السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-07-24

خطبة عيد الفطر المبارك 01 شوال 1436هـ 17 /07 2015 بقلمي والقائد، مسجد الهدى والنور




خطبة عيد الفطر المبارك 01 شوال 1436هـ 17 /07 2015 بقلمي والقائد، مسجد الهدى والنور
الحمد لله الذي سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفَّاهم أجورهم من خزائن جوده التي لا تحصر، سبحانه له الحمد على نعمه التي تتكرر، وله الشكر على فضله وإحسانه وحق له أن يشكر. نشهد أنه الله لا إله إلا هو انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدور، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وزكى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر. الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي تترى، ألا وإن يومكم هذا يوم شريف، فضله الله وشرفه، وجعله عيدًا سعيدًا لأهل طاعته، يفيض عليهم فيه من جوده وكرمه، فاشكروه على إكمال عدة الصيام، واذكروه وكبروه على ما هداكم وحباكم من نعمة الإسلام، واعبدوه حق عبادته، واتقوه حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أفردوه بالعبادة، فإنه خلقكم لها قال سبحانه:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ واعرفوا ـ رحمكم الله ـ نعم الله عليكم وفضله في هذا اليوم السعيد، فإنه اليوم الذي يفيض الله فيه على المؤمنين سوابغ نعمائه، ويعمهم بواسع عطائه، ويشمُلهم بفضله وإحسانه، هذا يوم توّج الله به الصيام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام.قال ربنا جل وعلا:﴿وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ أمّة الإسلام: العيد استمرارٌ على العهد وتوثيق للميثاق. فيا من وفّى في رمضان على أحسن حال، لا تغير في شوال. ويا من أدرك العيد، عليك بشكر المنعِم والثّناء عليه، ولا تنقض غزلاً من بعد قوّة وعناء، ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ العيد بقاء على الخير وثبات على الجادة واستمرار في الطّريق، احذروا الرّكون إلى الدنيا وكفران النعم؛ فإنكم تعيشون نعمة الأمن والصحة والغنى في الوقت الذي يُتَخَطف الناس من حولكم في حروب طاحنةأيها المسلمون، إن العيد من شعائر الإسلام العظيمة الظاهرة، والعيد يتضمن معاني سامية جليلة ومقاصد عظيمة وحِكمًا بديعة، يوم عيد النحر المبارك، يوم العيد الأكبر، الذي يلتقي فيه المسلمون على صعيد الحب والإخاء، يتبادلون أحاديث الود والصفاء، فتقوى صلاتهم وتتوثق أخوتهم، فيحمدون الله عز وجل على نعمة الشريعة الإسلامية التي جمعتهم برباطها، وألفت بين قلوبهم، فأصبح مثلهم في المودة والتراحم كمثل الجسد الواحد والبنيان المرصوص، فالتواصل بين المسلمين والتزاور وتقارب القلوب وارتفاع الوحشة وانطفاء نار الأحقاد والضغائن والحسد، فهذه حكمة من حكم العيد ومنافعه العظمى، فالتراحم والتعاون والتعاطف صفة المؤمنين فيما بينهم، قال رسول الله:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهـر والحمى). والمحبة بين المسلمين والتواد غاية عظمى من غايات الإسلام، قال الله تعالى"إنما المومنون إخوة"وقال:"المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولا يحقره عباد الله: الصلاةَ، الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينَه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.أدوا زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم، حافظوا على أركان الإسلام، واعلموا أن الله أمركم ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والصبرِ عند فجائع الأيام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام. كونوا عباد الله إخواناً وعلى الحق أعوانًا، لا ظلم ولا عدوان، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه،ولا يخذله، ولا يحقِره. لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى، عباد الله، اجتنبوا اللهو والغناء ، فإنه مزمار الشيطان ورقية الزنا، وهو الجالب للفساد وحاديه، والداعي للتحلل ومناديه . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد، أيها المسلمون: ليقم كل واحد منكم بحقوق إخوانه المسلمين عليه، ومن ذلك السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وأداء الأمانة ونشر المحبة والوئام وتحقيق التعاون على البر والتقوى، وأن يحب المرء المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، بعيدًا عن الأثرة والأنانية وحب الذات والحسد والحقد والبغضاء والغيبة والنميمة والشحناء.ليقم كل واحد منكم ـ يا عباد الله ـ بحقوق الوالدين، فإن حقهما عظيم، قرنه الله سبحانه بحقه فقال سبحانه:﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا﴾ العيد فرصة طيبة لصلة الأرحام والأقارب احذروا القطيعة فإن شؤمها عظيم وضررها كبير، يحل بصاحبه العقاب العاجل﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ﴾.فهنيئًا لقريبٍ أعان على صلته بقبول العذر والصفح والعفو والتغاضي عن الهفوات والتغافل عن الزلات، إن أحسنَ فلا يمنّ، وإن أعطى فلا يضِنّ، لا يعرف السباب، ولا يُكثر العتاب، يتجنَّب المراء والجدال، ويحسن الأقوالَ والفعال، يشارك أقاربَه آلامهم وآمالهم، ويشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، مفتاحٌ لكل خير، مغلاق لكل شرّ، هذه ـ عباد الله ـ شمس العيد قد أشرقت، فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة، وقلوبكم بصفاء البهجة، ونفوسكم بالمودة والمحبة، جدّدوا أواصر الحب بين الأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء، والتعاون بين الناس جميعًا.في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة، ويتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، فيجتمعون بعد افتراق، ويتصافحون بعد انقباض، ويتصافَوْن بعد كدر، فتكون الصِّلات الاجتماعية أقوى ما تكون حبًا ووفاء وإخاء. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون:كم هو جميل أن تظهر أعياد الأمة بمظهر الواعي لأحوالها وقضاياها، فلا تحولُ بهجتُها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فئامٌ من أبنائها حيث يجب أن يكون الشعور بالإخاء قوياً ، فلا ننسى فلسطين ولا العراق ولا سورياولا غرداية أراضيَ في المسلمين أخرى منكوبةً ، بمجاهديها وشهدائها، بيتاماها و أراملها، بأطفالها وأسراها،لا بد أن نتذكر هؤلاء في عيدنا. لقد جاء العيد والأمة تواجه حرباً صليبية مسعورة تستهدف دينها ومقدساتِها، ومضى شهر رمضان ومضت معه وفي أثنائه مئات الأرواح إلى بارئها قتلاً وتقطيعاً وحرقاً إنه عام عصيب على الأمة المحمدية لاقت فيه أعتى المآسي وأدمى المجازر، فظائعَ دامية، وجرائم عاتيةَ، ونوازلَ عاثرة، وجراحاً غائرة، غصصاً تثير كوامن الأشجان، وفجائع تبعث على الأسى والأحزان ﴿وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ﴾ لقد شنوها حرباً لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين في بقاع الأرض لسان حالهم ومقالهم:
لأنّك مسـلم سـتــرى العذابـا وسـوف تواجه العجب العجابـا
لأنـك مسـلم سـتـموت همّــا وغمّـا واضطـهادا واغتـرابـا
ستنزف في دروبـك ألفَ جـــر ح وتمضي لا سـؤالَ ولا جـوابـا
لأنّـك مسـلم سـتذوق ضعفـا وتشرب من كؤوس الحقد صابا
لأنــك مسلم سـتزور سجنـا وتنهـبُك السّـياط به نِهــابا
ستسأل عن طلوع الشمس حــتى تظنَّ الصُّبــحَ من حلك غُـرابا
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.إنّ أمريكا إسرائيل تمارسان أمام نظر العالم وسمعه الإرهاب بمختلف أشكاله وألوانه، وبجميع أنواعه وأدواته، فأين من يوقف وحشية هذا الإرهاب وبشاعته، ويطارد رجاله وقادته، ويستأصل شأفتهم، ويقتلع كافَّتهم؟! أين ميزان العدل والإنصاف يا من تدعونه؟! أين شعارات التقدم والتحرر والحضارة والسلام، التي لا نراها إلا حين تصبّ في مصلحة يهود ومن وراء يهود؟!! إذا مات مــن صهيـــون كلب سمعت كلاب أمريكا تنوح
وشعب القدس يذبح كالمــــواشي فما ناحوا عليه ومن ينوح؟؟
أيها المسلمون: كيف يهنأ المسلم بعيش ويفرح بعيد ، أو يرقأ له دمع، أو يدرك فرحاً بأمنية في دار كلها قذى وأذى، المسلمون فيها ما بين قتيل مرمّل، وجريح مجدّل، وأسير مكبّل. عبد الله ؛ أمة الله إن هناك من إخواننا من يقول: غِبْ يا هِلال ..قالوا ستجلِبُ نحوَنا العيدَ السعيد .. عيدٌ سعيد ؟! والأرضُ ما زالت مبللةَ الثرى بدمِ الشهيد . والحربُ ملَّت نفسَها وتقززتْ ممن تُبيد ! عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفين !! عيدٌ شقيٌ في خيام الَّلاجئين !! هَرِمت خُطانا يا هلال ..ومَدَى السعادةِ لم يزلْ عنَّا بعيد !غِبْ يا هِلال ..لا تأتِ بالعيدِ السعيدِ مع الأنين ؟ لا تأتِ بالعيدِ السعيدِ مع الأنين ؟ أنا لا أريدُ العيدَ مقطوعَ الوتين ..أتظنُّ أنَّ العيدَ في حَلْوى وأثوابٍ جديدة ؟! أتظنُّ أنَّ العيدَ تهنئةٌ تُسطَّرُ في جريدة ؟! غِبْ يا هِلال ..واطلَع علينا حين يبتسمُ الزمن .. وتموتُ نيرانُ الفتن ..اطلَع علينا حين يُورِقُ في ابتسامتنا المساء ..ويذوبُ في طرقاتنا ثلجُ الشتاء..اطلَع علينا بالشّذى .. بالعِزِّ .. بالنصر المبين .اطلَع علينا بالْتئامِ الشملِ بين المسلمين ..هذا هو العيد .. هذا هو العيدُ السعيد .. وسواهُ ليس لنا بعيد !! غِبْ يا هِلال .. حتى نَرى راياتِ أمتِنَا تُرفرفُ في شَمَمْ..فهناك عيد .. أيُّ عيد ؟ هناك .. يبتسمُ الشقيُ مع السعيد ! غِبْ يا هِلال..
إخوة الإسلام:حقّقوا التوحيد بأنواعه الثلاث توحيدا في الإلهية وتوحيدا في الربوبية وتوحيدا في الأسماء والصفات اجتنبوا الشرك والتنديد استحضروا قول ربكم جل وعلا:﴿ إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ﴾ احذروا السّحرة والمنجمين والكهنة والعرافين، عليكم بصدق الحديث والوفاء بالعهود وإنفاذ الوعود، فإن ذلك من الإيمان إياكم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، إياكم والربا؛ فإنه يمحق البركة ويدخل صاحبه النار، قال الله تعالى:﴿يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ﴾
رجالَ التربية والتعليم: واجبُ الجميعِ الأخذُ على أيدي أبنائنا، وتوجيهُهم التوجيهَ السليم، وتحذيرهم من كلِّ أمر فيه ضررٌ عليهم في دينهم ودنياهم اعملوا بوصية البشير الإبراهيمي رحمه الله موصيا لكم قائلا: إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك، رعاياها أطفال الأمة؛ فسُوْسُوهُمْ بالرفق والإحسان، وتَدَرَّجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلةٍ أكملَ منها.إنهم أمانة الله عندكم، وودائع الأمة بين أيديكم، سلمتهم إليكم أطفالاً؛ لتردوها إليها رجالاً، وقدمتهم إليكم هياكل؛ لتنفخوا فيها الروح، وألفاظاً؛ لتعمروها بالمعاني، وأوعية؛ لتملأوها بالفضيلة و المعرفة" الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، اعلموا أنه ليس السعيد من تزين وتجمل للعيد، فلبس الجديد، ولا من خدمته الدنيا وأتت على ما يريد،ليس العيد لمن عق والديه فحرم الرضا في هذا اليوم السعيد لكن السعيد من فاز بتقوى الله تعالى، وكتب له النجاة من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم والضريع، وشرابهم الحميم والصديد، وفاز بجنة الخلد التي لا ينقص نعيمها ولا يبيد.. كيف يسعَد بالعيد من تجمَّلَ بالجديد وقلبُه على أخيهِ أسود؟! لا يعرِف من العيدِ إلا المآكلَ والثوبَ الجديد، ولا يفقَه مِن معانيه إلاّ ما اعتاده من العاداتِ والتقاليد، ليس لهم منَ العيد إلا مظاهرُه، وليس لهم من الحظِّ إلى عواثِرُه. أيها المسلمون، رحم الإنسان هم أولى الناس بالرعاية، وأحقهم بالعناية، وأجدرهم بالإكرام والحماية، صلتهم مثرات في المال، ومنسأة في الأثر، وبركة في الأرزاق، وتوفيق في الحياة ، يقول النبي:(من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه) رواه البخاري.هي أمارة على كرم النفس وسعة الأفق وطيب المنبت وحسن الوفاء، ومعاداة الأقارب شر وبلاء، الرابح فيها خاسر، والمنتصر مهزوم، فاجعل يا عبد الله عيد هذا اليوم منطلقا لوأد القطيعة وطيّ صحيفة الشقاق والنزاع، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
شبابَ الإسلام، أنتم عدّة الأمّة وأملُها بعد الله، أوصيكم بتقوى الله، عليكم بالحِلم والأناة، ابتعِدوا عن الطَّيش والعَجَلة، أدّوا فرائضَ الإسلام وابتعِدوا عن نواهيه،الزموا علماءكم، وجالسوا عقلاءَكم وكبراءكم،. تفقّهوا في دينكم، وابتعدوا عن المعاصي والآثام .الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون: الصلاة الصلاة فإنها عماد الإسلام، وناهية عن الفحشاء والآثام، وهي العهد بين العبد وربه، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هي الصلاة، فإن قُبلت قبُلت وسائرَ العمل، وإن رُدَّت رُدَّت وسائرَ العمل. أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، تطهروا بها نفوسكم، وتحفظوا بها أموالكم من المهالك، وتحسنوا بها إلى الفقراء، وتثابوا على ذلك أعظم الثواب، وصوموا شهر رمضان، وحجوا بيت الله الحرام، فإنهما من أعظم أركان الإسلام. احفَظوا أقدارَ العلماء، وصونوا أعراضَ الدعاة والفُضَلاء، مُروا بالمعروف أمرًا رفيقًا، وانهوا عن المنكر نهيًا حليمًا حكيمًا رقيقًا، عليكم بالصدق والوفاء بالعهد والأمانة والحشمة والصيانة وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام، تراحموا تلاحموا تسامحوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا.إياكم والإشراك بالله "إن الشرك لظلم عظيم" احذَروا الغشّ وقولَ الزور والكذب والخيانةَ، ولا تقرَبوا الزنا، واحذروا الربَا والرشوةَ، واجتنبوا المسكِرات والمخدّرات، فإنها من الكبائرِ وسببُ البلايا والجرائر، وإياكم والنميمةَ والغيبةَ والظلم والبهتان والشائعات والتساهلَ في حقوق العباد؛ فإنها مجلبةٌ لغَضَب الجبار والذلّةِ والصغار وحَطِّ الأقدار، بل هي الآثام والأوزار،وإياكم وقتل النفس المحرمة،
الخطبة الثانية: الحمد لله مدبّرِ الأحوال، أحمده سبحانه وأشكره في الحال والمآل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرّد بالعظمة والجلال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أكرمه الله بأفضل الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما دامت الأيام والليال.أما بعد: يا نساءَ المسلمين، إنّ الله رفعكنَّ وشرّفكنّ، وأعلى قدركنّ ومكانتَكنّ، وحفِظ حقوقكنّ، فاشكُرنَ النعمة، واذكُرن المنَّة، فما ضُرِب الحجابُ إلاّ حمايةً لأغراضِكن وصيانةً لنفوسِكن وطهارةً لقلوبكنّ، وعصمةً لكنّ من دواعي الفتنة وسُبُل التحلُّل والانحِدار. فعليكنّ بالاختِمار والاستِتار، واغضُضنَ من أبصاركنّ واحفظن فروجَكنّ، واحذَرن ما يلفِت الأنظارَ ويُغري مرضَى القلوبِ والأشرار، "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى". أحسِنَّ إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة، واجتهدن في إعداد الأولاد إعداداً سليماً ناجحاً،فأنت مربية الأجيال وصانعة الرجال ولتحذَر المرأةُ المسلمة الرقيقَ من الثيابِ الذي يصِف ويشفّ، والضيِّقَ الذي يبين عن مفاتِنها وتقاطيعِ بدنها ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله:(المرأةُ عورةٌ، فإذا خرجت استشرَفها الشيطان، وأقرَب ما تكون من ربِّها إذا هِي في قعرِ بيتِها). أيّها المسلمون، العيدُ المبارك لمن عمَر الله قلبَه بالهدى والتُّقى، في خُلُقٍ كريم وقلبٍ سليم، غنيٌّ محسن وفقير قانِع ومبتلًى صابِر، تعرِفهم بسيماهُم، رجالٌ صدَقوا ما عاهَدوا الله عليه. توبوا إلى الله ـ يا عباد الله ـ من جميع ذنوبكم وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، "مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"أيّها المسلمون، إنكم في دارٍ ليست للبقاء وإن تراخى العمر وامتدَّ المدى. أيّامُها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرءُ لا شكَّ عنها راحِل. شبابُها هرَم، وراحتُها سَقَم، ولذّاتُها نَدَم. الدنيا قنطرةٌ لمن عَبَر وعبرةٌ لمن استبصَر واعتبر، "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" فاستبقوا الخيرات، وبادِروا قبل أن تتمنّوا المهلةَ وهيهاتَ هيهات، ولا تغترّوا بحياةٍ تقود إلى الممَات، لا يُرى في حُشودِها إلاّ الشتات، ولا يُسمَع في ربوعِها إلا "فلان مرِض" و"فلان مات".مَن سارت بالمعاصي أخبارُهم، يا مَن قد قبُح إعلانهم وإسرارْهم، يا مَن قد ساءت أفعالهم وأقوالهم، تذكَّروا القبرَ المحفور، تذكَّروا النفخَ في الصور، تذكَّروا البعثَ والنشور، تذكَّروا الكتابَ المسطور، تذكَّروا السماءَ يومَ تتغيَّر وتمور، والنجومَ يومَ تنكدِر وتغور، والصراطَ يوم يُمَدّ للعبور، فهذا ناجٍ وهذا مأسور، "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق