النبي سيف بن ذي يزن
إذن راحلة الخريف اقتربت، و توهجت حطين بين ممتلكاتنا و بخطى ثابتة استسلم النبي لهذا المارد العجيب...ليس يدري...فلربما اجتاحت شقائق النعمان عهودنا المتناسية...في قراءاته الثلاثية يستدعي المصير...سيف...أيها النبي القابع فوق سيوفنا...أولم يجد الصمت غيرك يتوجه العرفان؟!...سيف أبقته كربلاء على حرفها الثاني...و قد استورد الأنين...و لم يصدر إلا ثقافة الخضر...الدجاج يعوي...و الكلاب تنطح الصراصير بأبواقها المعلنة...و الكرسي في كلّ يوم يقرر...و يضع المراسيم و التشريعات...النبي هزته مصائد الفئران...و الحكم في كل يوم على قطيع من الحمير..."مخالفة أكلت اليوم خطأ"...ذلك النبي المسكين خذلته التصفيقات...و أمام الملأ...قرّروا أنه خيانة كبرى...طاردته النعال و الأقلام...و اتهموه بالضمائرية و الأفلاطونية..."هو فضيحة برلمانية...أخرجوه من بؤرة الجماجم...فعالمنا لا يرضى إلا بالضباب"..."عجبا حتى الكؤوس و المناديل أصبحت تقرر أني فضيحة و خطيئة ممنوع أن تكرر!!! "...صاح أحدهم"أشاركت في حرب البسوس؟ إن لم تفعل فمكانك في إرم...لا مع المغول و التتار"...بخطى متلعثمة مطأطأ اللسان سار...و عينيه تتسكع وراءه...يسائلها بين الفينة و الأخرى...فتقول:"اسأل لسانك"...سيف تطارده اللعنة البرمكية...لا يدري أيقتل الرشيد بسيف الحجاج...أم يرثي لحال أحفاد المصابيح و الأسرة...هناك على أسوار الحقيقة تجلس مرثية الانهيار...تقاسيم وجهها يحالفه الارتباك...هذه عبارات الرندي... تشحن كلّ يوم في قارورات عطر...أو يدري الناس أنهم كل يوم يتعطرون بنكسة الماضي...و عقدة اللاتاريخ الحاضر؟!! ...دموعك سيدتي هي المضامين الأساسية لشهادة التاريخ...دموعك سيدتي لم تكن يوما خرافة المستحيل...هي الزمن الماضي...و الزمن الحاضر...هي دموعي أنا...هي المقابر و الآلام و الطفولة...هي هو و أنا و أنت...أيتها البربرية الحالمة...ارتاحي لنكسة المداخن...فهذا لم يعد زمننا...هو زمن هولاكو...زمن الفارس الأسود...و الأقنعة السبع...اغسلي بدموعك حبر الياسمين...فالدمع أصبح يوم أن ماتت بغداد خدعة...بعد أن كان يوما كبرياء...يوم أن أعلنت القدس أن شاعرها الفرزدق ...يوم أن انتخبوا السكاكين و القنابل الذرية...و وضعوها بلا قصد طبعا...أو بقصد طبعا كذلك على أرائك سيدي الخليفة السلطان...مات الكبرياء العربي...دمعك سيدتي مستلقى كنكتة مؤجلة..ينتظر أن تفرغ عمليات التمشيط...حتى يبدأ عملته الأزلية المقدسة ...عشتار...تثقلك المسارح؟!...أطلقي مزاميرك...فصرخة الموت لا تسمعها إلا البهائم...حياة البرزخ أولها كبرياء...و آخرها كبرياء...و منطقها كبرياء...عشتار أيتها النبيلة...لا تجففي عينيك...فلو انتهت الدموع...لانتهت الحياة...
تحتاج القدور و الأرغفة لها...ولو انتهت الدموع...لانتهت صيدا...و بغداد و القدس...لو انتهت الدموع...لماتت شهوة الانتصار...فهناك في الآفاق تعتقنا الجيوب من لحظة الجنون...هناك زعيم القبيلة يستقيل من لعنة الانتظار...و الورقة المفقودة بخط عربي يساورها النسيان...و الطفل المستريح على أرائك النسيان ترضعه الطيور و النوارس...هناك العيون تقهقه والأفواه ترى...و الأذن بطريقة آلية تمشي و تصفق...عشتار لا تستريحي...فالحكاية لم تبدأ بعد...و لا رحيل بعد اليوم...فكل ما كان هو خنجر عربي بنكهة المستقبل..."
"أيها النبي مأساتي أعراس القوافل...يد تصفق و الأخرى تتمرد...مأساتي طبخ عربي...و عمر عربي...و مداد عربي...و تيس عربي...أعلن حظر التجول فاستراح الكلام ...تلك الأزاهير و الرياض داستها المحافل...و سيادتهم يقررون...ألف طفل...ليستريح الكلام أو ليستريح الكرسي...الكرسي هزيمتي الكبرى...أيها النبي كم انتظرتك طويلا...حتى شاخت عطاياي...خبأت شبابي فقتله الملل المرير...و العلقم عاف أن يتركني...و ها أنا تجرعت السموم...و أخاف إن أمطرت عيني أن تسقي الأكفان...فتولد الأجساد المسمومة...مكرهة أنا فلا تلمني...النكسة الحقيقية لم تبدأ بعد...أيها النبي سيف بن ذي يزن...طال انتظاري لك...فتشت عنك طويلا...في أعين الأقلام...في ملامح الأساطير و الكتب...في نبرات صوت المعقولية...انتظرتك طويلا أيها المسيح المفقود...لكن أناملي رحلت منذ زمن طويل...و الخاتم السحري انقلب في يد السلطان مشنقة...و البحر التفت معصبا عينه في حالة إغماء غضبانية...فلم يعد لوجودي حضور...ولم يعد لحضوري وجود...اعذرني أيها النبي سيف...لم أخلق لهذا الزمن...فلربما عشتار تعود يوما عندما يعود النبي سيف سيفا".
بوركت : جميل ما تلف التراتيل الفكرية ، في جمع شتات القلب بين التأمل في هذه الحبكة التي دارت حولها نسمة من عطر الحرف ينتشي كل جميل ، فمن كان مثل قلبكم جميلا أخاله الاجمل بوركت والقادم من ساعد إبداع قادم يرفل سلسبيل الحرف في مدونة تلف تراتيل فكرية
ردحذفوبورك حرفك وبديع قولك ايها العبقري الفذ مالك زمام الكلمات تنثرها درا وياقوتا غير مستعصية بين أناملك توجهها كيف شئت تحياتي عزيزي
ردحذفاول مرة اعرف باسم ها النبى المذكور بس الكلمات عذبة ورننة
ردحذفجميل الامتنان أستاذ عبد النور
ردحذف