: ﴿ {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [9] وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} ﴾ [محمد: 19].
قال ابن عاشور - رحمه الله: «وذِكْرُ {الْمُؤْمِنَات} بعد {الْمُؤْمِنِين} اهتمام بهنَّ في هذا المقام، وإلاَّ فإنَّ الغالب اكتفاء القرآن بذكر المؤمنين، وشموله للمؤمنات على طريقة التَّغليب، للعلم بعموم تكاليف الشَّريعة للرِّجال والنِّساء، إلاَّ ما استثني من التَّكاليف». وجاء عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامت - رضي الله عنه؛ قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً» .
خامساً: المساواة في البلاء: عن أبي هُريرَة - رضي الله عنه؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «مَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ؛ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ؛ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» . فالنَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بيَّن مساواة المؤمنين والمؤمنات في أصل البلاء، وأنَّه مستمرٌّ معهم في الأنفس والأموال والأولاد حتى يُلاقوا ربَّهم وليس عليهم سيِّئات؛ «لأنَّها زالت بسبب البلاء»
المُهِمَّات في صفات القُدُوات من القرآن الكريم
همسات تربوية وخواطر قرآنية من هداية كلام رب البرية؛ عبارة عن فوائد وإرشادات مقتضبة، ووصايا وتوجيهات مختصرة، وبرقيات عاجلة، تنير الطريق وترسم المعالم، مستقاة من أخلاق الكبار وصفات العظماء، من الأنبياء والأصفياء، لصناعة وإيجاد قُدوات عملية ونماذج ربانية.
- صناعة الوعي واليقظة: وإدراك المخاطر المحدقة بالمجتمع، وفهم المؤامرات التي تحاك وتُدَبَّر ضد الأمة؛ من الخصال المهمة للقدوات الصالحة، بعيداً عن السطحية والسذاجة والبلادة والانطوائية، قال سبحانه عن تلك النملة المُلهِمة لقومها لمّا رأت خطراً قادماً: { {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} }[النمل:18].
فإن النابه اليقظ هو الذي يحسب للمستقبل ألف حساب، ولا يغفل عما قد يتعرض له من مخاطر واحتمالات.
- الإيجابية: والتفاعلية والحيوية وعدم التقاعس وعدم الانشغال بما لا ينفع؛ خصال مهمة للقدوة الفعال المتميز، فإيجابية الطرح والسلوك والموقف والرأي والفكرة والتواصل والتعاطي مع الأحداث والآخرين، تقود لأفضل النتائج والعوائد والإنجازات، قال تعالى في وصف المتقين المؤمنين: { {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} }[القصص:55]، فلم ينشغلوا بأهل اللغو، فلديهم ما يشغلهم من المهام والأعمال التي بحاجة لإيجابية والتفات.
- الحِلم وسَعة الصدر: والترفع عن سفاسف الأمور والتغاضي عن الهفوات وضبط النفس، من معالي الأخلاق التي تأسر القلوب، قال سبحانه عن خليله إبراهيم: { {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} }[هود:75]، وقال سبحانه في وصف إسماعيل عليه السلام: { {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} }[الصافات:101]، أي متسع الصدر حسن الصبر والإغضاء في كل أمر، والحلم رأس الصلاح وأصل الفضائل[2].
- قضاء الحوائج: من تفريج الهموم وتنفيس الكربات والإحسان إلى الناس، من صفات الكبار والقدوات وخير الناس أنفعهم للناس، الذين يستثمرون إمكانياتهم لفعل المعروف وإغاثة الملهوف، ومن تلك الصور القرآنية المشرقة سقاية موسى – عليه السلام – للمرأتين اللتين حبستا عن سقاية الماشية، قال سبحانه: {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}[القصص:24]، ولما رأى القوم ذا القرنين وطلبوا منه إصلاح أمرهم بمنع يأجوج ومأجوج من الإفساد، بادر مباشرة لبناء السد دون مقابل، قال سبحانه: { {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} }.
- الرقابة المستمرة: للأتباع والمرؤوسين لضمان جودة الأداء وإنجاز المهام وتحقيق الأهداف المحددة، من مقومات القائد الناجح والقدوة المتميز، فحرص الهدهد على الرجوع السريع يشير لأهمية المتابعة المتواصلة من سليمان، قال سبحانه عن الهدهد: { {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} }[النمل:22]، كما أن امتثال الجن الدائم لأمر سليمان وعدم مخالفتهم له تدل على عناية فائقة بالرقابة، قال سبحانه: { {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} }[سبأ:13].
- وضوح وتحديد الهدف: والرؤية ذات المعالم المحددة بلا غموض أو ضبابية، سمة مهمة ومصدر قوة للقدوة والقائد، فقد أمر اللهُ – سبحانه - رسولَه أن يعلن للناس دعوته ظاهرة جلية بلا التباس: { { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} }[الحج:49]، وكان موسى - عليه السلام - واضحاً في رحلته مع فتاه محدداً الغاية والمقصد، قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}[الكهف:60]، كما أن موسى صرح للعبد الصالح بوضوحٍ هدف صحبته في رحلته، فقال: { {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} }[الكهف:66].
- النزاهة: عن الأموال المشبوهة وتجنب المكاسب الخبيثة، والورع عن السؤال والتعفف عن المال العام، والابتعاد عن التكسب بالدين والمنصب والوجاهة، من أعز صفات القدوات والقادة، قال سبحانه عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب لإقوامهم: { {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} }[الشعراء: 109، 127، 145، 164، 180]، وقال سبحانه عن امتناع ذي القرنين لمّا عرضوا عليه المال مقابل إنقاذهم من القوم المفسدين: { {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} }[الكهف:95]، في إشارة لنزاهته ونقاءه في كسب المال.
- قوة الإرادة: والعزيمة والإصرار وتحمل المشاق، والمضي قدماً لتحقيق الأهداف والتغلب على المصاعب والوصول إلى المبتغى، خصال جوهرية وسمات مهمة للقدوات، فقد أمر اللهُ رسوله – صلى الله عليه وسلم- أن يقتدي بأولي العزم من الرسل قال سبحانه: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}[الأحقاف:35]، وقال تعالى في قصة الخضر مع موسى وإخبارُه فتاه بعزمٍ وإصرارٍ بغيته للوصول إلى غايته مهما كانت التضحيات والصعاب: { {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} }[الكهف:60].
- نصرة المظلوم: ونجدة الضعيف ومساعدة المستضعفين، والمبادرة لرفع الحيف عنهم، من سمات القدوة الناجح والقائد المُلهَم، ومن المواقف التي خلدها القرآن، معونة ذي القرنين القومَ الذين طلبوا منه تخليصهم من شر يأجوج ومأجوج وبناء السد، {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}[الكهف:95]، وكذلك مسارعة موسى – عليه السلام – لإغاثة الرجل الذي من شيعته لما طلب منه النصرة، { {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} }[القصص:15].
- التحفيز: والإلهام واستنهاض همم الآخرين والحصول على أفضل ما لديهم، وتشجيعهم لاستخراج مكنونات دواخلهم، وإثارتهم ومنحهم الفرصة لإظهار طاقاتهم؛ من السمات البارزة في شخصية القدوة المتميز، من ذلك مقولة الرجلين من لبني إسرائيل في تحفيزهم وإثارة الحماس في نفوسهم على دخول الأرض المقدسة، وتحريرها من العمالقة الجبارين الوثنيين، قال تعالى: { {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} }[المائدة:23].
2020-08-10
الإسلام كرّم المرأة
![]() |
في دستور المسلمين أن المرأة إنسان محترم، لا يجوز أن تورث، ولا يحل أن تحبس كرهًا، وأمَر الرجال جميعًا أن يحسنوا إلى النساء، وطالب الأزواج جميعًا أن يعاشروا زوجاتهم بالمعروف، وأن يصبروا على أخلاقهن إن كنّ شرسات الأخلاق، سيئات الطباع، محببًا إليهم عشرتهن.
وقفات مع قاعدة قرآنية
![]() |
حلمنا الأوّل
حلمنا الأوّل
في 09 ذي الحجة 1441ه