السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-06-10

أغلى وجبة في العالم

الحفاظ على كرامة ”الفقير“ في موروثنا... - Zikra Initiative مبادرة ...
هذه الليلة ستكون ليلة مختلفة عن كل ليالي الكون ، ويبدو أن هذه الليلة تستعد لها الأرض والسماء . نعم ، الأرض بكل مافيها، والسماء بمن فيها يقفون لذلك الموعد ، موعد ذلك العشاء . سبحان الله ! وهل موعد عشاء يتطلب هذا الاحتفاء؟ بل قد يذهل الإنسان ، وهو يعلم أن هذه المهرجانات من الفرح في الكون لهذا العشاء ، وهذه القيمة الغالية لهذا الوجبة ، لم يأخذ من وقت الدنيا إلا دقائق فقط !! ضيف يشكو جوعا للنبي صلى الله عليه وسلم ،( إني مجهود)، أي: أصابني سوء العيش والجوع ، النبي يعلن بكل هدوء ، وكأن تلك الحروف هي بداية المشهد الذي يغازله كل الكون. وبعد أن أرسل إلى بعض بيوته، وكان الجواب هو هو : "والذي بعثك بالحق ماعندنا إلا الماء" !! " من يضيف هذا ، الليلة، رحمه الله ؟ " هنا ، من سيكون صاحب الوجبة الأغلى ، والليلة الأغلى ، بل وسبب الضحكة الأغلى ؟! وبكل حب لإكرام ذلك الضيف ، ولدعوة رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ :"رحمه الله" . يقول طلحة :" أنا يارسول الله " . ويأخذ طلحة _ رضي الله عنه _ ذلك الضيف ليتعشى معه . بيت طلحة على موعد مع أغلى وجبة في هذا الكون . وكل من يقرأ على موعد مع مهارات طلحة ، وقلب طلحة ، وفكر طلحة ، وإحساس طلحة ، الذي لا يمكن أن تستوعبه كل مراجع الجامعات ، لتخرج إنسانا بهذه المعاني كطلحة ، إنه تربية محمد صلى الله عليه وسلم، النبي العالمي، برحمته يسأل زوجته هل عندكم طعام؟ فكانت الإجابة سريعة ومحددة ، لأنه لامجال للتفكير بأكثر من صنف ، هو صنف واحد و الحمد لله ، ليس عندنا إلا طعام أولادنا ! . قال لها : عللي الأولاد حتى يناموا ! أبلغ بك الحد أن تلاعب الأولاد بكل حب حتى يناموا ؛ لتوفري للضيف لقمة أولقمتين . قال لها: أيضا إذا نضج الطعام ، نقدمه بين يدي الضيف ، فإذا هوى عليه ، قومي وأطفئي السراج ، ولنشعر الضيف أننا نأكل، ولا نأكل! يا الله ! أي مهارة هذه ؟! أي إحساس هذا ؟! يكفى أنك استضفته ، لماذا تجعل كل العشاء له ؟! بل لماذا تسعى أن لا يشعر أنكم لا تأكلون ؟ فتحسسوه بصوتكم أنكم تأكلون ، وأنتم ربما لم يصل إلى بطونكم طعام منذ الصباح ! . ليتني كنت معكم لأسمع صوتكم ، وأنتم تحركون ألسنتكم لرائحة الطعام دون طعام ، فقط من أجل أن تشبع نفس ذلك الضيف (المجهود ) دون حياء .
 أي روح هذه ؟ أي بيت؟ أي جامعة ؟ صنعت منكم هذه العظمة وهذا الإحساس ؟! يشبع الضيف تماما (فكل الوجبة من نصيبه). ينامون !! الضيف ينام في رخاء تلك الوجبة الخاصة به بكل امتياز . يتدثر الزوج والزوجة والأولاد بدثار إكرام الضيف ، رغم خلو بطونهم من أي طعام !. لكنهم ناموا على ضحك السماء لهم ، الكون شاهد هذه الملحمة وشعر بأثرها، فهناك رب قد ضحك !! وربما رسولنا ينتظر الخبر، يصلون الفجر مع الرسول ، ويصلي طلحة الذي يحمل حكاية أغلى ليلة في بيته . هل سيتربع أمام رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ويتنفس تنفس المتقن لتلك الضياف ، ويخبر حبيبه عن أفكار ضيافته لضيفه ؟ هل سيخبره ؟ * عن فكرة تعليل الأولاد حتى يناموا؟ 
* أم يسعده بفكرة إطفاء السراج؟ 
* أم يضحكه بفكرة إشعار الضيف أنهم يأكلون وهم لايأكلون!؟
 * أم يخبره بأن أفراد أسرته ناموا ولم يصل إلى بطونهم إلا رائحة وجبة ذلك الضيف المسكين المجهد . 
مافعلته ياطلحة شيء يتعدى حد الوصف !، وسوف يفرح النبي بكل هذه الأفكار . تكلم ، ارو الحكاية ، اجعل الصحابة يتحلقون حولكم لتروي لهم مايسعدهم ، ويرفع مقامك عندهم ، لا لم يفعل !! يقوم طلحة والصمت على محياه ليخرج من المسجد ، وقلبه يردد الوجبة لضيف الله ، والليلة لله ، هي لله هي لله . 
لوكان يحمل جوالا أو اسنابا ، فلن يلتقط من أحداث تلك الليلة صورة، ولايعلم أن الصورة التقطت ، والأنفاس رصدت ، والإتقان قبل ، والرحمة كتبت ، والليلة خلدت ، والرب ضحك، والخبر قد وصل . يناديه صلى الله عليه وسلم بوجه المعلم المفتخر بطالبه، والرسول المعتز بصاحبه: "ياطلحة : لقد ضحك الله بصنيعك بضيفكم البارحة" ياطلحة : الله الذي خلقك ، يعجب ويضحك بصنيعك . ياطلحة: كان الله معك في كل أنفاسك . ياطلحة: أنت وزوجتك وأولادك ،أضحكتم الله . أسرة تضحك الله ، أسرة تفرح الله ، أي ليلة هذه؟ وأي وجبة هذه ؟ وأي عشاء هذا؟ إذا كان من يدخل السرور على مسلم ينال نولا عظيما ! ، فكيف بأسرة تقدم على الله يوم القيامة ، وفي صحيفتها أنها أضحكت الرحمن ؟ " عندما يكون هذا الإكرام تكون الرحمة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق