السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2019-07-06

فعاليات الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب.

فعاليات الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب. 
تفاصيلنا الصّغيرة أكبر تحدّياتنا مع الحياة ، مع التّاريخ ، مع الوطن الذي نفرغ لأجله رصاص أرواحنا وننفخ فيه مزيدا من بارود القوّة ليظلّ في عصب الذّاكرة نابضا كعضلة القلب التي تحفظ توازننا دون أن نقع .
الوطن وحده وقودنا لإخضاع الوحوش الغادرة ، وحده القابض على زمام السّيادة والمحرّر الأوّل لأغلال النّفس والأرض .
ها نحن اليوم نرتدي عواطفنا الوطنيّة ونقف أمام الذّكرى المزدوجة لحضور فعاليات الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب الذي نفتح من خلاله كلّ سنة جرح الذّاكرة لنبرأ من الكدمات .
وقد تزيّن مدخل المكتبة بمعرض قيّم للكتب التّاريخية التي زادت من جمالية المكان وأطفأت بعضا من خرائب الزّمن . 
الافتتاح صنعه موكب من الأصوات المغرّدة التي صدحت بالنشيد الوطني ليتجدّد الايمان الوطنيّ الذي لا تنحني له الصّعاب ويبقى شامخا في كلّ مناسبة وطنيّة .
تلته كلمة مديرة المكتبة السيدة إلهام قرزيز التي ألقت بكلماتها الطّيبة أرقى عبارات التّحية والتّرحيب ففاح منها عبير الذّكرى واللّحظة التي جمعتنا لترتقي أيضا بكلمة بالمناسبة أخذتنا سطورها إلى ضفاف المصير الجميل .
عقبتها المداخلات القيّمة التي سادت مملكة التّاريخ وأقحمته أي اقحام بلغة أبواقها كلّها حكمة تخلّلتها كلمة رئيس الجلسة الدكتور مباركية عبد الناصر الذي كان كصرخة الضّمير الصّاعد بألحان تكلّمت فحرّكت أحجار العقل .
لتبدو بذلك مأدبة الفكر كأنّها على أرض من الجوهر والزّمرد الفريد الذي تنصت له الأقدار قبل الأنوار .
فكانت كلمة الأستاذ أسامة عميرات مزهرة بأساليب الكلام التي تطفئ العلل وتختلق العافية قولا وعملا ، كلمة بوسام نور الدين الذي أجاد رمي حجره عاليا وأحكم بذلك قبضته على المدخل والمخرج لأفكاره التي قدّمها بشكل أنيق وعميق ، وكلمتي المتواضعة التي شكّلت جداريّة فكريّة استوقدت منها اللّون الذي أريد ليصل نقيّا إلى الحاضرين الذين جعلوا الصّمت كأنّه شيء من الحقّ .
لتفتح من بعدها الجلسة بمناقشة هادئة احتضنت الآراء وبدت كالتّصادم الرّحيم للأفكار الذي أدركت من خلاله المعاني وانفكّت له طلاسم الفكر . 
قدم خلال المناقشة الدكتور عبد الله بن صفية كلمة أبدع العوم عميقا في مداراته التي بدت واضحة وضوح الهدف والمسعى . 
ليتفضّل من بعده الأستاذ ربوح بمناقشة فذّة ، قيّمة ، محكمة زادت الجوّ اللغوي والفكري والتاريخي جمالا ، كما فسح المجال واسعا لمناقشة إحدى الطالبات التي كان لها صوت مدرك يشعّ طاقة .
كما كان لأحد المجاهدين كلمة أحدثت ضجّتها في القلوب والعيون حيث طلب من خلالها الترحم على أرواح الشهداء بصوت مزجته الذّكريات وجعلته كبحّة الرّوح التي اشتاقت وفارقت إذ تمّ على إثرها قراءة سورة الفاتحة
لنرتحل بعدها مع فاصل صوتي من تأليف الدكتور حسان عبابسة الذي أمتعنا كثيرا وأخذنا إلى مزاجه العذب فخرجنا من فكرة إلى أخرى كأنّنا في رحلة خارج الزّمن والمكان .
لتبتدئ من بعده الفقرة الشعرية من تنشيط الشاعر المغرّد حرفا ومعنى عريب عبد المطلب فتنوّعت القراءات لقصائد شعريّة ماتعة أذكر منها قصائد شعرية حسان عبابسة الذي أوقد ناره ، وأحرق غابته وتركنا تحت لهيبها اللّغوي صرعى نجادل المفردة وأجزاءها لنستقبل لطمة قصائده بوجه ضاحك ونقطة يقف عندها كلّ الكلام لذلك نختار دوما أن نصمت كلمة وحرفا أمام أدائه الفطن المتمكّن.
قصيدة مجازر 8ماي
قصيدة الجزائر
قصيدة الحراك
قراءة أدبية ممتعة بلغة عذبة للأستاذ عادل مباركي والتي هي عبارة عن مقال كتبه بموقع رقيم الالكتروني عنوانه: يا سائلي عن الجزائر إليك مني جوابا
بعنوان إن سألوك عن الجزائر 
لتكون الخاتمة كبدايتها ثوريّة تملؤها عاطفة الأرض والوطن والانتماء قدّمت من خلالها تكريمات للمشاركين .
لنلتقط في الأخير صورة جماعيّة سيحفظها التّاريخ لأبنائه الأوفياء الذين يقدّسون قيمة الذّكريات الوطنية التي ستضاف إلى دفاتر هذا الوطن .
أشكر في الأخير من نفخ من روح الوقت ليقتنص لي زمنا تاريخيّا أسعد دوما بتلبية نداءاته الكريمة للمشاركة في هذا اللّقاء الوطنّي والتاريخي والشّبابي الذي جمع بين الثّورة والتّاريخ والشّباب لتتمازج عصور وأجيال ومواقف نخطّها من جديد على جداريّة التّضحيات التي تصغر أمامها الحياة دوما .
أشكر من ساهم في إحياء الذّكرى والمكتبة والكتاب وإخراجها جميعا من قبر التّاريخ لنستمتع بـ كلمات ، مداخلات ، قراءات شعرية ، ونلمس عن قرب لذّات الحواس الفكريّة التي حضرت حاملة قوّتها ، وسطوتها ومسرّات التّاريخ الذي تبرق في كلّ عين وقلب وروح .
بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق