السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-11-08

رحلة نحو الكتب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏لحية‏‏‏‏
السبت 02 نوفمبر 2019
قصر المعارض
رحلة نحو الكتب
📚📚📚📚📚📚
السّفر نحو الكتب أشبه بزلزال تملّصت منه لأقع فيه حتّى استسلمت لعراكه الذي يحملك إلى مبتغاك الفكري ، والأدبيّ ، ورائحة الكتب والأوراق ، ويتبعك في ذلك نفر من مجانين الحرف الذين أسلموا أرواحهم للطّريق في موكب جمع بين الثّرثرة والصّمت ، بين التأمّل والغفوة ، بين نظرة نحو الغيوم ، وفضول يختفي وراء الأشجار .
الكتب كالسّحر ترفع يديها نحو قلبك لتنتزع منه النّجوم من وراء الغيوم ، تجعلك طريحا في زوايا العطش ، طامعا في لمسة فكر ، وثغر قصيدة محبوبة ، وقبلة نصّ غامض يسير بياضه في حرب حامية أرهقت خيال الأدب.
ارتأينا أن نحلّق معا في مغامرة تحت أقدام الوقت لنتقاسم معا لطف الطّريق نحو معرض الكتاب الذي لوّح لنا بعيونه الواسعة ، وأحضانه الدّافئة المغرية للرّقص على بساط الأوراق ، والعزف على عود الشكّ ، والاتّكاء على فضول أورقت قضبانه لتطلق عصافيرها بحثا عن الجمال في منتزهات الأروقة ، والرّفوف ، والزّوايا ، وصخب الكتب التي يصبح لها صوت صارخ ، ضجيج المارّة الذين يتسابقون نحو جزيرة نائيّة تأخذنا إليها زوارق الكتب 
رافقنا الرّحلة نحو الرّشد الغاصّ في قلقه صحفيّ قناة البيبان لتغطية هذه اللّحظات الثّقافيّة ، ومجموعة من الأدباء والشّعراء ، والأحبّة أذكر منهم الشّاعر والرّفيق ساعد بولعواد ، سميّة مخوخ ، نسيمة بلمسعود ، وعائلة بن زغيبة شاكرا وكالة البسملة على تنظيمها للرّحلة التي أدركنا من خلال تسهيلاتها أنّها سائرة معنا في إدمانها على ملتقيات الكلمات والأفكار ليبلغ اللّسان براعته ، ويفقد الفكر أضواء معانيه وهو بين مفاتن الكتب تتآكله نشوة الشّعر ، وظمأ النّصوص.
دخلت المعرض كأنّي عائد إلى مآبي تقودني يقظة غريبة ، وعطش شديد لأتموّج داخل الأوراق النّاعمة غير مدرك للحشود الكثيرة من حولي ورحت أتصفّح الدّور ، والأروقة ، والرّفوف كصائغ ضاعت أصابعه في كومة من المعدن .
التقيت بالشّاعر والطّبيب الفلسطينيّ عدي شتات الذي سرقته أخيّلة الشّعر من علوم الأعضاء إلى خبايا الشّعور والنّفس حين يضاء نصفها بأداة الخيال التي حملها عوضا عن أدواته الطّبيّة ليداوي جراح الكلام بدل الحواس ، استوقفتني حقائقه الشّعريّة فاشتريت ديوانه " عناقيد الموت" ليهديني بدوره ديوان شعر آخر " لك الخلد " لأخلد إلى كرمه كزهرة منزعة عوالمها تاركا إيّاه في حديث آخر لتاريخه الذي استلهمه من والده ابن الشّاطئ ، كما كان لي شرف اللّقاء بمدير دار ابن الشّاطئ نافذ جعرور لأجد نفسي بين زمنين زمن الأب والابن الذي تواصلت في عروقهما نبوّة الشّعر .
وقد التقيت بالشّاعر الذي يعرفه الورق من نصف الكلام مراد بن شريف ، إضافة إلى الفلسطيني حسين أبو النّجا رئيس اتّحاد الكتاب الفلسطينيّين فرع الجزائر ولقاء الإخوة الشيخ فيصل حلقوم والشيخ الساسي بن حريرة الدكتور عمر بوساحة الذي كان حديثي معه عن فاجعة فقد الاستاذين ربوح وبلم، وغيرهم من الاخوة اللذين التقيتهم هناك. فكان من الجميل أن يخرج الشّعر والأدب من الرّفوف لألقاه حيّا في أصحابه الذين جعلوا لقائي بهم لقاء المجرى بالنّبع .
تجوّلت كأني وسط حديقة من الكتب فردت أجنحتها وجعلتني أنقاد خلفها إلى هلاك جميل له فتنة لا تهدأ تظلّ تشدّني من ذراعي وتقفز بي من شاعر إلى كتاب إلى حكاية حتّى ضعت بين العنوانين فاقتنيت منها رواية " ما لاتعرفه عن الرّجال " للكاتبة بسمة سعدات ، ورواية اختطاف للكاتبة وصال حو، إضافة إلى المجموعة القصصيّة للكاتبة أمل بولعسل ، وخواطر " سنفونية الألم لميليسا محاوي ، خواطر " رمادية الحرف لإكرام بن زغيبة ، والرّسائل العشر لوفاء منصور . وكتبا في مجالات مختلفة في الشريعة والتربية والتنمية الذاتية وتربية الطفل وغيرها. 
وقد أكرمني بعض الكتّاب الذين التقيت بهم بنصوص أرواحهم ، ودفاتر تجاربهم كهدايا تبقى ذكرى أحملها معي إلى ناحية خالدة منها شعر " الحبّ المتسلّط " للكاتبة بن العباس جميلة رميساء من وهران ، وكذلك رواية الكاتبة سمية مخوخ وصبرينة بن هبري شاكرا لهم هذا العبء اللّطيف الذي حمّلوني إياه عن رقّة .
وأنا أتجوّل كمنقّب يبحث عن شيء فريد صادفتني مجموعة من اللّوحات المرسومة بقلم الرّصاص للفنّانة المبدعة ابنة ولايتي شيماء بن لونيس والتي نالت إعجابي وأنبأتني بوجود عقدة كالشّمس تبعثرت بين أصابعها .
وقد خصّصت محطّات للبيع بالتّوقيع للكاتب بلال لونيس ، والشّاعر ساعد بولعواد ، الكاتب عبد الحليم نغبال والكاتبة إكرام بن زغيبة، متمنّيا لهم طوابير لا تنتهي من المعجبين والقرّاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق