غضب فلاح من صديقه ، وقذفه بكلمة جارحة ، وما إن عاد إلى منزله وهدأت اعصابه ، حتى بدأ يفكّر باتّزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟ سأقوم وأعتذر لصديقي ، بالفعل عاد لصديقه وفي خجل شديد اعتذر منه قائلا : "أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة غصبا عنّي سامحني "، وقبل صديقه اعتذاره.لكن عاد الفلاح ونفسُه مضطربة،حزينة، كيف خرجت من فمه مثل هذه الكلمة ، لم يسترح قلبه لما قاله ، فالتقى بكبير القرية، واعترف بما ارتكب، قائلا له: " أريد أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق
ريشة أمام كل منزل ."في طاعة كاملة ، نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى شيخه مهللاً فرحا بانجازه ... فقال له الرجل الكبير: "الآن اذهب واجمع الريش من أمام الأبواب ."عاد الفلاح ليجمع الريش ، فوجد الرياح قد حملته ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا .عندئذ ، قال له الرجل الكبير: "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك، ما أسهل أن تفعل هذا؟! لكن ما أصعب أن تردّ الكلمات إلى فمك ! إذن عليك أن تجمع ريش الطيور، أو أن تمسك لسانك... "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق