السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-07-27

كيف يحبك الله

كيف يحبك الله
أحبني الله  منذ اختارني من عباده و أهداني الحياة ، ونفخ فيّ الروح واختارني من أمة محمد  دون أن يكون خياري ، ورزقني من يرعاني وهداني إلى الشهادة ، ورزقني لغتي العربية التي أتحدث بها وأقرأ بها كتابه وقرآنه.
 أحبني الله حين هداني الى الصلاة كي أتقرب إليه وأدعوه، أحبني حين علمني كيف أحمي نفسي من المنكر وأتعلم طريق الهداية ، أحبني حين أقرأ في كتابه وأتعلم منه كيف أنجو بنفسي.
 ففي كل آية وسورة بحر عميق ، يحمل قصداُ ومعنى فكلما قرأته وجدت فيه حلاوة ، ففيه من القصص والعبر ما يعلمنا كل أمر يمر علينا. 
علمني ربي كيف أحصن نفسي من المهلكات ، علمني خالقي أنه هو فقط من يستحق العبادة فله الشكر والحمد ، وأن أعتمد عليه في كل أمري فهو الوكيل ، وعلمني أن أمري بيده ، علمني أن لا أقترب من الفواحش ؛ فهي من الأشياء التي تأباها النفس وأنّ قتل النفس من الكبائر ، وأن لليتيم عليَّ حقٌ وأن لا آكل أموال الناس ولا أعتدي عليهم . 
علمني  كيف خلقني من أجل أن أعمر الأرض واستخلفني لذلك ، فأنا من اختارني لأكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، علمني نهجه القويم وأنّ بذكره واتباع أوامره سيرحمني وينجيني من مهالك الدنيا والآخرة . 
كيف لا أحب خالقاً لم يتركني منذ أن خلقني فهو يرعاني ويعطيني في نفسي وأهلي وأولادي. 
يختبرني في بعض الأحيان كي أشتدّ تعلقاً به وحباً له ، يحبني الله كلما أرى نفسي تتجه نحو هذا الخالق العظيم ، أنعم بهذه اللحظات وأتمنى دوامها ، أذكره في كل لحظة في حياتي  فأعلم أنه يراني أنتظر الصلاة حتى أناجيه ، وأنتظر الصوم حتى يزداد ذكري له فأكون في ضعفي أشد طلباً إلى رحمته فهو رجائي. 
وبزكاتي تكفير ذنوبي ، وبحجي يرجعني كما ولدتني أمي ، كيف لا أعلم أنه يحبني وقد أعطاني في كل يوم هدية منه ، فالصلاة والصوم والذكر وقراءة القرآن  والزكاة والحج كل من ذلك هدية لي كي أنجو وأنعم برضاه . 
ولكني عبد مقصر في شكره فمهما شكرته فأنا مجحف في حق خالق منعم رازق ، فبرزقه ننعم وبعبادته نقصر . 
فإذا علمت أن بنفسك بعض هذه الأحاسيس فاعلم أنه يحبك. 
فإذا ازددت أنت حباً له ، فاعلم أنه يحبك ، وكلما ابتعدت عن نواهيه وقربت من أوامره فاعلم أنه يحبك ، وإذا كنت أقرب إلى الآخرة من الدنيا فاعلم أنه يحبك . 
" اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك ، وحب عمل يقربنا إليك  وتجاوز عنّا قلة شكرنا وحمدنا لك " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق