السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-08-15

الله أكبر ... يا عمر



أتى شابّان الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلا من البادية فأوقفوه أمامه.

قال عمر: ما هذا؟
قالو يا أمير المؤمنين هذا قتل أبانا.
قال: أقتلت أباهم.
قال الرجل نعم قتلته.
قال عمر :كيف قتلته؟
قال: دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ولم يخرج فأرسلت عليه حجرا فوقع على رأسه فمات.
فقال عمر القصاص وهو لا يعلم أصل هذا الرجل وأهله ، أغني أم فقير، هل هو من قبيلة شريفة أم لا،
كل هذا لايهم عند عمر فتطبيق شرع الله أهم من هذا .
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، أسالك باللذي خلق السماوات والأرض أن تتركني ليلة أذهب بها لزوجتي وأطفالي في البادية فأخبرهم بأمري وأودعهم وأعود اليك ، والله ليس لهم عائل سواي.
قال عمر من يكفلك حتى تذهب لأهلك وتعود؟
فسكت الناس جميعا، لاأحد يعرف اسمه ،ولا خيمته ،ولا داره ولا قبيلته ، فكيف يكفلونه وهي ليست كفالة على عشرة دنانير ولا على أرض ولا على ناقة انها كفالة على قطع رقبة بالسيف.
فسكت الناس ولم يتقدّم أحد وعمر بن الخطاب في حيرة من أمره ،هل يقدم على قتل الرجل وأطفاله يموتون جوعا هناك ، أم يتركه يذهب بلا كفاله، فيضيع دم المقتول وسكت الناس ،وعمر نكس رأسه،والتفت الى الشابّين أتعفوان عنه؟
قالا لا يا أمير المؤمنين من قتل أبانا لابد أن يقتل.
قال عمر: من يكفل هذا أيها النّاس 
فقام أبو ذرّ الغفّاري وقال أنا يا أمير المؤمنين أكفله.
فقال عمر: هو قاتل وأجابه أبا ذرّ ولو كان قاتلا.
قال عمر: أتعرفه؟
قال: ما أعرفه.
قال عمر: وكيف تكفله؟
فقال أبو ذرّ: رأيت في وجهه سمات المؤمنين فعلمت أنه لايكذب وسيأتي ان شاء الله.
قال عمر: يا أبا ذر اتظن أنه لو تأخر عن ثلاثة أيام أني تاركك؟
قال الله المستعان ياأمير المؤمنين.
وذهب الرجل و قد أعطاه عمر بن الخطاب مهلة ثلاثة أيام حتى يهيئ بها نفسه ويودع أطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي لتنفيذ حكم القصاص.
وبعد ثلاثة أيام لم ينس عمر الموعد وفي العصر نادى في المدينة الصلاة جامعة فجاء الشابان واجتمع الناس وأتى أبو ذرّ وجلس أمام عمر.
قال عمر: أين الرجل؟
فقال أبو ذر: لا أعلم.
وتلفت أبو ذر نحو الشمس وكأنها تغرب بسرعة على غير عادتها ،وسكت الصحابة جميعا وهم لا يعلمون ماذا سيحدث.
صحيح أن أبا ذر يحبه عمر وأنه صديقه ولكن حكم الله وشريعته أسمى من كل شيء.
وقبل مغيب الشمس بلحظات واذا بالرجل يظهر، فكبّر المسلمون جميعا
فقال عمر: أيها الرجل أما لو أنك بقيت في دارك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك؟
فقال يا أمير المؤمنين والله إني أخاف ربي اللذي خلقني تركت أطفالي وجئت لأقتل وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس.
فسأل عمر أبا ذر لماذا كفلته؟
فقال خشيت أن يقال  ذهب الخير من الناس.
فوقف عمر : وقال للشابين ماذا تريان؟
فقالا وهما يبكيان: لقد عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه وقالا خشينا أن يقال ذهب العفو من الناس.
قال عمر: الله أكبر والدموع تسيل على لحيته
......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق