الذئب متلهفاً..أرى يا مولاي أن تأخذ جلالتك أكبرهم؛ وتعطيني أوسطهم؛ ونعطي الثعلب أصغرهم.
فنظر إليه الملك وقد تطاير الشرر من عينيه:
- أتساوي رأسك الوضيعُ برأس ولي نعمتك؟!!..أيكون نصيبك من الغنيمة مثلي وأنا الأسد!!..
وأنقض الملك على الذئب قابضاً على عنقه بأنيابه؛ ولحظاتٌ ووجد الثعلبُ رأس الذئب طائرةً في الهواء لتستقر تحت قدميه!!..وفجأة صرخ الملك منادياً:
- يا ثعلب..
فانتفض الثعلب ملبياً النداء:
- أمرك سيدي..
- لم تقل لي رأيك!..ماذا أفعلُ بالبقرات الثلاث؟!!..
واندفع الثعلبُ بلا تردد وبكلماتٍ متعثرة:
- يا مولاي أنت تتعب كثيراً من أجل رعاياك..فلتأكل الأوسط من البقر صباحاً..ونطهو لجلالتك كبيرها قرب المساء..ونقدم صغيرها عشاءاً متواضعاً لفخامتك..
وهنا انفرجت أسارير الملك الطاغية؛ وسأل متعجباً:
- من أين أتتك الحكمة يا ثعلب؟!!
فرد الثعلبُ:
- من رأس الذئب الطائر!!..
هذه القصة طالما سمعتها في عصور الظلام!!..وتصف عصور الملوك الطواغيت والفراعين..الذين يقولُ لسان حالهم: "مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ "..من يلبسون النفاق ثوب الحكمة!!..وينسبون لأنفسهم عظيم القدرة!!..ويقرون لأنفسهم تجاهل الرعية والاستئثار بغنائم الأوطان..واتخاذ الحاشية من الثعالب والذئبان دون سائر حيوانات الغابة!!..
موضوع مميز كالعادة ___بارك الله فيك
ردحذف(من أجلك انت ) مختاراتك رائعة ا / عبد النور ..
ردحذفومن اجلك أنت أنت الأروع عزيزي
حذفبارك الله فيك شيخنا
ردحذف