السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2018-08-18

دورة مهارات إبداعية في حفظ القرآن الكريم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏

دورة مهارات إبداعية في حفظ القرآن الكريم
المنظمة الوطنية للتعاون الإنساني المكتب التنفيذي لولاية البويرة. 
مخيم القرآن الكريم للبنات تحت شعار :(بالقرآن نحيا). 
دار الثقافة علي زعموم البويرة .
يوم السبت 11 أوت 2018م.
‏ننفق أعمارنا ونحن نصغي للحياة ، للنّفس الضّعيفة التي تأخذنا قوّتها إلى حديث الأحلام متّبعين خطوات السّعادة في أعماق الوادي ونحن لا نرى منها غير الحواف اليابسة التي قشّرتها المطامع والهموم دون أن ندرك حقيقة الأمنيات التي وهبها الله لنا في مصافحة آياته النورانية فلا ننطفئ إلاّ لنتوقّد في علو يمتزج بنا في سكينة تستيقظ لها الأرواح وترتدي لأجلها ثوب الطّهر والنّقاء. إنّها دورة تدريبية تستقي الحياة الحقيقية من تحت الثّرى ، تلقّن القوّة النّاظرة في مكنونات المعاني الإلاهية لتخرج من وراء الظّلمة بمهارات إبداعية في حفظ القرآن الكريم تلك الغاية المقدّسة التي تنشدها كلّ روح ونفس وأمنية جمّدها الزّمن. هو مشروع النهضة بالقرآن ، بحفظه ، بحمل قنديله في الصّدور وهذا ما ارتأت أن تعبّد طريقه هذه الدّورة الطيّبة التي ستكون حاضرة كمخيّم للبنات بمقرّ المخيم الكشفي للكشافة الاسلامية ليدوم 10 أيّام كاملة من المثابرة والإصرار والرغبة الجامحة لبلوغ هذا الهدف الإيماني الكبير .
إنّ خيوط الضّوء يصنعها من آمن ببياضها ، بقدرة الجمال الدّاخلي وما يظهره من أسرار تقلّبنا بين يديها كالسّيل ، بالقوّة الرّائعة التي يفجّرها الحاضرون في المكان ليزداد كاللّؤلؤة الفريدة لمعانا وماهم إلاّ رفقاء الحياة الذين جاؤوا كالسّرب في الأمواج التي لا تنتهي أعماقها ليزيّنوا ظاهر المكان وباطنه . ولا يسع كلماتي وما تحمل من أبجدية إلاّ أن تقف كمكتبة من الحروف لتترجم هذا الحب الذي يفتح أوراقه مرحّبا ترحيب المصباح للألوان الزّاهية التي لا تحلو الأضواء إلا به لتنطلق الدّورة بهم وتفتتح أبواب القلوب جميعها نحو النّور وهم ممثوا الولاية ، السلطات الأمنية ، الجمعيات ، الأئمة ، والأساتذة الذين حضروا ليغالبوا الوقت بحكمة ومحبة تبتسم لها الأزهار التي يجيء بها الصّباح الذي تلألأ بوجودهم . ولا يكون الافتتاح عطرا إلاّ بأكاليل مقدّسة طاهرة تحملها الآيات الكريمة لكتاب الله تعالى كبستان مزهر يأخذنا إلى رحمات إلاهية وعبر تجيء وتروح كحكمة عالقة في ذهن كلّ إنسان أتى ليتذوّق حلاوة القرآن حيث استمتعنا بالقراءة المتبصّرة العبقة لآيات الله تعالى بصوت الشيخ الرباني الإمام بلقاسم مولاي .
لا تكون جلستنا مباركة دون أن يكون لصوت الوطن كلمة كنظرات الشّمس التي لا تستغني عنها الحياة لنقف وقفة وطنيّة نستذكر من خلال نشيدها الوطني وعد العروبة والإنتماء والوفاء تاركين للغة العلم أن تقول ما لا تقوله الكلمات ولا العبارات التي تعجزنا دوما عن قضم أشواكها لما تحمله من تاريخ ثقيل لا تختزله وقفة واحدة فلنستقم تحت سارية العلم منشدين بنفس ظامئة ومضت مردّدة يحيا الوطن في دقائق معدودات .
لابدّ للزّمن أن يكتبها في دفاترنا ، دقائق تعيدنا إلى ذاكرة من التّضحيات التي تبعثرت كالشّمس في النّدى ، نقول من خلالها ما يعجز الكلام عن قوله ، دقائق ترحّم على شهداء الوطن الذين غرسوا زهرة الأمان واختفوا وراء الدّنيا لنبقى من بعدهم معطّرين بالسّلام والهدوء الأبدي .
بعد تلاوة آيات الله والمعانقة الوطنيّة لصوت النّشيد الوطني المزلزل .أدلت السيدة نور الهدى حاسي رئيسة المنظمة الوطنية للتعاون الإنساني مكتب البويرة بكلمة ألقت من خلالها عبارات التّرحيب والشّكر مصغية لدفاتر قلبها المفتوحة لتقتطف لنا من حقولها زهرة تودّ أن تعطي أكثر مما تأخذ 
الحلم وراء النّفس ، والنّفس وراء الإرادة هي طبيعة يفهمها الإنسان في ممارسته اليومية لإنسانيته الباحثة عن غاية وهدف ، إنّه التّركيب الواضح للفكر ، إنّها الرّؤى التي يسكبها أصحابها في الحياة لتزيد نورا ، إنّها الكلمة الصادقة التي نلقيها في جوف الروح لتنبت زهرا إنّه الزّرع الطيب العطر الذي نشتمّه من خلف الكلمات إنّها أضواء المعاني التي يصنعها النّهار في عيون من حضروا كالشّمس ليلقي بعضا من شعاعها الشيخ والأستاذ و الإمام الفاضل بلقاسم مولاي في كلمة طيبة اختصرت اللغة والضّمير وكلّ الكتب حيث تطرق في حديثه عن ثقاصد، القرآن الكريم وهي التعبد ، التدبر و العمل به .
فوراء الكلمة العطرة بستان مزهر تساقطت تحت شجره قلوبنا تاركين عقدة منه تنسلّ كالعقد تهتزّ حبيباتها فرحا محتطبين زخرف القول الذي ينسجه أصحابه كصحيفة من نور ليتقدّم من بعده منسق الجمعيات السيد شماس يحيى مرحّبا وشاكرا وفاتحا لكتبه كسرب حمام ليخرج من الضّوء ويمتعنا بصوته الدّاخلي الذي لا يسمع إلاّ بأذن القلب و لغة الروح الهادئة التي تخرج خروج النّهر من الصّخور حيث سكب على مسامعنا كلمة من وحي أفكاره الحاضرة دوما حضور المطر فوق الأرض 
وراء الحجّة أعماق بعيدة شدّت رحالها نحو المجهول ، وراء البرهان معان لامعة تتدلّى كالشّمس من أصابع حامليها ، وراء كلّ ملمح إيماني طيب نفس كريمة احترقت في صمت إنّهم صناع الأهداف مبتكروا الأسباب أصحاب الهمم العالية التي تعلو بهم النّفوس وهذه واحدة من هؤلاء إنها الأستاذة الكريمة كلثوم مرزاق التي ألقت هي الآخرى كلمة مترنّمة كالطّير في أغضان هذا اللّقاء الذي جمعنا ومسح دموع الظّلام لنستنير معا بشمسه ، ونستسلم لصوت القوّة الطّالع من الأحلام التي تنادينا بين كتب الحكمة والحياة الطافية فيه .
الكلمات كالبذور لا يلقيها في حقلها سوى من خبر الجوّ واستغلّ كرم الأرض ومدّ يده كالنّبتة ليمتعنا بغرسه الطيّب في قلوبنا كذلك كانت كلمة الأستاذة مليكة خيتوس رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالولاية لتفعل بنا ما تفعله يد الفلاح الطيّبة بالأرض الكريمة التي لا تخذل صاحبها بكلماته الهادئة التي أخذتنا إلى بعيد لتحكي سرّها الكامن في كلمة تترجمها النّظرات العميقة وتهدأ لها النفوس الحاضرة .
لأعتلي بعد ذلك صهوة المنصة متحدثا عن آليات وأساليب طلب العلم وبيان أهميته وفضله ثم الحديث عن المهارات الإبداعية لحفظ القرآن الكريم. 
لم يكن يوما عاديا بل كان يوما تكوينيا هادفا بحضور عدد طيب مبارك من الرجال و النّساء والطالبات اللّواتي أبدين اهتمامهنّ بهذه الغاية الإيمانية المقدّسة آملا لهنّ السّداد والتّوفيق في عبور هذا المسلك الطّاهر لتكون منهلا مباركا ومجلسا يحمل بين فضاءاته الواسعة حبّ العلم وشغف المعرفة متمنيا للجميع ولهن رحلة هادئة في رحاب هذا الفضاء الذي لولاهم لما كان له وزن أو قيمة أو نكهة .
كما لا يفوتني أن أشكر كلّ القائمين على هذا المخيم ، على هذه الإرادة التي نصبوها في أرض كلّ قلب ، كما لا أنسى أبدا شكري العميق للحضور الكريم الذي يصنع الحدث بجاذبيته ، كما أتوجّه بشكري الخالص لكلّ الطالبات اللواتي سجلن في مشروع حفظ القرآن الكريم و أتين كما تأتي النّسمات الهادئة على أنفاس الأزهار آملا من كلّ قلبي أن تكون الإفادة والاستفادة حاضرة بين الجميع بقيادة حرفية مميزة وتنشيط ماتع للامام والفصيح مراد حبيش الذي ما تاهت بين مفرداته أفكار أو عقول أو قلوب أتت لتنهل وتتوهّج وتستنير.
كما أوجّه باقة عبقة من الشكر والامتنان للمشرفة على المخيم رئيسة منظمة التعاون الإنساني على تكريمها لي تكريما يعجز الحرف عن التّعبير ، كما أودّ أن أوجّه تحية خالصة للقائمين على طلبة المدرسة القرآنية بولاية سعيدة الذين أناروا فضاءات هذا اللّقاء ،كما لا أنسى أكاليل المحبة والتّقدير والشكر للطالبات اللواتي أتين من أجل المخيم فظهرن ظهور القمر في تميّزهنّ حفظا وأداء متمنّيا لهن حياة نقية في رحاب أمنياتهن الطّاهرة، دون أن أنسى الخدوم الخلوق الحيي جهاد.، وختاما أودّ أن ألقي بكلّ ما حملت لغتي من عطر ومعنى لنور اليقين تلك النّحلة المتنقّلة بين الأرجاء دون ملل أو كلل أو تعب لتنفث مسكها من خلال نشاطها و حيويتها وسهرها على خدمة الجميع شاكرا لها جميل الأثر الذي تركته بإرادتها الحريصة التي قادتها إلى أبعد من البعيد ، كما لا يفوتني ذكر الطّفلة الصّغيرة الوحيدة التي كانت بيننا كالزّهرة الغضّة المعطّرة للأجواء هاجر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق