السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2015-03-23

نسيم الجنة


الحمد لله حق حمده والشكر له حق شكره وأصلي وأسلم على نبيه وخيرته من خلقه وبعد
حديثي معكم عن نسيم الجنة والسؤال هل للجنة نسيم ؟
وردت عدة أحاديث صحيحة وصريحة أن للجنة ريح تشم حقيقة يوم القيامة من مسافة بعيدة،والناس فيها على درجات بحسب ما علموا واما الجنة فهي أميرة الجمال ويكفي في وصفها ما أخرجة الامام ابن ماجة وابن حبان عن أسامة بْنُ زَيْدٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ : " أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا , هِي وَرَبِّ الْكَعْبَةَ نُورٌ يَتَلأْلأُ , وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ , وَقَصْرٌ مَشِيدٌ , وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ , وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ , وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ , وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا , فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ , فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا , قَالَ : " قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ )
وفي الجنة أربعة نداءات تلغي مشاكل الدنيا لأن الدنيا خلقها الله ناقصة بل طبعت على كدر فما عيبت الدنيا بأبلغ من ذكر فنائها وتقلب أحوالها وسرعة زوالها فتتبدل صحتها بالسقم ووجودها بالعدم وشبيبتها بالهرم ونعيمها بالبؤس وحياتها بالموت وغنا ولذلك ورد في الحديث اذا دخل أهل الجنة الجنة ( ينادي المنادي أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وان لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا) رواه مسلم
أما طريق الجنة
يقول ابن الجوزي عليه رحمةُ الله:
طهر قلبك من الشوائب؛ فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخيرُ الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يُؤذي نحّاه، ثم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى؟
وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، ويرزقه الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثم يلقي فيه بذر الهدى، فيثمر المحبة (قلت وفي الحديث القدسي عند البخاري(( ... فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَقَدَمَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا)
فيسكن لُب القلب، ، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفُضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكُفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام. (قلت انا كاتب الاسطر وصف أحد فرسان الأدب بقوله: شباب والله مكتهلون بشبابهم، غضيضة عن الشرّ أعينهم، ثقيلةٌ عن الباطل أرجلهم، أنضاءُ عبادةٍ وأطلاحُ سَهَر، نظر اللَّه إليهم في جوف الليل منحنيةً أصلابهم على أجزاء القرآن الكريم، كلَّما مر أحدُهم بآيةٍ من ذكرالجنّة بكى شوقاً إليها، وإذا مَرّ بآية من ذكر النار شَهِقَ شَهقة كأنّ زفير جهنّم بين أذنيه،موصولٌ كَلاَلهم بكلالهم[ أي تعب النهار بتعب الليل] كَلالُ الليل بكلال النهار، قد أكلت الأرضُ رُكَبَهم وأيديَهم، وأنوفَهم وجباهَهم، واستقلّوا ذلك في جنْب اللَّه،هؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه صلتهم بالقرآن الكريم، تعظيم له، واتباع صادق واخرج ابن ابي الدنيا في قيام الليل وابن عساكر عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انه صلى صلاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قِيدَ رُمْحٍ ، قَلَبَ يَدَهُ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ ، وَلَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثًا صُفْرًا غُبْرًا ، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ أَمْثَالُ رُكَبِ الْمِعْزَى ، قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ ، وَهَمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تُبَلَّ ثِيَابُهُمْ ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ)
فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضُها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبُستانها الخلوة، وكنزها القناعة، وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحُلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعينُ أملها ناظرة إلى سبيلها.
فإن صعد حافظها فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية؛ فيا طوبى لها إذا نُوديت يوم القيامة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:27-28].
فخلاصة وصية ابن الجوزي طهر قلبك من الشوائب فالمحبة لاتلقى الا في قلب طاهر ( أما سمعت ( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) شكى رجل من الفتور في الطاعات فقال الشيخ القلب اذا مرض وفتن بلي بالكسل والفتور فلا يضعف في طاعة الا من عظمت غفلته وأصيب بالفتنة ونسيان عظمة الخالق
إذا حلت الهدايةُ قلباً ** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُ
ولذلك الجنة متوقفة على الايمان والايمان متوقف على المحبة والمحبة متوقفة على السلام وافشاء السلام كرم نفس ولايكون الانسان كريم النفس الا حينما يكون سليم الصدر للمسلمين طليق الوجة  والذي يفشي السلام لايسب ولا يشتم ولا يؤذي أحدا ولذلك صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم كما أخرجه الامام أحمد وابن خزيمه وحسنة الالباني في الجامع عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَقَامَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) فجمعوا بين كرم النفس بالسلام وكرم اليد بالاطعام وهذا في حق الخلق وحسن المعاملة مع الخالق بقيام الليل
. وكل ذلك متوقف على التوفيق والتوفيق كله بيد الله والسؤال ما هو اعظم شيء يجلب التوفيق اسباب كثير ابرزها ثلاث
1- الاخلاص فكل مخلص موفق ومسدد ومعان فما نزل من السماء من شيء أعظم من التوفيق وما رفع الى السماء من عمل أعظم من الاخلاص
2- الخوف من الله فأعظم ما يجلب التوفيق الخوف من الله ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) أسأل الله أن يكرمني وإياكم بتمام تقواه وتقوى الله ما جاورت قلب امرئٍ إلا وصل !وقد قيل : كن تقياً تكن قوياً وقد يتسأل متساءل ما سبيل كبح جماح النفس عن هواها واستشعار مراقبة الله والجواب لا أعلم شيئا أعظم من الدعاء ان يقسم الله لك من خشيته ما يحول بينك وبين معصيته واستدامة ذلك
3- بر الوالدين من أعظم أسباب التوفيق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق