السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-05-15

شـــــــــــــــيئ من الحياة


سمعت مرة رجلا يقول ضاحكا .... مادام ابني في المدرسة فانا مطمئن عليه ، واعرف أين يقضي كامل  وقته ، لذلك لا أقلق عليه مطلقا ... فالمدرسة أقل شئ تقدّمه انها  تحتوي أبناءنا  وتستقطبهم طيلة النهار . دون الحرص على ما يتلقاه هذا الولد من دروس وقيم وسلوك .... حتى أن التحصيل الدراسي للابن لم يعد مهما .... بقدر ما يهمه ملئ أوقاته  بالمدرسة وكأنه في ملجأ .... حتى أنه يضطر اضطرارا لاقتطاع بعض الوقت من عمله والسؤال عن أحوال ابنه ، حتى انه لا يعرف في أي قسم يدرس ولا يعرف حتى أوقات دخوله وخروجه .... وقد يظطره تغيّبولده للمجيئ مرغما لتبرير غيابه ، وقد تستغرب احيانا من انه لا يعلم حتى أنه تغيب  ، ولا يعرف أين كان في تلك الفترة التي غاب فيها ..... فأي نتيجة سنصل اليها في مجتمع لم يعد حريصا على مصير أبنائه بقدر حرصه على تحصيل طعامه وملبسه وشرابه ......بل أحيانا يتجرّأ بعض الأولياء ليلومك ويعاتبك على استدعائه لأمر يخص ابنه ....داخل المؤسسة ... متذمّرا  وكانك ارتكبت جريمة في استدعائه .... ويكتفي بالقول .... اضربه ضربا مبرحا وفقط، ولا تستدعيني مطلقا .... فمتى كان الضرب وسيلة للتعلم ؟ ومتى كان السعي وراء مصلحة الابناء عبئا وهما كبيرا ؟..... يستغرب المرئ احيانا بل كثيرا من هذه الأمور التي تحدث يوميا .... ولا تملك سوى أن تقول في نفسك ....  ما أغرب ما يحدث .... في هذه الحياة ... اتأسّف كثيرا عن أعداد التلاميذ الذين ينقطعون عن دراستهم  ،وكأنه امر عادي جدا ...في سنّ مبكرة لا تجد غير شوارع لا ترحم . تستهوي طفولتهم المنزوعة نزعا  ... فماذا تقول حين تجد في آخر المطاف ابنك  مهدد بشبح الفصل وتوجيهه الى الحياة اليومية ، فأي حياة تنتظرة وهو لم ير منها شيئا  بعد . فالظاهرة آخذة في الانتشار ....في وقت تغيب فيه جميع الحلول والاهتمامات ... من طرف الآباء اولا ثم المسؤولين ثانيا  ..........................                     .  شيئ من الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق