السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-12-26

كيف كان سيدنا محمد يعامل زوجاته

كيف كان سيدنا محمد يعامل زوجاته
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم 
تُعتبر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم زاخرةً بالمواقف الخلوقة؛ حيث يتّسم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بالأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة من قبل البعثة؛ فهو الصادق الأمين الذي لم يكذب أبداً، ولم يشرب الخمر، ولم يدخل في أيٍّ من الأجواء المحرّمة التي كانت تقوم بها القبائل، واكتملت شخصيته بعد البعثة؛ حيث جاء ليُكمل مكارم الأخلاق. 
شهد للرسول صلّى الله عليه وسلّم كلّ من تعامل معه وعاصره على نبل أخلاقه وتمّيزها كالعدل، والمساواة، والتواضع، والحكمة، ومساعدة الناس، وحل المشاكل بالطرق المناسبة.
 إنّ من يدرس سيرة الرسول الزوجيّة يجد بأنّ كلّ ما ينادي إليه الناس اليوم من كيفيّة التعامل مع الزوجة كان صلّى الله عليه وسلم يتبعه في ذلك الزمان، ومن يحتاج إلى أيّ إرشادٍ لتحقيق السعادة الزوجية عليه قراءة السيرة النبوية وعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلّم مع زوجاته.
 كيف كان يُعامل الرسول عليه الصّلاة والسّلام زوجاته.
 كيفية تعامل الرسول مع زوجاته 
الخلق الحسن
كان سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته على أنّهنّ كائناتٍ لطيفاتٍ حسّاسات، فكان يلاعبهنّ ويداعبهنّ، ويضحك معهنّ ويحوّل جو الأسرة إلى المرح والفرح مع أنّه زعيم الأمة الإسلامية ورسول العالمين جميعاً والقائد الناجح الفذّ، كما كان يساعدهن في أعمال البيت؛ حيث قالت عنه السيدة عائشة إنّه كان يعمل بعمل أهل البيت يخيط ثوبه ويخصف نعله، كما كان يمتدحهن ويناديهن بألقاب محببة، وقد كان صلّى الله عليه وسلّم يستشير أزواجه في بعض شؤون المسلمين ويأخذ بالمشورة المناسبة. 
المشاعر النبيلة 
اتّصف الرسول صلى الله عليه وسلم بحبه الشديد لزوجاته وخاصةً خديجة بنت خويلد الزوجة الأولى؛ حيث كان يحبّها ويحترمها، وبقي وفياً لها بعد وفاتها فكان يزورمن كانت تحبهم، وكان عليه الصلاة والسلام يشعر بآلام زوجاته وأحاسيسهنّ ويقدِّر ظروفهن، وكان دائماً يُشعرهن بأهميتهن؛ فقد كان يشرب من نفس المكان الذي يشربن منه، كما كان لا يعتزلهن في فترة الحيض بل يأكل ويشرب معهن ويجلس إلى جانبهن، ويتحمّل منهن الخطأ والغضب والغيرة. 
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلّم يلجأ إلى العنف والكلام الجارح والقاسي في حلّ مشكلاته مع زوجاته؛ بل على العكس كان يحلّها بكل هدوء ولطف، وكان حليماً، وقد كان يذهب معهن في نزهٍ للترفيه عنهن، ويخرج معهنّ لممارسة الألعاب الرياضية مثلما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأنّه صلى الله عليه وسلّم سابقها بالجري.
أمر الله سبحانه وتعالى بمعاملة النساء معاملةً حسنةً؛ حيث قال في كتابه العزيز: {وعاشروهن بالمعروف} النساء 19، كما أوصى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهنّ وأمر بالرفق في التعامل معهنّ فقال: (استوصوا بالنساء خيراً)، وكان يُقدّر المرأة تقديراً فائقاً وكان خير قدوة للمسلمين في الأخلاق الراقية مع نسائهم، ورغم كونه قائدَ الأمة وانشغاله بأمر الدعوة فقد أعطى أزواجه حقوقهنّ كاملةً وكان خير الأزواج لنسائهم رعايةً ومحبّةً وعنايةً. صور من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
العدل: كان ينام عندهنّ واحدةً تلوَ الأخرى، ولا يزيد في المبيت عند إحداهن على حساب الأخرى، إلا إذا تنازلت واحدةٌ عن يومها لأختها. 
الاصطحاب في السفر: حيث كان يقرع بينهنّ عندما يسافر، ويأخذ معه الزوجة التي خرج سهمها، فتكون معاملته لها أثناء السفر خيرَ معاملة، من رفق وممازحة وتبسّم... 
الصبر عليهن: فلم يكن يوبّخهن على ما يبدر منهن، فهذه عائشة رضي الله عنها عندما جاءت قصعة الطعام إلى النبي عليه الصلاة والسلام من إحدى ضرائرها، قامت بكسرها، فأخذ عليه الصلاة والسلام الصحن بيده الشريفة وجعل يجمع الطعام ويقول: "غارت أمكم"
مساعدة الزوجة: فرغم أنّ العمل لم يكن كثيراً في تلك الأيام، إلا أنّ هذه المبادرة منه عليه الصلاة والسلام تدلّ على المواساة والتعبير عن المحبة والمودة، وتشعر الزوجة بقربها من زوجها، وفي هذا التعامل اللطيف دعوة لرجال الأمة أن يكونوا رحماء بنسائهم.
 الوفاء: ويتجلى ذلك مع السيدة خديجة رضي الله عنها، فحتى بعد وفاتها كان يكثر من ذكرها. 
الممازحة والمداعبة: فقد كان يدخل السرور على قلوبهنّ بمزاحه المنضبط بهدي النبوة الراقي، الخالي من الكذب والترويع؛ فمرةً كان جالساً بين السيدة عائشة والسيدة سودة، فجاءت عائشة بطعام طبخته وعرضت على سودة أن تأكل منه فأبت، فقالت لها: لتأكلنّ أو لألطخنّ وجهك، فأبت. فأمسكت بشيء من الطعام ولطخت به وجه سودة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ووضع فخذه لها وقال لسودة: "الطخي وجهها". فلطخت وجهها، فضحك عليه الصلاة والسلام مرّةً أخرى. 
اللعب معها: فقد سابق السيدة عائشة يوماً فسبقته، ومرّت الأيام حتى حملت اللحم، فسابقها يوماً آخر فسبقها وقال: هذه بتلك، كما كان يتنزّه معها ليلاً ويتحدّثان. 
الرفق: كان عليه الصلاة والسلام يوماً في سفر، وكانت معه صفية رضي الله عنها، فأبطأت في المسير، فأخذت تبكي، فجاءها عليه الصلاة والسلام وأخذ يمسح دموعها ويواسيها. 
حسن المعاشرة: فقد كان صلى الله عليه وسلم يرفع اللقمة إلى فم زوجته، ولا يضربها، ويحضر لها حاجتها ويُضفي جو المرح في الأسرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق