السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-08-10

💡همسات للمعلّمين والمعلّمات


 فضاء التربية والتّعليم رأس الوادي برج بوعريريج

💡💡همسات للمعلّمين والمعلّمات💼💼.

📎أملا في خلق جسور التّواصل بين الأساتذة والمتعلّمين لدفع قافلة المعارف والخبرات في طريق كلّ مهتمّ بتنمية قدراته ومهاراته من أجل قضيّته النّبيلة وإحياء للضّمير المهني الذي يفتقده الكثيرون ليجعل منهم دمى ناقلة للمعلومات وليتها اقتصرت في قصورها على ذلك بل تعدّته إلى فتح شرخ كبير بينهم وبين التّلاميذ ، وهدم تلك الصّورة الجميلة للمدرسة في عيون كلّ طفل
يجب أن يكون المعلّم قدوة في التّربية لما لها دور كبير في تعزيز الثّقة بالنّفس ، وتنمية مهارات لم تكن موجودة ، وشحذ السّلوك الإيجابي لدى المتربّي الذي يسلّط تركيزه دوما على من يقتدي به في حياته ليجعل منه البطل الذي لا يخطئ للوصول إلى شخصيّة سويّة أفضل أخلاقا وأحسن معاملة وأفضل مهارة .
والتّأثير دوما لا يقتصر على الكلام والنّصح والارشاد بل يتعدّاه إلى آثار أكبر عن طريق الاقتداء لتطبيق تلك المواعظ التي يراها المتعلم عن قرب في السلوك الاجتماعي ، والأفعال الواعية ، ويلمسها كذلك كنسيم الصّباح في خطوات المعلّم القدوة ..
إنّ تربية الأجيال تتطلّب صبرا وتحمّلا كملح البحر الذي يحافظ بثقله على توازن الماء ونقاوته وطهارته رغم حجمه و هيجانه وكلّ ما فيه .. كذلك المعلّم يلعب دورا كبيرا في تهذيب السّلوك قبل تلقين العلم ليجد نفسه كالمهندس الذي يبني إنسانا له وجدان وعقل وعاطفة وفكر وسلوك لأنّ التّعليم عمليّة شاقّة ومتعبة فمن ناحية يكون صبر المعلّم على تحصيل الدّرس ، ومن ناحية أخرى صبره على سلوك المتعلّم وحرصه على عدم الخروج عن طاعته ، وكظمه للغيظ وابتعاده عن مظاهر الغضب والعفو والصّفح والرّفق وكلّ هذا يستوجب شخصيّة سويّة ثابتة تضبط نفسها عند المواقف الصّعبة .
وعلى المعلّم من جهة أخرى أن يكون صبورا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﻫﻨﻪ ﺑﻄﻴﺌًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔَﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻬﻢ ، ﻭﻻ‌ ﻳﻌﻨّفه ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻓﻴﺨﺠﻠﻪ ويجعله في قوقعة بعيدة لا يصلها الصّدى لانّ مهمّته المقدّسة هي بناء شخصيّة سويّة وصالحة .
علينا أن نفهم شخصيّة المتعلّم ، ونحدّد نقاط ضعفها وقوّتها ، نراعي الحالات الاجتماعية التي تلعب دورا في اكتساب المهارات والمعارف .
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻲﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ، ﻓﻜﺮَّﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲُ- ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻣﺴﺄﻟﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﻔْﻬﻢ !
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲِ ﺣﻴﺎﺀ ، ﻓﺪﻋﺎُ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺓ ﻭﻛﺮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻓَﻬِﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎﺭﺑﻴﻊ !ﻟﻮ ﻗﺪِﺭْﺕُ ﺍﻥ ﺃﻃﻌﻤﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻷ‌ﻃﻌﻤﺘُﻚ ﺇﻳﺎﻩ .

📝فالتّعليم بحجم صخرة كبيرة يظلّ المعلّم ينحتها حتّى يصنع منها منحوتة لأهدافه التي وضعها في إطار صورة ذهنيّة ليتذكّر مهامه النّبيلة إلى أن يحقّقها على أرضيّة كلّ متعلّم وتبقى على جدران الأجيال معلّقة شاهدة على إنجازاته فيهم ، وتأثيراته العميقة بهم ..
ليس كلّ معلّم معلّما ، وليس كلّ مدرّس مدرّسا ، وليس كلّ من يحمل ريشة فنّانا ، هناك جينات إبداعية تلعب دورا كبيرا في المسيرة المهنية لكلّ واحد منهم ..
والأستاذ الرّسالي ، الأستاذ القدوة هو القائد في حجرته ، المتسامح في معاملته ، الصّبور امام مشقّات التّلقين ، مقوّم للسّلوك ومهذّب للنّفوس ، الآخذ بيدها إلى برّ المعارف والأخلاق دون أن يغرق أحد منهم في الممرّات التي يسلكها بهم بين شعاب مجهولة وأخرى صعبة ...
الآليات التي يمتلكها ، المهارات التي يكتسبها ، الطّريقة التي يتّبعها تعمل الفارق في التّأثير في العقول الصّغيرة التي تحتاج إلى الرّفق قبل التّعليم ، تحتاج إلى الثّقة قبل الاكتساب ، تحتاج إلى المحبّة قبل تحصيل النّتائج .
لابدّ أن يضع الأستاذ نصب عينيه أنّ التّعليم أمانة يجب أن يصونها ولا يقضي وقته ضائعا ، متهاونا ، ظالما ، حقودا لأنّه ببساطة عامل فقط ينتظر راتبه في نهاية الشّهر وتمضي حياته بين خيانة وجريمة لا يخرج منها إلاّ فاشلا ، حاملا على ظهره أثقال الأمّة التي تنتظر منه اجيالا ناضجة .
الأستاذ الحقّ يترك الأثر في الحياة ، في سلوك البشر الذين ترافقهم خطواته أينما ذهبوا
إن أردت ان تكسب عواطف تلاميذك لا تنهرهم عند الخطأ ، لا تقارنهم بمن هو أفضل منهم ، لا تعدهم بشيء ثمّ تخلفه ، لا تهمل من كان منهم ناقص القدرات أو منطويا ، لا تعبس في وجوههم وبادلهم ابتسامتك ، يدك التي تحنّ عليهم ، لاعبهم إن اقتضى الأمر ،لا تفرض عليهم شخصيّتك ودع سلوكك معهم هو من يتكلّم عنك ، لا تجعلهم كالقربة المحشوّة بالمعلومات التي لا يتذكّرونها ، ركّز على الأهم منها علّها تبقى في جعبتهم طيلة العمر ، اسأل عنهم حين يغيبون فلعلّ بينهم يتيما ، فقيرا ، محتاجا له مستقبل أكبر من الشّمس فلا تطفئها بأساليبك الخاطئة ، وادرس جيّدا كلّ خطوة نحوهم فهي مصيريّة تنطبع في وجدانهم إلى الأبد .
🖊️بقلم عبد النور خبابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق