رماد الماضي** الجزء الرابع
جلست في مكتبه متأملة فتحت الدرج الذي اعتاد أن يضع فيها بعض من أوراقه أو أحيانا كان يضع لها أسئلة لتجيب هي كمادة اختباريه حتى اللغات جعلها تتعلم خاصة اللغة الانجليزية و الألمانية لأنه يعتبرهما لغتان مهمتان لثقافة الإنسان ما إن فتحت ذلك الدرج حتى وجدت بين الأوراق مغلف صغير مكتوب فيه إلى دميتي الصغيرة سمية فتحت الظرف مستغربة ذلك لما فتحته وجدت فيه رسالة فبدات بقراتها( دميتي الصغيرة اعلم انك مفجوعة لموتي الآن لكنه عليك إكمال مشوارك الدراسي احلمي يا صغيرة و حققي حلمك و تعلمي من أخطائك فالموت قريب و الآجل كذلك و لا احد منا سيفر منه لذلك أرجو أن تكملي دراستك و تنفتحي على العالم دمت يا صغيرة بود و حب وجدت معه جواز سفر باسمها) قرأتها و أكملتها و الدموع تنهمر استرجعت من فكرها قليلا و تذكرت حلمهما معا و كيف كان يخططان لمستقبلها كيف ينهرها إن أخطأت كيف كان يتصرف حينما تصيب... و تعرف النتيجة كانا يتسابقان أيهما يحل المسالة أولا فقررت أن تنزع من حالها رداء الحزن و تتجه نحو تحقيق حلمهما معا ذهبت لتسجل بالجامعة و قبلها اتصلت بأستاذ اللغة الانجليزية حتى يفتح لها قناة للاتصال بجامعات بريطانيا و كان لها ذلك و استطاعت ان تصل إلى مبتغاها لان تمكنها من اللغة الانجليزية يؤهلها ان تندمج بسرعة البرق بعد مد و جزر مع اهلها و محاولة اقناعهم بسفرها حيث رفض حسين ذلك جملة و تفصيلا حاول حتى بث سموما في ذهن والديه لكنها استطاعت ان تضعهم تحت الامر الواقع و جعلتهم يقبلون ذلك مضضا لانها حسبها ماضية على فكرتها حتى و لو بعد حين وافق والدها و ساعدها في شراء تذكرة للسفر تحت طائل التهديد و الوعيد لاخوتها خرجت سمية من البيت لم تكن تكترث لارائهم او حتى لرفضهم لحلمها حملت حقيبتها بتثاقل طلبت من والدها ان لا ياخذها الى المطار استقلت سيارة اجرة جارهم عمي حمد طلبت منه ان يعرج على المقبرة فكان لها ذلك زارت قبر اخيها ترحمت عليه و ودعته رجعلت الى السيارة و كان بذلك نهاية قصة مشاربها كثيرة تركت كل شئ مبهما وصلت المطار نظرت نظرة خاطفة من حولها محاولة توديع كل من تراه عينها بعجالة استقلت الطائرة محملة بعبء ثقيل تحقيق حلم اخيها وصلت الى مطار بريطانيا كانت الرحلة طويلة و شاقة كان في انتظارها صديقة قديمة لاستاذ اللغة الانجليزية تحدثت معها و رحبت بوجودها في بريطانيا .
بقلم أ نبيلة ساسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق