السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-09-22

مبادىء الحوار الرّاقي




ربما البعض منّا لا يعرف أساسيات ومبادئ الحوار السليم والمثمر وأيضا كتاباتنا عفوية وتعبّر عن ما يجول بخاطرنا وفي أذهاننا دون قيود ، و قد تكون ردودنا حادة أو متعصّبة أو متشدّدة أو تحوّل دائرة الحوار عن الموضوع الأساسي وتتّجه به نحو مسار آخر لم يكن مقصودا به الحوار وربما قد يكون لدى البعض منا أفكارا نريد إيصالها للطرف الآخر أو ندافع عن قناعاتنا الشخصية ، ولكن لا نعرف كيف هي الطريقة المثلى لإيصال هذه الأفكار ، فمحاولة معرفة أساسيات الحوار الناجح الذي نبدأه ونحن أصدقاء ونخرج منه ونحن أيضا أصدقاء مشروع إنساني يقضي على الكثير من الأفكار المسبقة والحوارات التي تنتهي بشجارات حادّة وقد يطول أمدها إلى أجل غير مسمّى وربما يكون السبب تافها ، أو ألفاظ وكلمات لم تكن في موقعها الصّحيح وفي ظرفها الصّحيح أيضا ،  وبناءا على ذلك أتمنى من الجميع المشاركة وإضافة بعض الأساسيات التي يمكن الإستناد إليها قبل الدخول في حوار وكذلك أثناء إجراء الحوار وها هي بعض الأساسيات التي قد تساعدكم في ذلك 


1- لا تحاور الجاهل لأن الجاهل سيغلبك بجهله حتى لو كنت تملك علم الدنيا فإن الجاهل سيغلبك بقوة الجهل وبالتالي فإن أعلم أهل الأرض لو حاور كل علماء العالم لغلبهم ، أما لو حاور جاهلا فإن الجاهل سيغلبه لا محالة


2- يجب أن تعلم أخي القارىء أنّ الحوار ليس درسا تتعلّمه ولكنه درجهة من درجات التعليم بمعنى إذا فتح الحوار في شيئ لا أعرف عنه شيئا ماذا أفعل ؟ لدي بعض الخيارات :
1- فهل أدخل في الحوار
2- أو أستمع لهم ربما أفهم شيئا منهم وربما لا
3- أو أتعلم شيئا منهم ثم أقوم بالحوار بناءعلى ما تعلمته
أعتقد  أثناء الحوار الخيار الأفضل هو الخيار رقم 2 وهو الإستماع للمحاوريين فإذا أعجبك موضوع الحوار تبدأ بعدها بتعلم موضوع الحوار .

وبالتالي التعليم هو كنز أيّ محاور وأقصد بالتعليم أن يكون له علم غزير في مواضيع الحوار المقترحة وليس شرطا ان تكون حاملا لشهادة عليا حتّى تملك أساسيات الحوار والتأثير على الغير ، إذ عليك ان تتعلّم كيف تلج القلوب المستمعة لك بالمواضيع التي تجلب اهتمامهم وحبّهم ، فما يفضّله غيرنا يمكن أن يكون نقطة انطلاق لنا كي نأسرهم من أوّل كلمة نقولها مع ترك مساحة لهم للإفصاح عن أفكارهم وآرائهم من دون أن نقاطع أحدا ، أو نحرمه من فرصة الكلام بعد سماعه الطّويل لنا


3- الفهم والتأنّي شيئان مرتبطان ببعض ولا ينفصلان ومهمان جدا لنجاح الحوار مثلا انا عندي علم بموضوع الحوار لكني لم أفهم المغزى منه ، وبالتالي فإن ردي سيكون مبني على علم ولكنه غير مرتبط بشكل كبير  بالموضوع وذلك لعدم فهمي الواضح لموضوع الحوار ولكي أفهم محتويات الحوار يجب علي التأني في الرد لأن التأني هو أساس الفهم .
مثلا موضوع  عن فساد رجال الأعمال فنجد أن الموضع يتكلم عن الفساد في جزئية معينة وهو رجال الأعمال ولكن ربما نجد شخصا قرأ الموضوع فنجده درج إلى نوع آخر من أنواع الفساد " وليكن فساد سياسي " ونجد محاورا آخر تطرق  إلى دياناتهم وهكذا مع أن موضوع الحوار بدأ بعنوان فساد رجال الأعمال ولكنه أنتهى بشيء آخر . لأنّ لكلّ منطلقة ولكلّ باقته الفكرية المنتقاة ولكلّ وجهة نظر ، ولكلّ منهل خاص به ينهل به من العلوم والواقع والظّروف والتجارب وحتّى المشاكل الشخصية ..




4- الثقافة وأهميتها في الحوار من خلال معجمك الشخصي  ومدخّراتك المعلوماتية المكتسبة من القرءة الحرة فالثقافه هي الأخرى كنز من كنوز الحوار
5- عدم التعالي على المحاور الآخر... وعدم ترك فرصة له للكلام والتعبير عن آرائه ومبادئه ومعتقداته وأفكاره ففي النّهاية لكلّ واحد منّا وجهة نظر تختلف عن الىخر لذلك علينا أن نتقبّلها بكلّ صدر رحب وتفادي التّجاهل حين نلقي بدلونا ولا يهمنّا شيىء بعد ذلك فالتّعالي والتكبّر الفكري ذمّ لصاحبه وتصغير لقدره وإن كان مفكّرا بلسانه وعقله فالتواضع قد يرفعك وإن كنت بسيط الأفكار متقبّلا للآخرين مبتسما لطموعاتهم ويبقى الصمت  أحسن من الكلام في هذه الحالات
6. محاولة تقريب الأفكار ،، والبحث الصادق للأعذار ،، وعدم الشك في النوايا اطلاقاً




7- البعد كل البعد عن فكرة الإنتقام للذات والنفس ،، فالمحاور قد يكون على صواب فيما قاله وإن أغلق أذنيه في ما أحاول أن أقنعه به ،، أو أوصِلُه له .

8- عدم الفرار في حالة الخسارة ،، والإعتراف على الأقل بعدم الإقتناع وكفى



9 - يجب أن لا يتجاوز المتحاورون حدودهم فيعمدوا إلى الإثارة والاستفزاز والسخرية لأنهم بذلك ينزلقون  منزلقا خاطئا والمقصود من الحوار هوالاستفادة من الأفكار وليس تدمير الأشخاص

10- التركيز على فض الاشتباكات الفكرية " وذلك من خلال التوضيح المبني على الفهم " دون التعرض السلبي للأشخاص يتشويه أو تجهيل ، فلا خلاف مطلقاً بين الأشخاص المتحاورين وإنما بين أفكارهم ,والفكرة الحسنة تُمدح بغض النظر عن قائلها ,والفكرة الخطأ تُراجع دون تسفيه لقائلها أو التهكم منه ,فالنظر إلى الآخر من خلال ماقيل لا من قال .


11- اختلاف الآراء ينبغي ألا يؤدي إلى اختلاف القلوب والشحناء " دخلنا الحوار صديقين وسنخرج منه صديقين " وبالتالي يجب مجاهدة النفس على رحابة الصدر وأن لا يكون رد الفعل المقاطعة والهجران .



12- أخيراً استخدم أسلحة الإقناع مثل الإقناع بذكرقصة, الإقناع بالمقارنة والبدائل، الإقناع بالصورة الذهنية، الإقناع ببيان المزايا والعيوب والإقناع في البداية  بأهمّ الأشياء المؤثّرة يعني البدء بالأهم وبأسلوب المجاز " لكن كل أساليب الإقناع يجب أن تكون بدليل قاطع " .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق