السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2014-10-12

كل شي بخصوص الارق – هروب النوم

‏كل شي بخصوص الارق – هروب النوم

لماذا وكيف ننام ؟

لقد بدأ الباحثون يكشفون أسرار العمليات الكيميائية الحيوية التي تحدث في أجسامنا فتسلمنا للسبات. والمادة التي تسبب النعاس والنوم لم تكتشف بعد، غير أن الأبحاث جارية لمعرفة طبيعة هذه المادة.
وهناك آراء وتكهنات عديدة بالأسباب المفضية إلى النوم. فهي ترتد إلى ما قبل أيام أرسطو. وما خلص إليه معظم الناس من أفكار حول هذا الموضوع، هو أن الغرض وراء النوم هو جلب الراحة، والإستشفاء من حالة الإهتراء والتآكل التي تصيب الجسم الحي بسبب اليقظة. ولقد كان من أوسع الآراء انتشاراً بين معظم أولئك الباحثين أن هناك مادة ما تتكاثف في دماغ الكائن الحي أثناء اليقظة، حتى إذا ما بلغ تراكمها حدّاً معيناً، سببت الإحساس بالحاجة إلى النوم. وقد كان المفروض طبقاً لهذه النظرية أن تذوب تلك المادة المسببة للنوم وتتلاشى عندما ينام الإنسان. وعندما بنى أرسطو حدسه وفق خطوط التفكير هذه قال في معرض تفسيره لعملية النوم إن أبخرة دافئة تتصاعد من داخل المعدة مسببة النعاس وفي ذلك كتب يقول: «إن البخار المرافق لعملية التغذية ميال بطبيعته إلى التحرك صعداً، وإن هذا يفسر كيف أن حالات النعاس حريِّة بأن تحدث بصورة خاصة عقب تناول وجبات الطعام. كما أن النعاس يتبع أنواعاً معينة من التعب، لأن التعب يفعل فعل المذيبات، والمادة المذابة (الدافئة) تفعل فعل الطعام قبل أن يهضم.
مراكز النوم في الدماغ
لقد قامت جماعة من الفيزيولوجين بالتنقيب عن مراكز بعينها داخل الدماغ عملها الرئيسي هو جلب النوم. وقد أنكر بافلوف إنكاراً شديداً ما تمخضت عنه أعمال هذه الجماعة. غير أن اكتشاف الجملة التنبيهية في الدماغ في أواخر الأربعينات، وهي الجملة المارة في وسط الدماغ وخلفه، وقد دل على أن أكثر هذه المراكز النومية قائمة.
وقد أصبحت الآن البؤرة التي يتركز فيها واحد من أبرز ميادين البحث حول النوم. وقد تبين أن في الدماغ عدداً من مراكز النوم المترابطة، التي تنتشر إلى ما وراء الجملة التنبيهية، وأن بعض هذه المراكز له مساس بالتوقيت اليومي وموعد حلول النعاس، وبعضها متعلق بنوم حركة العين السريعة، أي عندما تتسارع حركة حدقة الإنسان تحت جفنيه ويبدأ بالأحلام. كما أن بعض هذه المراكز مرتبط بالنوم، الذي لا تحدث فيه حركة العين السريعة فلا تحدث فيه أحلام. بل إنه توجد في داخل جذع الدماغ منطقتان متحيزتان تؤثران على النوم، إحداهما تحافظ على يقظة العضوية، والثانية تجلب النوم. إن هذه الإكتشافات تدل على مدى تعقد وسائل الإشراف العصبي على النوم. إن معظم الأدلة المستخلصة، حتى الآن، تقول إن مواد النوم لا يقتصر وجودها على مراكز النوم، وإنما هي موزعة على الدماغ كله.

كم يحتاج الإنسان من النوم
إذا استيقظ الإنسان من نومه يكون قد أخذ كفايته من النوم بغض النظر عن الساعات التي نامها.
وهل صحيح أنك تحتاج إلى ثمان ساعات كاملة من النوم يومياً، وإلا فإنك ستبدو شاحب الوجه، مشوش الذهن، وستظهر الهالات القاتمة تحت عينيك؟ ألا تعرف أشخاصاً ينامون في الواحدة، ويستيقظون نشيطين في السادسة، بينما يوجد آخرون لا تكفيهم حتى عشر ساعات نوم، فما الذي جعل «ثمانية» هي الرقم السحري لساعات النوم.
تجيب الدكتورة أيسمت كاراكان: «إن ثماني ساعات هي المعدل الوسطي. فمعظم البالغين ينامون بين 6ـ9 ساعات، وهذا كله طبيعي. ولكن النوم لفترة أطول أو أقصر من هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية، فلقد عرفت أشخاصاً ينامون لمدة ساعتين فقط، ومع ذلك لا يعانون من أي مشكلة».
عموماً، نحن ننام أقل كلما تقدمنا في السن. فالوليد ينام ثماني عشرة ساعة يومياً، ثم ينخفض عددة ساعات النوم إلى سبع ساعات ونصف في فترة المراهقة كما ينخفض أكثر بعد سن الثلاثين عند الرجال والخمسين عند النساء. وعندما يصل كلا الجنسين إلى منتصف أو أواخر الخمسينات ينخفض معدل ساعات النوم إلى أقل من ست ساعات فقط. وتختلف أنماط النوم باختلاف السن أيضاً، فللنوم حالتان رئيسيتان: «حركة العين المنتظمة» و«حركة العين غير المنتظمة» وهذه تقسم بدورها إلى أربع مراحل تبعاً لعمق النوم فالمرحلتان الأوليان يكون النوم فيهما خفيفاً بينما يصبح أعمق في المرحلة الرابعة «مرحلة النوم العميق» وقد يمضي الطفل 50% من ساعات نومه في مرحلة النوم العميق بينما قد لا يصل الكهول إلى هذه المرحلة من النوم أبداً. وهذا طبيعي جداً، لذا لا معنى لما قد يسميه هؤلاء بالأرق، بل إنها من العوارض الطبيعية للتقدم في السن.
فإذا شعرت أنك متيقظ ونشيط تكون قد أخذت كفايتك من النوم بغض النظر عن عدد الساعات التي نمتها أو التي اعتدت عليها، صحيح أن هناك ظروفاً مؤقتة قد تتغير فيها حاجتك للنوم كما يشير الدكتور جيرولد ماكسفن مؤلف كتاب «النوم الصحيح» إذ تخف الحاجة للنوم في حالات الإستقرار والراحة، بينما تزداد في أوقات المرض والقلق والحزن. فمن الطبيعي أن تجد أنك تنام أكثر في فترات الحزن، أو إذا فقدت عملك، أو خسرت صديقاً، بينما تنام أقل عندما تشعر بالسعادة والراحة، على أي حال لابد من ظهور علامات تخبرك بما يجري ستشعر بالنعاس بالإضافة إلى مؤشرات أخرى، فالشخص المزاجي قد يصبح أكثر مزاجية، بينما يصبح شخص آخر قلقاً ومتأففاً.
وما الذي يحدث عند الحرمان من النوم لفترة طويلة.
يتفق معظم الباحثين في أن النوم تعويضي. تعويضي لماذا؟ ... يقول كثيرون: إنه يعوض الهرمونات التي تتعلق بها عملية بناء الجسم، التي تؤمن الطاقة الضرورية للنشاطات الحيوية، حيث تكون هذه العملية في أوج فعاليتها أثناء النوم.. ومن الثابت أن الجسم يجد صعوبة أكبر في القيام بنشاط مجهد إذا حرم من النوم لفترة طويلة.
وإذا كان هذا يحدث للجسم فماذا عن الدماغ؟
تعتبر القشرة الدماغية، حيث تجري معظم النشاطات الذهنية المعقدة، أكثر أجزاء الدماغ حاجة للنوم، وأكثر ما يتأثر من قلة النوم هي المهمات الذهنية الطويلة. ولكن كل هذا لا يعني أن النوم لفترات أطول يساعد الجسم والدماغ على أداء مهمتهما بشكل أفضل، لأن النقص لا يحدث إلا عند الحرمان من النوم لفترة طويلة.
لماذا لا يستطيع الإنسان النوم أحياناً
إن الأبحاث المتعلقة بالنوم، والمختبرات المتخصصة في أموره، قد أدت إلى عدد من الاكتشافات المثيرة.
ولكن من الغرابة بمكان أن أكثر الأسئلة إثارة هو «لماذا ننام؟» فالإنسان يقضي ثلث حياته نائماً ومع ذلك فهو لا يعلم إلا القليل عن النوم. ثم إن كثيراً مما نظن أننا نعرفه هو خطأ، والواقع أن النوم كان إلى عهد قريب مليئاً بالأسرار والتكهنات.
فالخبراء يقولون: إن الجسم أثناء النوم يتخلص من النفايات، ويقوم بترميم نفسه واختزان الطاقة لإنفاقها في اليوم التالي. إن هذا القول يبدو معقولاً، ولكن لم يثبت بعد أنه صحيح. فإنه لا يوجد إطلاقاً دليل على أنه صحيح. وليست هناك من دراسة علمية تدل على أن الجسم في حاجة إلى النوم كي يظل سليماً. والحقيقة هي أنه ما من إنسان متيقن من الدور الذي يلعبه النوم في جسم أي كائن حي فهناك حيوانات لا تنام إطلاقاً، ومعظم الناس يحتاجون إلى ست ساعات أو ثماني ساعات من النوم في كل يوم، ولكن هنالك حالات من الناس الذين يكفيهم أقل من ساعة واحدة من النوم.
والإعتقاد الشائع بأن النوم شيء أساسي للصحة العقلية وأن الحرمان من النوم يسبب انهياراً لم يثبت علمياً. وهناك أشخاص أصحاء ظلوا مستيقظين لأسابيع، فكانت النتيجة أنهم أحسوا بنعاس شديد، ولكنهم لم يمرضوا، ولم يصابوا بلوثة عقلية. إن قلة النوم طبعاً تحدث توتراً عند الإنسان، ولكنه توتر لا يزيد على ما تحدثه العوارض الأخرى، وبعد جيل من البحث كان ما أثبته العلماء شيئاً واحداً فقط عن القصد من النوم: أنه يقضي على النعاس، فالناس ينامون لأنهم يشعرون بالنعاس، فإذا لم يناموا ازدادوا نعاساً.
وهنالك جوانب أخرى من البحث كانت أكثر كشفاً للحقائق. وقد خرج كثير من المكتشفات عن النوم من مختبرات النوم حيث يدرس المرضى أو المتطوعون أثناء نومهم. وقد ربطت مجسات تخطيط الدماغ إلى جلد رؤوسهم إلى جانب أشرطة أخرى لقياس التنفس وضربات القلب والحركات.
ومن أول المكتشفات التي جاءت بها المختبرات ما كان متعلقاً بالذي يحدث أثناء النوم الطبيعي. فمعظم الناس يعتقدون أن الدماغ أثناء النوم يتوقف عن أداء وظائفه، وهكذا يسترخي الجسم تماماً. إن هنالك شيئاً من الصحة في هذا القول، ولكن الذي تبين أن النوم حاله أشد اضطراباً مما كان يظن سابقاً. فالنوبات الدماغية وجلطات القلب ونوبات الربو تحدث في أغلب الأحيان أثناء النوم، والمصابون بالقرحة تفرز معدتهم من الأحماض أثناء النوم أكثر مما تفرزه أثناء اليقظة.‏

  كل شي بخصوص الارق – هروب النوم
لماذا وكيف ننام ؟

لقد بدأ الباحثون يكشفون أسرار العمليات الكيميائية الحيوية التي تحدث في أجسامنا فتسلمنا للسبات. والمادة التي تسبب النعاس والنوم لم تكتشف بعد، غير أن الأبحاث جارية لمعرفة طبيعة هذه المادة.
وهناك آراء وتكهنات عديدة بالأسباب المفضية إلى النوم. فهي ترتد إلى ما قبل أيام أرسطو. وما خلص إليه معظم الناس من أفكار حول هذا الموضوع، هو أن الغرض وراء النوم هو جلب الراحة، والإستشفاء من حالة الإهتراء والتآكل التي تصيب الجسم الحي بسبب اليقظة. ولقد كان من أوسع الآراء انتشاراً بين معظم أولئك الباحثين أن هناك مادة ما تتكاثف في دماغ الكائن الحي أثناء اليقظة، حتى إذا ما بلغ تراكمها حدّاً معيناً، سببت الإحساس بالحاجة إلى النوم. وقد كان المفروض طبقاً لهذه النظرية أن تذوب تلك المادة المسببة للنوم وتتلاشى عندما ينام الإنسان. وعندما بنى أرسطو حدسه وفق خطوط التفكير هذه قال في معرض تفسيره لعملية النوم إن أبخرة دافئة تتصاعد من داخل المعدة مسببة النعاس وفي ذلك كتب يقول: «إن البخار المرافق لعملية التغذية ميال بطبيعته إلى التحرك صعداً، وإن هذا يفسر كيف أن حالات النعاس حريِّة بأن تحدث بصورة خاصة عقب تناول وجبات الطعام. كما أن النعاس يتبع أنواعاً معينة من التعب، لأن التعب يفعل فعل المذيبات، والمادة المذابة (الدافئة) تفعل فعل الطعام قبل أن يهضم.
مراكز النوم في الدماغ
لقد قامت جماعة من الفيزيولوجين بالتنقيب عن مراكز بعينها داخل الدماغ عملها الرئيسي هو جلب النوم. وقد أنكر بافلوف إنكاراً شديداً ما تمخضت عنه أعمال هذه الجماعة. غير أن اكتشاف الجملة التنبيهية في الدماغ في أواخر الأربعينات، وهي الجملة المارة في وسط الدماغ وخلفه، وقد دل على أن أكثر هذه المراكز النومية قائمة.
وقد أصبحت الآن البؤرة التي يتركز فيها واحد من أبرز ميادين البحث حول النوم. وقد تبين أن في الدماغ عدداً من مراكز النوم المترابطة، التي تنتشر إلى ما وراء الجملة التنبيهية، وأن بعض هذه المراكز له مساس بالتوقيت اليومي وموعد حلول النعاس، وبعضها متعلق بنوم حركة العين السريعة، أي عندما تتسارع حركة حدقة الإنسان تحت جفنيه ويبدأ بالأحلام. كما أن بعض هذه المراكز مرتبط بالنوم، الذي لا تحدث فيه حركة العين السريعة فلا تحدث فيه أحلام. بل إنه توجد في داخل جذع الدماغ منطقتان متحيزتان تؤثران على النوم، إحداهما تحافظ على يقظة العضوية، والثانية تجلب النوم. إن هذه الإكتشافات تدل على مدى تعقد وسائل الإشراف العصبي على النوم. إن معظم الأدلة المستخلصة، حتى الآن، تقول إن مواد النوم لا يقتصر وجودها على مراكز النوم، وإنما هي موزعة على الدماغ كله.
كم يحتاج الإنسان من النوم
إذا استيقظ الإنسان من نومه يكون قد أخذ كفايته من النوم بغض النظر عن الساعات التي نامها.
وهل صحيح أنك تحتاج إلى ثمان ساعات كاملة من النوم يومياً، وإلا فإنك ستبدو شاحب الوجه، مشوش الذهن، وستظهر الهالات القاتمة تحت عينيك؟ ألا تعرف أشخاصاً ينامون في الواحدة، ويستيقظون نشيطين في السادسة، بينما يوجد آخرون لا تكفيهم حتى عشر ساعات نوم، فما الذي جعل «ثمانية» هي الرقم السحري لساعات النوم.
تجيب الدكتورة أيسمت كاراكان: «إن ثماني ساعات هي المعدل الوسطي. فمعظم البالغين ينامون بين 6ـ9 ساعات، وهذا كله طبيعي. ولكن النوم لفترة أطول أو أقصر من هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية، فلقد عرفت أشخاصاً ينامون لمدة ساعتين فقط، ومع ذلك لا يعانون من أي مشكلة».
عموماً، نحن ننام أقل كلما تقدمنا في السن. فالوليد ينام ثماني عشرة ساعة يومياً، ثم ينخفض عددة ساعات النوم إلى سبع ساعات ونصف في فترة المراهقة كما ينخفض أكثر بعد سن الثلاثين عند الرجال والخمسين عند النساء. وعندما يصل كلا الجنسين إلى منتصف أو أواخر الخمسينات ينخفض معدل ساعات النوم إلى أقل من ست ساعات فقط. وتختلف أنماط النوم باختلاف السن أيضاً، فللنوم حالتان رئيسيتان: «حركة العين المنتظمة» و«حركة العين غير المنتظمة» وهذه تقسم بدورها إلى أربع مراحل تبعاً لعمق النوم فالمرحلتان الأوليان يكون النوم فيهما خفيفاً بينما يصبح أعمق في المرحلة الرابعة «مرحلة النوم العميق» وقد يمضي الطفل 50% من ساعات نومه في مرحلة النوم العميق بينما قد لا يصل الكهول إلى هذه المرحلة من النوم أبداً. وهذا طبيعي جداً، لذا لا معنى لما قد يسميه هؤلاء بالأرق، بل إنها من العوارض الطبيعية للتقدم في السن.
فإذا شعرت أنك متيقظ ونشيط تكون قد أخذت كفايتك من النوم بغض النظر عن عدد الساعات التي نمتها أو التي اعتدت عليها، صحيح أن هناك ظروفاً مؤقتة قد تتغير فيها حاجتك للنوم كما يشير الدكتور جيرولد ماكسفن مؤلف كتاب «النوم الصحيح» إذ تخف الحاجة للنوم في حالات الإستقرار والراحة، بينما تزداد في أوقات المرض والقلق والحزن. فمن الطبيعي أن تجد أنك تنام أكثر في فترات الحزن، أو إذا فقدت عملك، أو خسرت صديقاً، بينما تنام أقل عندما تشعر بالسعادة والراحة، على أي حال لابد من ظهور علامات تخبرك بما يجري ستشعر بالنعاس بالإضافة إلى مؤشرات أخرى، فالشخص المزاجي قد يصبح أكثر مزاجية، بينما يصبح شخص آخر قلقاً ومتأففاً.
وما الذي يحدث عند الحرمان من النوم لفترة طويلة.
يتفق معظم الباحثين في أن النوم تعويضي. تعويضي لماذا؟ ... يقول كثيرون: إنه يعوض الهرمونات التي تتعلق بها عملية بناء الجسم، التي تؤمن الطاقة الضرورية للنشاطات الحيوية، حيث تكون هذه العملية في أوج فعاليتها أثناء النوم.. ومن الثابت أن الجسم يجد صعوبة أكبر في القيام بنشاط مجهد إذا حرم من النوم لفترة طويلة.
وإذا كان هذا يحدث للجسم فماذا عن الدماغ؟
تعتبر القشرة الدماغية، حيث تجري معظم النشاطات الذهنية المعقدة، أكثر أجزاء الدماغ حاجة للنوم، وأكثر ما يتأثر من قلة النوم هي المهمات الذهنية الطويلة. ولكن كل هذا لا يعني أن النوم لفترات أطول يساعد الجسم والدماغ على أداء مهمتهما بشكل أفضل، لأن النقص لا يحدث إلا عند الحرمان من النوم لفترة طويلة.
لماذا لا يستطيع الإنسان النوم أحياناً
إن الأبحاث المتعلقة بالنوم، والمختبرات المتخصصة في أموره، قد أدت إلى عدد من الاكتشافات المثيرة.
ولكن من الغرابة بمكان أن أكثر الأسئلة إثارة هو «لماذا ننام؟» فالإنسان يقضي ثلث حياته نائماً ومع ذلك فهو لا يعلم إلا القليل عن النوم. ثم إن كثيراً مما نظن أننا نعرفه هو خطأ، والواقع أن النوم كان إلى عهد قريب مليئاً بالأسرار والتكهنات.
فالخبراء يقولون: إن الجسم أثناء النوم يتخلص من النفايات، ويقوم بترميم نفسه واختزان الطاقة لإنفاقها في اليوم التالي. إن هذا القول يبدو معقولاً، ولكن لم يثبت بعد أنه صحيح. فإنه لا يوجد إطلاقاً دليل على أنه صحيح. وليست هناك من دراسة علمية تدل على أن الجسم في حاجة إلى النوم كي يظل سليماً. والحقيقة هي أنه ما من إنسان متيقن من الدور الذي يلعبه النوم في جسم أي كائن حي فهناك حيوانات لا تنام إطلاقاً، ومعظم الناس يحتاجون إلى ست ساعات أو ثماني ساعات من النوم في كل يوم، ولكن هنالك حالات من الناس الذين يكفيهم أقل من ساعة واحدة من النوم.
والإعتقاد الشائع بأن النوم شيء أساسي للصحة العقلية وأن الحرمان من النوم يسبب انهياراً لم يثبت علمياً. وهناك أشخاص أصحاء ظلوا مستيقظين لأسابيع، فكانت النتيجة أنهم أحسوا بنعاس شديد، ولكنهم لم يمرضوا، ولم يصابوا بلوثة عقلية. إن قلة النوم طبعاً تحدث توتراً عند الإنسان، ولكنه توتر لا يزيد على ما تحدثه العوارض الأخرى، وبعد جيل من البحث كان ما أثبته العلماء شيئاً واحداً فقط عن القصد من النوم: أنه يقضي على النعاس، فالناس ينامون لأنهم يشعرون بالنعاس، فإذا لم يناموا ازدادوا نعاساً.
وهنالك جوانب أخرى من البحث كانت أكثر كشفاً للحقائق. وقد خرج كثير من المكتشفات عن النوم من مختبرات النوم حيث يدرس المرضى أو المتطوعون أثناء نومهم. وقد ربطت مجسات تخطيط الدماغ إلى جلد رؤوسهم إلى جانب أشرطة أخرى لقياس التنفس وضربات القلب والحركات.
ومن أول المكتشفات التي جاءت بها المختبرات ما كان متعلقاً بالذي يحدث أثناء النوم الطبيعي. فمعظم الناس يعتقدون أن الدماغ أثناء النوم يتوقف عن أداء وظائفه، وهكذا يسترخي الجسم تماماً. إن هنالك شيئاً من الصحة في هذا القول، ولكن الذي تبين أن النوم حاله أشد اضطراباً مما كان يظن سابقاً. فالنوبات الدماغية وجلطات القلب ونوبات الربو تحدث في أغلب الأحيان أثناء النوم، والمصابون بالقرحة تفرز معدتهم من الأحماض أثناء النوم أكثر مما تفرزه أثناء اليقظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق