السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-06-19

إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ

قصة سيدنا نوح عليه السلام ... دعوة قومه وبناء السفينة والطوفان – مجلتك
{ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
{ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} 
الابن ، وما أدراك ما الابن ! فلذة الكبد ، وبهجة النفس ، وأمل المستقبل ، وحامل الاسم ، وامتداد الذكر ، ووريث المال ، والعضد والنصير ، وأحب شيء للمرء ، ومن أجله يحمل الأب الهم ، ويكدح ويتعب ، ويدخر المال ، ويستعد للتضحية بكل غال وثمين ، وربما كان الولد لبعض الناس فتنة ، ومجبنة مبخلة .
 ونوح عليه السلام رسول كريم ، ونبي عظيم بل هو أول رسول لأهل الأرض ، لكنه - مع مقامه الرفيع ، ومنزلته العالية - بشر من البشر ، وأب مملوء رحمة وشفقة على ولده ، حريص على نجاته من عذاب الدنيا والآخرة ،وقد نصحه غاية النصح ، وبلغه أعظم البلاغ ، لكن الابن العاق آثر الكفر ، واختار طريق الضلال ، وانحاز لمعسكر المكذبين بدين الله ، ورسوله الذي هو أبوه وأقرب الناس إليه . 
ولما جاء الوقت المحتوم ، وركب نوح والمؤمنون الفلك ، عصى الابن العاق أمر أبيه الأخير أن يركب معه سفينة النجاة ( يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ) وآوى إلى جبل من الجبال ، ظنا منه أنه سيعصمه من الطوفان ، فلم ينجه ذلك ، ولم يعصمه من أمر الله عاصم ، وصار من المغرقين .
 ثم كان ماذا ؟ جاشت عواطف نوح عليه السلام ، ورق قلبه لولده الهالك في مياه الطوفان ، فنادى ربه وناجاه قائلا ( {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ } ) 
وهنا جاء الجواب واضحا صريحا قاطعا ،مقررا درسا عقديا مهما للأجيال المسلمة في كل زمان ومكان ، وخلاصته : 
- أن رابطة العقيدة فوق كل رابطة بشرية ، وفوق كل عاطفة أو قرابة ، أو عشيرة أو أرض . 
- وأن المشاعر الإنسانية مهما عظمت فهي محكومة بأحكام الشرع . - وأن مع الكفر لا ينفع عمل ، ولا قرابة ، ولا شفاعة الشافعين ، حتى لو كان أبوك رسولا نبيا ، بل من أولى العزم من الرسل . { قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق