السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-09-23

لماذا قيل : لا يفتى ومالك في المدينة ؟؟


قصة جميلة ومؤثرة وفيها عبرة.
كلنا يعرف هذه القصة العجيبة عن تلك السيدة التي توفيت في المدينة المنورة والتي جيء لها بمغسّلة لتغسّلها ولما وضع الجثمان ليغسل فحينما صب الماء من المغسلة على جسد الميتة ذكرتها بسوء , وقالت : كثيرا ما زنى هذا الفرج فالتصقت يد المغسّلة بجسم الميّتة بحيث أصبحت لا تقوى على تحريك يدها فأغلقت الباب حتى لا يراها أحد وهي على هذه الحال ، وأهل الميّتة خارج الحجرة ينتظرون تكفين الجثة فقالوا لها :أنحضر الكفن. فقالت لهم: مهلا ، وكرّروا عليها القول فقالت: مهلا ، وبعد ذلك دخلت إحدى النساء فرأت ما رأت ...فأخذوا رأي العلماء نقطع يد المغسّلة لندفن الميّتة لأن دفن الميت أمر واجب ، وقال بعضهم بل نقطع قطعة من جسد الميّتة لنخلّص المغسّلة لأن الحيّ أولى من الميّت واحتدم الخلاف وكل هذا بسبب كلمة قيلت ولكنها كلمة ثقيلة ...قال فيها الرسول عيه الصلاة والسلام (إن قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة ) رواه الطبراني...
أما علماء المدينة فقالوا كيف نختلف وبيننا الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، فذهبوا إليه وسألوه...
وإذا بالإمام يأتي على جناح السرعة وبينه وبين المغسلة والميتة باب ، وسألها من وراء حجاب وقال لها : ماذا قلت في حق الميتة؟ قالت المغسّلة: يا إمام رميتها بالزنا . فقال الإمام مالك رضي الله عنه: تدخل بعض النسوة على المغسّلة وتجلدها ثمانين جلدة مصداقا... لقوله تعالى : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ).
فدخلت النساء وجلدن المرأة المغسّلة القاذفة وبعد تمام الثمانين رفعت يدها عن جسد الميّتة ومن هنا قيل لا يفتي ومالك في المدينة.
الشاهد في القصة : أن الله سبحانه وتعالى دافع عن الميت وأخذ حقها من الحي حتى نفذ فيها الحكم الشرعي لأن الله سبحانه تولى أمرها فهي بين يديه عز وجل وليس من شأن الأحياء التدخل في الخصوصية بين العبد وربه فقد يكون الله عفا عنها فكيف بك أيها الإنسان يوم ترى نفسك في خلوة مع الميت تغتابه تقذفه بأبشع الأوصاف وهو بين يدي الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق