السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2016-12-12

"قُوا أنفُسكم وأهليكم"


الجمعة 09 12 2016م
قاعة الإخوة مجذوب برج بوعريريج.
ندوة "قُوا أنفُسكم وأهليكم"
احتضنت قاعة الإخوة مجدوب ندوة ولائية من تنشيط الشيخ سعيد نفيسي،استهلت الندوة بكلمة ترحيبية من طرف أعضاء المكتب ، وهي عبارة على رسالة محبة في الله وشكرا على تلبية الدعوة للإخوان والأخوات ، تلتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها على مسمع الجمع الكريم الأستاذ: خبابة عبد النور إمام ببرج الغدير جزاه الله عنا خيرا على حسن التلاوة ، ليعزف بعدها النشيد الوطني الذي وقف له الجميع وقفة احترام وتقدير وترحم على من ضحوا بالنفس والنفيس من شهداء ثورة التحرير من أجل الحرية والاستقلال الذي ننعم به .
أحيلت الكلمة بعدها إلى الدكتور المحاضر : سعيد نفيسي ، الذي شخص الداء وأعطى الدواء ولو بنسب متفاوتة ، ولهذا حرص الجمع الكريم على الإكثار من هذه الندوات المحلية الهادفة . 
قال تعالى : ( يا أيها آمنوا قـوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ).
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يقوموا بلوازم الإيمان وشروطه, ومن ذلك ما ورد في هذه الآية الكريمة من الأمر بوقاية النفس والأهل والأولاد سَخَطَ اللهِ وعذابَهِ, فبدأ أولاً بالأمر بإصلاح النفس ووقايتها عذاب الله بقوله: ( قـوا أنفسكم ) أي: أَلْزِمُوها تقوى الله, والتقوى يا عباد الله هي:أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الواجبات وترك المحرمات, مع التوبة عما يُسْخِط الله، ثم أمر بوقاية الأهل وهم: زوجتك وأولادك من بنين وبنات, ومَنْ تحتَ ولايتِك وتَصَرُّفِك.
احرص على إصلاح أولادك ومن تحت تصرفك وولايتك وذلك بما يلي:
أولا: أمرهم بالتوحيد الذي هو حق الله على العبيد, وهو إفراد الله تعالى بالعبادة, لأن التوحيد هو مفتاح الجنة بعد رحمة الله, ولأن المشرك لا يدخل الجنة أبدا، وقد كان الأنبياء يهتمون بذلك اهتماما بالغاً, قال تعالى: ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك من قبل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ).
ثانيا: أمرهم بالتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء به, ودراسة سيرته, ومحبته أكثر من النفس والأهل والمال والناس أجمعين.
ثالثاً: أمرهم بالصلاة إذا بلغوا السن السابعة, وضربهم عليها إذا بلغوا السن العاشرة, امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
فإن كثيراً من الآباء يتساهلون في أمر أولادهم بالصلاة وضربهم عليها, وهذا هو سبب تخلف كثيرٍ منهم عنها في الكِبَر. فالواجب على الآباء أن يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فيربون أبناءهم على الصلاة التي هي عمود الدين.
رابعا: أن يكون الأب قدوة لأبنائه في الخير, وذلك بأن يكون من أهل القرآن والمحافظة على الصلاة وبرالوالدين, وصلة الرحم وحسن الجوار, وإكرام الضيف, ومجالسة أهل الخير, لأن الابن يقتدي بأبيه, ويتأثر به, فإذا رآه يتخلف عن الصلاة ويشرب الدخان ويعق والديه ويقطع الرحم, ويسيء الجوار, ويجالس أهل الفسق, ويتلفظ الألفاظ البذيئة ويتابع الأفلام المحرمة والصور الخليعة فسوف يقتدي به غالباً, ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ).
خامساً: تربيتهم على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال, من البر والصلة وحسن الجوار، ونهيهم عن ضد ذلك من العقوق والقطيعة وسوء الجوار وأذية الناس.والأذية من قِبَلِ المراهقين في هذه الأيام كثيرة بل ملفته للنظر، انظروا إلى حال كثير من أبنائنا وهم يقودون السيارات ويُضيقون على الناس بحركاتهم المخزية! انظروا إلى الجدران وما يكتبون عليها! انظروا إلى حالهم أثناء إقامة الصلاة!
وهؤلاء هم: أبناؤنا ـ ابني وابنك, وأخي وأخوك ـ تخرّجوا من بيوتنا ومدارسنا. مما يدل دلالة واضحة على تساهُل كثير منّا في التربية.
سادساً: تربية الأولاد على الحب في الله والبغض في الله لأن ذلك أوثق عرى الإيمان. 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ). ولأن المرء على حسب جليسه سواء كان صغيراً أو كبيرا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم منْ يخالل ).
فلا بد أن تنظر إلى جلساء أبنائك من هم؟
هل هم أهل الصلاة والقرآن والبر والصلة والكلام الطيب؟ أم هم: أهل السهر بالليل وشرب الدخان والعقوق والقطيعة والأخلاق السيئة والنوم عن الصلاة؟ ،وحتى إذا كانوا من الحريصين على الخير لابد أن تعرف من يجالسون.، هل يجالسون أهل الاعتدال؟ هل هم من المرتبطين بالعلماء؟ هل هم سالمون من الغلو والتكفير؟ هل ألسنتهم سالمة من النيل من العلماء وولاة الأمر؟ 
ومن أبرز ما يمحو خصلة الحب في الله والبغض في الله من قلوبهم:
إحياء النعرات الجاهلية النَّتِنَة في قلوبهم, والفخر بالأحساب والطعن في الأنساب, وهذا مما ينشر العداوة والبغضاء بين النشء, وهو مصادم لقوله تعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالميزان هو الإيمان والتقوى, أيّاً كان حسب الشخص ونسبه ولونه ولغته وجنسه 
ا لأخ لخضر بن عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق