السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-11-03

حتــــــّى ... لا ننسى




ســجن باربــاروس ( اللحظات الأخيرة ) :كانت ليلة 19 جوان 1956 على الساعة الرابعة صباحا ليلة تنفيذ الحكم اقتيد الى المقصلة وهو يردد ان مت فالجزائر تحيا يقص لنا محاميه لحظاته الأخيرة فيخبرنا أنه رفض أن يلمسه جلادوه وصرخ لا تلمسوني فلستم طاهرين وعلى طول ممر الزنزانات تعالت التكبيرات التي قوبلت في مشهد مهيب بزغاريد النساء في الأحياء المجاورة مودعة أول شهيد ينفذ فيه حكم لإعدام بالمقصلة 
في قاعة المقصلة قبل تنفيذ الحكم أصر على الصلاة وبعد توسلات المحامي سمحوا له بذلك فصلى أحمد لربه فأطال صلاته مما أغضب الفرنسيين فحاولوا أن يقطعوا صلاته إلا أن المحامي والشيخ المفتي طاهر مزياني الحاضر بالقاعة تدخلا وأكدا أنه حقه المطلق بعد أن أتم أحمد زبانة صلاته سلم للمحامي رسالة لأهله ثم أُخذ ووضع على المقصلة وجاءت لحظة الصفر فأسقط الجلادون الشفرة على عنقه ولكنها توقفت على بعد بضع سنتمترات منه في هذه الحاله يقول القانون الدولي أن التنفيذ يلغى نهائيا ولكن بما أن المعدوم ليس إلا خارجا عن قانون فرنسا فهذا لايهم وأعاد الجلادون المحاولة للمرة الثانية فحدث نفس الشيء وتوقفت ال

شفرة وأمام إحتجاجات الدفاع الذي أكد على ضرورة إيقاف التنفيذ كونها إرادة الرب حاول الجلادون للمرة الثالثة فكانت ناجحة ولكن وسط استغرابهم جميعا لم يقع رأس زبانة في السلة على الأرض كما هو معتاد ولم تملأ دماؤه المكان بل سالت ببطئ شديد غريب
الرســالة الأخـــيرة :
تلك الرسالة التي كتبها أحمد زبانة لأهله وخرجت للعلن فيما بعد حملت إيمانا كبيرا تهز كيان من يقرأها رغما عنه وتجعلني ببساطة أبكي وهذا نصها:
أقربائي الأعزاء أمي العزيزة : أكتب إليكم ولست أدري إن كانت هذه الرسالة هي الأخيرة والله وحده أعلم فإن أصابتني أي مصيبة فلا تيأسوا من رحمة الله إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب وقد أديتم واجبكم إذ ضحيتم بأعز مخلوق لكم فلا تبكوني بل افتخروا بي وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه ولعلها آخر تحية مني إليكم وأجملها وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح و دنيا وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم الله أكبر وهو القائم بالقسط وحده
ابنكم وأخوكم الذي يحبكم من كل قلبه 
كان لزاما على جبهة وجيش التحرير أن يأخذا بثأر ابنهما البار كان يجب أن ينتقما له وبالفعل في الليلة الموالية للإعدام قتل جيش التحرير 47 عميلا وأعدم رهينتين فرنسيتين 

قال : اشنقوني فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا 

وامتثل سافرا محياك جلادي ولا تلتثم فلست حقودا 

واقض يا موت في ما أنت قاض أنا راض إن عاش شعبي سعيدا 

::أنا إن مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا ::

من موسوعة إبن الأوراس للتاريخ المجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق