السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-11-08

نوفمبر ثورة الكرامة التي أسكتت العالم وحققت المستحيل

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏نص‏‏‏






📅نوفمبر ثورة الكرامة التي أسكتت العالم وحققت المستحيل :
🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تقشعرّ الذّاكرة داخل لوحة التّاريخ لتحشد وجوه الضّوء التي أطلقت من وجدانها رصاصة الكرامة ، فتشتّت اللّون كزورق عطبته التّضحيات وخرج من حناجر رافضة لديانة الموت ، راكضة خلف مصباح التّحرير الذي حرّكته القلوب لأجل وطن رتّلناه طويلا كآية من آيات الضّمير .
🔑أوّل نوفمبر دمعة الوجود التي سقطت لامعة ، طاهرة على عرش ضالّ دقّت عنقه في الهاوية ، نوفمبر صوت الإنسانيّة الباكي الذي ربّى صغاره على أرض من الدمّ والجوهر .
الأوطان لا تهدى بأغطية من الكذب ، والزّمن لا يحفظ التّحف المزيّفة ، والسّواعد التي أشهرت نيرانها قد استوضحت معاني القوّة في افتكاك حريّتها من هموم الموت .
لا نزال إلى اليوم نهارا ينصرف إلى أبديّته يلقّن اللّيل رقّة الإرادة ، ويقظة المصير الذي فتحت طريقه رصاصة البصيرة التي أهدتنا الأرض ، والعزّ وترجمته إلى لغات العالم الصّامتة كستار منسدل أخافنا اجتياحه حتّى اعتقدنا أنّه قدرنا المحتّم .
الثّورة تنجب معارك الصّدق ، وتتوّج رؤوس الشّهداء بسحر فاتن يبقى مفعوله ساريا في مجرى الدم محتفظا بصور الدّهشة التي تخلّد من يعرفون الموت ، ويستمرّون في العيش رغم أجسادهم التي سبقتنا تحت الأرض ليبقى الوطن فوق الفكر ، والقلب ، وفلسفة النّور .
نوفمبر أكبر من حلم تتنازعه الأيّام لتختطفه ، نوفمبر بيت الحبّ الذي بنيناه بذكريات أليمة فتحنا نوافذها على النّسيان الشّائك ليذكّرنا في كلّ نظرة والتفاتة وضحك جرائم قلّبتها بإتقان أياد خبيثة دفعها جبنها إلى تعذيب رجال أوقفتهم الأغلال وماتوا واقفين ، مبتسمين ، رافعين صوت الحقّ .
نوفمبر كشعائر الصّلاة يحتاج منّا إلى طهارة الصّوت ، ووضوء القلب ، واستقبال قبلة الشّهداء الذين جلبوا لنا وطنّا مغطّى بالدّماء ، تنطق وجوهه المعلّقة فيه أنّ الوطن كلمسة الوحي تحجب الظّلام ، وتزحزح عن الرّوح ناموس الكآبة والضّلال.
رجال لقّنتهم الحياة شهامتها ، أخرجتهم من جحر الجهل إلى وضوح معقله التّفكير ، رجال سبقت تجاربهم أعمارهم ، حلبوا الذّكاء من أيّامهم العجاف وأثبتوا أنّ الوطنيّة ليست مجرّد سواعد تلوّح خلف العدو ، بل عقول تكاملت لتشكّل بندقيّة واحدة ، وإصبعا واحدا ، وهدفا واحدا.
نوفمبر المدهش في تلقين المستحيل درسا في الإرادة ، وعبرة في الوحدة ، وبريقا في سماء مظلمة .
نوفمبر الشّرارة الأولى التي توقّدت في عيون قايضها الموت حتّى انتصرت عليه ، الكلمة الواحدة التي نبتت في مزهريّة الوطن الذي اعتنقته الزّهور من غير أن تسأل عن غيمة مطر ، نوفمبر جعل الوطن يستيقظ من رهبة ذاك الغول الذي خوّفنا به التّاريخ وجعلنا زمنا تحت الوعود كالألغام المؤجّلة التي تستأصل رقابنا.
نوفمبر تخطّى جاذبيّة الأرض ليصبح الصّدى الذي تنبع منه حرّيات الشّعوب الأخرى فكيف لا أقف على ربوة الذّكريات وأذرف عن قناعة مرافئ الدّم التي أخذتنا إلى سواحل المجد .
✍️ بقلم عبد النور خبابة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق