صياد السمك واللؤلؤة الضّائعة

كان هناك صياد سمك .. جاد في عمله يصيد في كلّ يوم سمكة .. فتبقى في بيته ما شاء.الله أن تبقى حتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطئ ليصطاد سمكة أخرى ...وفي يوم وبينما كانت زوجة الصياد تحضّر ما اصطاده زوجها للعشاء وإذا بها تعثر بداخل السمكة لؤلؤة وتعجبت  قائلة لؤلؤة .. في بطن سمكة ..؟؟ سبحان الله زوجي .. زوجي .. أنظر ماذا وجدت ماذا إنها لؤلؤة لؤلؤة !! لؤلؤة في بطن سمكة يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. لعلنا نربح مالا على إثرها .. ونأكل شيئا غير السمك أخذ الصياد اللؤلؤة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور نظر إليها جاره التاجروقال :لا أستطيع شراءها  إنها لا تقدر بثمن لو بعت دكاني وبيتي ما وفّيتك  ثمنها لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة لعله يستطيع شراءها منك

أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة  .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلا .. اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة وعند باب قصر الوالي

وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين .. منتظرا الإذن بالدخول  وعندما استقبله الوالي اندهش وفرح  وقال ياالله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة ستبقى فيها ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن اللؤلؤة فردّ الصّياد قائلا : سيدي .. اجعلهما  ساعتان فقط  .. فست ساعات كثيرة على صياد مثليولكن الوالي اعترض   فدخل الصياد خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظراً مهولاً غرفة كبيرة جداً .. مقسمة إلى ثلاثة أقسام قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ وقسم به فراش وثير ..  وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب فاحتار الصّياد من أتين يبدأ مهمّته في جمع ما طاب له من الثّروة وبدا يحدّث نفسه  سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث سآكل حتى ينتفخ  بطني  وأستردّ الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث وقضى ساعتين من الوقت .. يأكل ويأكل .. وبعدها  .. ذهب إلى القسم الأول وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير .. وسوّلت له نفسه بالنّوم فيه وأخذ قسط من الراحة التي ستمكّنه  من جمع أكبر قدر ممكن فذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق وبعد برهة من الزمن سمع صوتا يناديه قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة هاه .. ماذا ؟؟ نعم .. هيا إلى الخارج أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة .. والآن أفقت من غفلتك تريد المزيد من الجواهر .. ؟؟ أما كان لك أن تشتغل بجمعها  حتى تستغني في حياتك بالخارج .. فتشتري بها  أفضل الطعام وأجوده وتصنع لنفسك  أروع الفرش وأنعمها لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لااااااااااااااااااااااااااااااااااا ))

 انتهت قصتنا(( لكن العبرة لم تنته أرأيتم تلك الجوهرة: هي روحك إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز أرأيت تلك الخزنة: ..؟؟ إنها الدنيا أنظر إلى عظمتها وانظر إلى استغلالنا لها أما عن الجواهر: فهي الأعمال الصالحة وأما عن الفراش الوثير: فهو الغفلة وأما عن الطعام والشراب: فهي الشهوات والآن .. أخي صياد السمك أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك ... وهي عمرك فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا قال تعالى:( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعونً لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) [المؤمنون:9ن9-100]