السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2013-03-28

ثقافة ... الاعتذار



حين تصبح كلمات الإعتذار مرفوعه من الخدمه ،وتختفى كلمة آسف من قاموس حياتنا ،و يعتبر كل منا الإعتذار اهدارا لكرامته
فعندها تتحول الحياه الى ساحة صراع و تصبح العلاقه بيننا فرصه لتصيدالأخطاء
و تظل الاتهامات و الشتائم هى اللغه السائده بيننا
وقتها يحدث الشرخ ، و تزداد المشاكل  ،و الخلافات ،و النتيجه تكون انهيار العلاقات الانسانيه
فمثلا فى العلاقه الزوجيه كلمة إعتذار واحده يمكن ان تفتح مسام القلب وتنقذ الزواج من الانهيار
و لكن البعض لا ينطقها حتى يحفظ كرامته و رجولته
والبعض الأخر يراها دليل حب و ثقه و احساس صحى بالقوه


فغياب كلمة آسف من قاموس حياتنا ليس فقط مشكله زوجيه بل أزمة مجتمع و خلل فى ثقافته
لأنه دليل على تراجع روح المحبه ،و التسامح ،و الإعتراف بالخطأ دون خجل
وهو ما يفتح الباب للأنانيه ،و التعصب، و التطرف
فمن المسؤل عن اختفاء او غياب لغة الإعتذار فى مجتمعنا ؟
انا لا أرى أن الإعتذار نوع من هدرالكرامه او الهروب
و انما أراه قمة الشجاعه و الصدق مع النفس والغير 
فاذا اخطأنا علينا ان نعترف بأننا اخطأنا حتى يكون لدينا قدره على مصارحة الذات
و ينبغى ان يدرك الجميع اننا بشر ،و ليس هناك من لا يخطأ فكلنا مخطئون
و اذا لم نعتذر عن اخطائنا لن نتعلم من التجربه
للأسف اختفت كلمة الإعتذار من قاموس الرجل ،و المرأه و ذلك لأسباب كثيره:
منها أساليب التربيه الخاطئه ،و سيطرة بعض المفاهيم العرجاء على عقولنا نتيجة لعوامل نفسيّة واجتماعية وحتّى اخلاقية ودينيّة
فالأب ليس قدوه لأبنائه فهو لا يعتذر لزوجته على الاطلاق حتى لوكان مخطئا
و كثيرا ما يصرح بانه لا يخطئ ،و على الجميع اطاعته حتى لو كان رأيه خاطئا..وايضا قد تفعل الام نفس الشىء
و احيانا تكون المرأه مسئوله عن عدم إعتذار الرجل
سواء لسوء استغلال هذا التصرّف النّبيل والأخلاقي 
او نتيجه لرد فعلها السلبى تجاه هذه الاعتذارات 
فهى لا تسامح مثلا و لا تغفر.. ولا تنسى
ودائما ما تذكره بخطئه الذى يحاول نسيانه
لذلك يتوقف الزوج عن الإعتذار لانه يشعر بانه لا جدوى منه
الإعتذار ليس مجرد كلمه تقال
و لكنه ثقافه يجب ان تنتشر بين الناس، و ليس فقط بين الأزواج
لانه اساس الحياة ،و انتشار روح المحبه، و التعاون ، 
والتسامح
و غياب الإعتذار يعنى اختفاء هذه القيم 

ومن لانت كلمته وجبت محبته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق