السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-11-20

ابحث عمن يُحبّك ويدخل معك قبرك...




كلمات ليست كالكلمات... 
حكى الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَ‌بِّهِ جَنَّتَانِ} قصة مؤثّرة ومعبّرة، نعرضها عليكم لنأخذ منها العبرة والعظة في حياتنا؛ حيث قال: "كان لشفيق البلخي -متصوّف ومن العارفين بالله- تلميذ يُقال له "حاتم الأصم"؛ فسأله البلخي: كم مكثك معي يا حاتم؟ قال: 33 سنة.. قال: فماذا أفدت منّي في هذه المدة؟ قال بضع مسائل؛ فقال: إنّا لله وإنا إليه راجعون، كل هذه المدة ولم تأخذ منّي غير بضع مسائل؟
...ثم سأله البلخي: وما هي؟
قال: أما الأولى فإنني أحببت الجنة لأني رأيت الخلق كلهم حقد وغل على بعضه بعضا؛ فكرهت ذلك؛ فلما قال الله سبحانه وتعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِ‌هِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُ‌رٍ‌ مُّتَقَابِلِينَ} اشتقت إلى الجنة التي ليس فيها غل؛ طمعا في دخولها، فقرأت: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَ‌بِّهِ جَنَّتَانِ} فكنت أعمل الطاعة وأنا خائف، ونازعت نفسي هواها فاستقامت لي الطاعة..
فقال له: أحسنت يا حاتم..
فما الثانية؟
قال: استقرأت الخلق فوجدت لكل واحد حبيب يحبّه ويُصاحبه دائما، إلا أنه ساعة يموت يُدخله القبر ويتركه وحيدا؛ فبحثت عن أحد يُحبّني ويدخل معي قبري ولا يتركني وحدي؛ فلم أجد إلا عملي..
فقال له: أحسنت يا حاتم..
فما الثالثة؟
قال: رأيت الخلق كل واحد يحب شيئا يحافظ عليه؛ فأحببت عملي وحافظت عليه ولم أجد أمينا غير ربي؛ فعملته كله لربي.
أما الرابعة: رأيت الخلق يتحاسدون ويتباغضون فبحثت عن سبب ذلك؛ فوجدته الرزق؛ فلما قرأت قول الله: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَ‌فَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَ‌جَاتٍ} فأسقطت الغلة والحقد عن نفسي.
أما الخامسة: رأيت أن الناس يتعادون وكل شخص يتخذ أخاه عدوا؛ فلما سمعت قول الله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} تركت عداوة الإنسان ووجّهت عداوتي كلها للشيطان فنجوت منه.
قال: فما الأخيرة؟
قال: وجدت الناس يثقون في أشيائهم من مال وتجارة وصناعة؛ وكلها تفوت؛ فتوكلت على الحي الذي لا يموت".
والآن عزيزي بعد أن عرفت هذه المسائل الستة..
هل اشتقت إلى الجنة؟
وما هو حبيبك الذي سيدخل معك قبرك؟
وهل وجّهت عداوتك للشيطان دون غيره؟
أعد تفكيرك.. واجعل كل عملك لله..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق