الزّمن يعود إلى الوراء

الجمعة 28 فيفري 2020

✔️القليعة

✔️زمورة

الزّمن يعود إلى الوراء عابثا بالوقت الذي لا ينتظر أحدا ، لكنّ بعض مدارات الحياة لاتزال سائرة كما كانت قبل تسعمائة سنة من خلال المخطوطات للمدرسة القرآنيّة للقرية التي يزرعها التّاريخ دون أن يفترسها أو ينال من هندستها المعماريّة الآخذة في الدّقّة .

أتحفني بالاطلاع عليها الصديق بوطاهر الزيتوني الذي لم ألتقيه منذ أيام الخدمة العسكرية ليصبح اللقاء به تاريخيّا قفز إلى أعوام كثيرة ما تقارب خمسة عشرة سنة وعجبت كيف للأقدار أن تسطّر لك لحظات كهذه لا تنسى .

أحسست وأنا أقلّب أوراق هذه المخطوطات التي تحدّت الزّمن ولازالت يافعة أنّي مقطوع من وجودي ، مشدود نحو وجود آخر خطّ بأنامله المتقنة نهر الإبداع الذي بقي يغالب هشاشة الأيّام .

قرية جدرانها آيات تتلو قصص الماضي ، أزقّتها معارك للحياة ، وحدائق مفتوحة نحو الأمل ، بيوتها مشيّدة بالعواطف والألفة ، سكّانها أشجار تستظلّ وتطمئنّ تحتها دون أن تخاف أو تقلق .

الخروج إلى الرّبيع مختلف فيها أشبه بالخروج إلى شرفة الفرح صادفنا في القرية جمعية كرادرة للسياحة حيث اتّفقت رؤانا على سحر المكان ، وطيبة النّاس .

عرّجنا بعدها إلى منطقة زمورة لحضور الاحتفال بميلاد المقهى الثقافي بها لنجد أمامنا قوافلا من الكتاب والأدباء الذين يرتحلون بين الصّحاري بحثا عن واحة الأدب والكلمة .

كانت رحلة متميزة صحبني فيها الصديق الصحفي محرز بلحاج صحفي إذاعة برج بوعريريج الذي كانت رفقته كتأثير الشّمس على الزّهرة ، حريصا في خطانا على التقاط أبهى الصّور بعدسته التي دهست سكك الجمال ومرّت بأمان .

أشكر في الأخير أصحاب الدّعوة الذين فاق كرمهم إجابتي وقبولي.

✍🏻 عبد النور خبابة