لوَّامتي
كم أحرجتني بلوم في تساؤلها؟
لي حين قالت بهزء أين هم ناسي ؟
وأين حمال سيف في الوغى أسد؟
وأين ياصاح يوم الأنس جلاسي ؟
أم أنني لغة للشعر في غزل
أو وصف راقصة في وقت إيناس
أم أحرف في مهب الريح متعبة
كالحصن خال بدا من غير حراس ؟
ورحت أسمع نجواها على خجل
منها وأخفض من تعتابها راسي
إني تصببت من لوامتي عرقا
فهل سأبدي من الأشجان إحساسي ؟
قالت تنكر أهلي بعد مكرمة
وغاب عنا الطبيب المسعف الآسي
أولاء قومي في لهو ومشغلة
يهيئون ولا يدرون أرماسي
ماعدت أعرفهم من فرط منطقهم
فرحت أضرب أخماسي بأسداسي
حذام قالت ودعد لا تصدقها
هجا أمية أبناء لعباس
بغداد تشكو عداوات وقرطبة
تبكي بنيها على هجرانها القاسي
وسل بجاية عن أنوار نهضتنا
من كان ينسى؟ فإني لست بالناسي؟
والقيروان وما شاد البناة بها
وامرر على جارنا المقطوع في فاس
تجزأت في شذى التاريخ خارطة
وشتت شملنا أفكار أنجاس
قلنا امطري حيثما، يأتي الخراج لنا
واليوم لا فارس للروع والباس
كانت بلادي ربى للضاد حامية
على ثراها زهت بالوجد أنفاسي
واليوم للبوم والغربان صولتها
والبلبل الحر في قيد وأحباس
عادت إلينا من الإفرنج رائحة
بالهزء تنظر للفصحى بإبخاس
بها يدندن رب القوم منتشيا
قد وظفوه فأضحى شبه خماس
قالوا غنيمة حرب قلت ويحكمُ
من لي بشهم غيورالنفس تراس ؟
وواقفٍ في عباب الموت متئدٍ
وعاشقٍ لثياب الضاد لباسِ
قم يا ابن باديس إن القوم ما انحرفوا
لكنهم سلعة في سوق نخاس
وللم تعد لغة القرآن تعجبهم
وصدقوا قول سمسار ومكاس
قد ازدراني حميم قبل شانئهم
وسار عريان بعد الملبس الكاسي
لا تأمنوا كذبة الكذاب ثانية
أو قول باغ عيي النفس هسهاس
كم قال نحن من العربان منشؤنا
أعوذ بالله من شيطان خناس
أنا حويت كتاب الله معجزة
جاء الكتاب فأضحى خير نبراس
فكيف أعجز عن وصف لآلتهم
أو مكنة ركبت من بعض أضراس ؟
لا يابني أنا أدرى بما أفكوا
أنا الهلال وهم صلبان قداس
والحرب بيني وبين الكفر معلنة
حرب الوجود وليست لون أجناس
وعندهم في صدى الأذان مشكلة
وللكنائس أصوات لأجراس
ولو قرأت من التاريخ أسطره
فهمت ما خُط في ورقي وكراسي
وللصليبية الحمراء أذرعها
واقرأ لتعرف ما يرويه قرطاسي
هل للتفرنس في أوطاننا خدم؟
نعم إذا شئت فافتح سر أقواسي
هيجت دمعا دفينا في محاجره
لطفا بعبد رقيق القلب حساس
قد بدلوا اللغة الفصحى بما اخترعوا
مثل الذي يشتري الأسقام بالماس
خمسون عاما ومازالت بنا علل
فالسير نحو متاهات وإفلاس
لا نحن كالناس في أوطاننا عرب
ولا فرنسيس نسقى خمرة الكاس
أفعى ستثأر في أنيابها دغل
لن يتركونا نقول الضاد كالناس
محمد براح/الجزائر من المسجد العتيق بتلمسان 2011
بارك الله فيك . كتاباتك متميزة و ما يزيدها تميزا إنسجام كلماتك
ردحذفمشكور أستاذ