كورونا بين المحنة والمنحة:
💊💊💊💊💊💊💊💊💊💊
الوباء محنة من الله في ظلّ المنح والنّعم التي أخذت قلوبنا بعيدا عن الله ، وشتّتت بيوتنا ، وهدمت العواطف بين النّاس حتّى صارت أرض الله الواسعة غابة ينهش فيها القويّ الضّعيف ، ويخدع فيها المحتال الغافل ، ويخون فيها الغادر الأمين .
صارت صلاتنا حركات ، صومنا صيام حواس ، استقامتنا يشوبها ألف غصن معوجّ ، صرنا نتبنّى أسماء الطّهر ، ونمتزج ببركات الإيمان وننسى في الحقيقة عبادة القلب والرّوح والخلق .
جرثومة صغيرة أودت بحياة الآلاف من البشر عبر العالم لندرك حقائقنا الضّعيفة التي نفخها العصيان ، وزيّنها الثّراء ، ونمّق سوادها الزّيف الذي صرنا نحمله في ألسنتنا وقلوبنا وسلوكاتنا .
المحنة تستدعي الوقوف ثانية إلى الله بنقاوة ، تستدعي تنظيف القلب من الظّلام والحقد والحسد ، تلزم طهارة شاملة للسّلوك والتّعامل مع الغير .
احتجزنا في بيوتنا والكثير منّا يخاف الموت ، احتجزنا لغاية العودة إلى الطّريق الصّحيح الذي اخترنا بدله الأوحال ، الرّجوع إلى التوبة التي لم نعد نتذكّر طعمها ، التزام العبادات بنيّات صادقة ، الالتفاق حول الأولاد الذين غفلنا عنهم بسبب ملّذّات الحياة .
الوباء ناقوس دقّ للرجوع إلى طريق الله وحده علّنا نعود إلى ظلّه والبياض يلفّنا وكلّنا يقين أنّ هذه المحنة ستزول كغيرها إن نحن اتّحدنا وصرنا قلبا واحدا. ويقيني أن الوباء سينتهي قريبا بحول الله.
دعواتكم جميعا
اللهم ارفع عنّا الغبن فإنّا عبادك الضّعفاء.
✍🏻 بقلم عبد النور خبابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق