السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2020-03-06

ملتقى Wikistage bousaada

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص على المسرح‏‏‏
Wikistage bousaada
السبت 29 فيفري 2020.
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
الفضاءات أوسع من حدقة المسافات وبطاقات الدّعوة لحضورها أشبه بالأمنية التي تجمع بين متحدّثين شتّتتهم الحياة في الأمكنة ولكنّهم يلتقون على مائدة ويكيستاج بأفكارهم ، ومواقفهم ، وعلومهم ليجعلوا منها مائدة فكر ومعرفة .
الحدث أعمق من مجرّد لقاءات ، وركض خلف الضّباب والزّوايا ، إنّه يلمّ شمل الرّؤى ، يجمع بين فئات مختلفة حجز لها الزّمن الإلكتروني موعدا لتضيء .
بداية الرّحلة إلى هذا المدى مداخلة افتتحت بها الجلسة الأستاذة نبيلة خياري التي صنعت للطّلاب ممرّات سهلة العبور وهدمت برفقتهم أشباح العجز والصّعوبة من خلال إبداعها العميق في تصميم برامج تخدم الطّلاب كانت مداخلتها كالإبحار في العوالم التي نحتاج فيها للغوص والتّحليق بين خلجان الفكرة وغيوم الاكتشاف لنلمس هذا القرب الشّديد بين النّور وأطياف الضّوء التي أحدثتها في هذه المداخلة
اعتليت المنصّة بعدها بحديث يمشي بخطوات ثابتة ، ومفردات تعدو نحو البساطة بكامل وعيها لأطرح بعض الأفكار في مداخلة بعنوان المعلم القدوة وقد سرقنا الزّمن ونحن نصغي لبعضنا البعض لنرسم إحدى الّلوحات الفريدة في الفكر والتي سنحملها بداخلنا كالأزهار الطيّبة .
بعد هذه المداخلات القيّمة منح للجمهور الحاضر حقّ المشاركة والكلام لفتح أمواج التّواصل والتّفاعل من خلال المناقشة وطرح الأسئلة التي تزيد الأنصاف كمالا ، والمبهم وضوحا .
لننتقل إلى فاصل إنشاديّ قصير لبعثرة رواسب الرّوح التي تحمل أثقالا فوق إثقالها لنعود بعدها إلى الأستاذ محمّد لمين بن ربيع الذي خطّ اليوم بلمساته مداخلة نقيّة جعلت من قلمه زورقا ، ومن الورقة بساطا سحريّا ، ومن اللّغة خاتم السّحر الذي يقوده نحو الدّهشة والإبداع حاملين على ضوء ما ألقى عتاد الحياة ، وزاد الضّوء الذي أمتعنا بترحاله بين أفكاره ودواخله.
تقدّمت من بعده الأستاذة المناضلة هبة موسى حيث ألقت بدلو تجاربها وحكاياتها مع الحياة من خلال مداخلتها التي جمعت في حقائبها الكفاح والفنّ لترسم شروقا مبكّرا لذات تقود الجوّ وهو غائم
فتركت لحظات من تجاربها التي ترجمت فيها كلّ قواها متحدّية بذلك عقارب السّاعة لتخرج كاملة مستنزفة ظلمات الصّمت .
إنّ الحديث الذي تتنوّع أطباقه لا يملّ ، والكلام الذي يخرج من كواكب أضرم فيها الأمل لا تتوقّف عن الدّوران ، والأرواح التي يلامسها عطر الشّفافيّة لا تذبل لذلك اقتطعنا من عمر الكلام استراحة فصيرة من خلال فاصل موسيقي اختلفت لغته عن لغتنا وابتعدنا عن حواسنا وأفكارنا وغبنا إلى مكان لا يوجد فيه جاذبيّة .
انتقلنا بعدها من جوّ الحوارات والمناقشات وتراشق الأفكار والآراء إلى لمّة أخرى كان سيّدها الغذاء الذي جمعت وجباته القريب والبعيد ، الغريب والصّديق لنتذوّق أفكارا مختلفة تجعل حديقة معارفنا كثيفة الزّهر والعطر.
عدنا بعدها إلى زوارق الفكر والمداخلات وهذه المرّة كانت الرّحلة بمداخلة أخرى للأستاذ أحمد عباسي رجل الرّياضيات وتاريخها
الذي لا تكفيه اللّغة ولا الكلمات على الإضافة ، وهذا الإيضاح والطّرح الذي أتحفتنا به فما كان لنا جميعا سوى أن نترك عيوننا معلّقة على الزّمن الذي هرب هروبه السّريع ونحن برفقته نصغي ونبحر ونستلذّ نخب هذه الجلسة .
استلم من بعده قيادة الكلمة الأستاذ فايد صالح الأستاذ المحاضر في عدّ جامعات الذي أدلى بفكره تاركا وراء كلّ ذهن نخلة ، حيث كانت قيادته لأفكاره وتوصيلها قيادة حكيمة ، حيث استمتعنا بخيمة أفكاره الظّليلة التي ما بخل بها ، الدّالة على تواضع الحضور وثقل الأثر
استلم الكلمة من بعده الجمهور الحاضر في مناقشة مفتوحة تدلّلت من خلالها وعثاء الغموض واللّبس ، وأضفت على المكان جوّا من الأخوّة والتّلاحم والتّفاعل .
استرحنا بعدها حول مائدة عطّرها عبق القهوة ، احتلّتنا فيها حلاوة اللّحظات التي أنجبت عواطف خارجة عن حدود الرّسميات تبقى معنا ببساطتها ، بضحكاتها .
العودة تكون أقوى حين نقتطع لأنفسنا وقتا للرّاحة ، نجدّد من خلالها الطّاقات ، ونشحذ بها الهمم وخير ما ابتدرنا عودتنا هذه مداخلة الأستاذ محمد هواري الذي يقف التّاريخ وقفة اعتدال أمام قامته التي بدت واضحة من خلال ثبات كلماته ، ووقار أفكاره .
قدّمت من بعده الأستاذة إنصاف نحيلي مداخلة لمسنا من خلالها ذاك الحبّ الذي يجمع بين اللغة والحياة لأنّ اللّغة حين تلمس وفاءنا تمنحنا أقفالها وأبوابها وقلاعها وهذا فعلا ما شهدناه من خلال هذه الصّداقة بين اللغة والحياة ، بين الحياة والإنصاف
عدنا إلى صوت الجمهور لنمنحه الكلمة دوما بين كلّ مداخلتين ليعي أنّ وجوده وجود المطر للأزهار ولولاه لما كان للحديث واللّقاء وزن ونفسح المجال واسعا لتدخّلاته وأسئلته واستفساراته وإضافاته
نختتم هذا اللّقاء وكلّنا يقين أنّ الوقت مرّ كأنّه توقّف لندرك تسرّبه الرّهيب ونحن لازلنا ما ارتوينا ، ما غرقنا كفاية ، ما حمّلنا حقائبنا عن آخرها علّ الزّمن يضرب لنا موعدا آخر لنملأ ما تركناه شاغرا لأنّ الرّحلة مستمرّة لا شكّ لخوض غمار معارك لفظيّة وفكريّة اخرى نخرج منها متتصرين عائدين بالأمل والفرح والغنيمة .
انتهت الرّحلة بباقات تكريم للمشاركين حيث سلّمت شهادات تقدير لهم وأنا أشكر بدوري كلّ من ساهم في بناء هذا المنبر اليوم وعلى رأسهم فريق الويكستايج ممثلا في صاحبة فكرته المتميزة منار لعلاوي، والسيد الأمين العام ، شكر خاص للمنشطة المبدعة أسماء ورفيقي الجميل الحيوي زكرياء وكل المحتفين بنا.
✍🏻 بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق