أوراق من البيت التربوي: أهمية تحضير الدروس
بقلم : أ محمد الصغير داسه
الى السادة المدرسين الجدد والذين ادمجوا في التعليم هذا العام احييهم واتمنى لهم التوفيق والفلاح في مهنة الأنبياء والرسل...واهديهم الموضوع :
1- الاهتمام قانون الحياة: والاهتمام مبدأ، ومهنة التربية والتعليم مبادئ واسس تتطلب من القائمين عليها الاستعداد والاهتمام ومداومة القراءة والبحث والاطلاع، ذلك أن الذي يتواكل ولا يقرأ يكون قد رضي لنفسه ركودًا ذهنيا وضعفًا علميًا بل موتا ثقافيًا، فالقراءة وسيلة مثلى للمدرِّس الراغبِ في تجديد معارفه وإثراء زاده العلمي والمعرفي، وان الذي ينشدُ التميّز والارتقاء في مدارج المعرفة لا بدّ له أن يقرأ وباستمرار، والذي يتوانى يتعثرُ ويتراجع مستواه وتتلاشى قدراته،إن تحضير الدروس والتخطيط لها يعتبر إحدى أهم الكفايات الأساسية التي ينتظر من أي مدرس إتقانها، سئل احد المربين: لماذا تعدُّ دروسك كل يوم قبل أن تقوم بتعليمها؟ فأجاب:".. إني أودُّ ألا يشرب تلاميذي إلا من منبع جديد، وماء عذب لامن ماء راكد..."فماذا نراعي في إعداد الدروس اليوميّة؟ وماذا يجب فعله؟ 2-أنواع التحضير: وتحضير الدروس نوعان جديران بالاهتمام: تحضير بعيد المدى ويتمثل في قراءة المناهج قراءة واعية والاطلاع على الكتب المقرّرة ومقدّماتها والوثائق والسندات البيداغوجيّة المختلفة، والعمل على بناء المخطط السنوي اوالفصلي الذي تنبثقُ عنه توازيع شهريّة وتدرجات أسبوعيّة، إلى جانبِ إعداد نصوص للحفظ والإنشادِ وجداول استعمال الزمن وقوائم التلاميذ وحالاتهم الاجتماعية والصحية وملفاتهم، وهذه الأمور تمنحنا فرصة الفهم العميق لأهداف المناهج وتوجيهاتها والمقاربات الواجب انتهاجُها، وتمكننا من الاطلاع على سياسة التعليم وفلسفته في بلادنا، وفهم بيئة التلميذ،أمّا التحضير القريب المدى فيتمثل في رسم صورة واضحة للدرس الذي ننوي تقديمه،إعداد المذكرات والفروض وحصص الإدماج والمعالجات البيداغوجية،{..عنوان الدرس..تصميم خطة سير الدرس ..وضبط الأهداف السلوكية والأنشطة والوسائل والتقويم ..}والتحضير المادي مايحتاجه المدرس من وسائل وسندات ومعينات تربوية، بينما التحضير الذهني ينصب على استيعاب الجانب المعرفي والفكري وطريقة التناول وقد اشرناالى ذلك، وتتمثل أهميّة التحضير في الجوانب التالية: 1- تحديد الأهداف:المدرس يدخل القسم وفي ذهنه تصورات واضحة وأهداف محددة للدروس التي يعتزم تقديمها، فيعرف ماسيفعله؟ ويدير الفوج بحيويّة نحو تحقيق الأهداف المرسومة وتقويمها، ليس كالذي يدخل بيدين فارغتين. { والطفل إذا لم تشغله شغلك } 2- التحضير الذهني: والمقصود به .. 2-1-تحضير المادة العلمية. 2-2-التسلسل المنطقي في عرض المادة. 2-3-استحضار الأمثلة والوضعيات المرتبطة بالموضوع
2-4- ضبط الأنشطة والأسئلة المثيرة للتفكير {الحيرة التربوية} وقد قيل { إذا أردت أن تطاع فسل مايستطاع}
2-5- والتحضير يساعد على تجنب الأخطاء العلمية. 2 -6- يمنح المدرس ثقة بنفسه ويقلل شعوره بالاضطراب، ويحميه من والنسيان أوالتعرض لمواقف غير متوقعة تتسبب له ارتباكا وحيرة وشرودا .. 3- تحضير الأنشطة والوسائل:ولكل نشاط تربوي أو مرحلة من مراحل الدرس وسائلها وأدوات نستعين بها وأجهزة ووسائل للتوضيح ومعينات تربوية علمية {أدوات الوزن والقيس..} نقوم بتحضيرها مسبقا ونستعملها في الوقت المناسب. 4 إهدار الوقت فيما لايفيد:التحضير الجيد والمسبق يتيح لنا فرص الاستفادة من الوقت والجهد المبذول بالشكل المناسب، ويجنبنا العشوائية في التقديم، والتنظيم هو لذة الفعل التربوي يعطينا دفعة معنوية وثقة بالنفس في البذل والعطاء، والتلاميذ يدركون ذلك وستكون معنوياتهم مرتفعة وعملهم مريح، والذي لاينظم عمله يكون كحاطب بليل، والتلاميذ يكتشفون أمره ويصغر في عيونهم. 5- التخطيط للدروس: والتخطيط للدروس يساهم في نمو المدرس من الناحية العلمية والمهارية ويكسب التلاميذ مهارات التنظيم والتفكير المنطقي، والتسلسل في العرض والترتيب. 6- اكتشاف العيوب: والعمل الجاد والتخطيط الجيد والاطلاع المسبق إجراءات تمكننا من وضع عدة اختيارات أثناء تنفيذ العملية التعليمية التعلميّة ومن خلالها نكتشف الأخطاء ونذلل الصعوبات المعترضة. 7- مايجب مراعاته:؟ولنا أن نتساءل ، ماذا يراعي المدرس في إعداده اليومي ؟ ومايجب فعله ؟بالمختصر المفيد ينبغي أن نحرص على : 1- ارتباط الدروس بما قبلها وما بعدها أي تكون امتدادا لما سبق وتوطئة لما سيأتي، حسب توجيها التدرج السنوي الذي ضبطته مصالح الوزارة والذي يجب ان يراجع لأن فيه عيوبا ومن بينها عدم انسجام الدروس فيه وتسلسلها. . 2- وضوح خطة الدرس مع تحديد الغرض المعين وهذا مبين بوضوح في دليل المعلم والوثائق المرفقة وفي فهرس الكتاب. 3- مراعاة الفروق الفردية وفي ذات الوقت نراعي سن ومستوى التلاميذ التحصيلي ومقدرتهم العقلية والعلمية ومايلائمهم في الفوج، و نجد دائما في الفوج ثلاثة مستويات دون المتوسط، متوسطين، وأقوياء فنسير مع الجميع سيرا وسطا ونهتم بهؤلاء وأولئك باسئلة متدرجة في الصعوبة والسهولة. 4- توفير الوسائل والوسائط التي تساعدنا على التوضيح والإثراء وتجذير المعارف، وإجلاء كل غموض. 5- الانتفاع بمعلومات التلاميذ السابقة ومكتسباتهما والعمل على إثرائها ولا ننسى أن لبعض التلاميذ مصادر للمعرفة،أجهزة حاسوب وانترنيت ومكتبة منزلية .. 6- اختيار المواضيع تبعا للأحداث الطارئة وفصول السنة ومراعاة الذوق الجمالي والترتيب المنطقي في كل نشاط نرومه واستخدام السبورة وترتيب العمل عليها دون أن نترك عليها مايشوش الانتباه. 7- مراعاة أوجه الشبه وأوجه الخلاف بين الدروس. 8- التمكن من المادة بحيث تكون المعلومات واضحة في ذهن المدرس مهيمنا عليها فإذ سأل التلميذ أجبناه وشجعناه على الأسئلة{وضوح الفكرة يساعد في وضوح العبارة..} والعكس صحيحا،ومن طبيعة التواصل الوفاء وخير الوفاء السؤال كما يقال، والأطفال يبحثون عن دفء عالي،عن راحة بال فلا تبخسوا مطالبهم. 9- ملاءمة الدرس للزمن بحيث لايستغرق أكثر من الوقت المحدد ولا يتطلب أقل من ذلك 10- الانتفاع بمكتبة المدرسة وإرشاد التلاميذ إلى المراجع والتكثيف من المحاولات الذاتية واعتمادها أثناء سير الدروس وفي حصص الإدماج والمعالجات البيداغوجية والمطالعة، ولكل مجتهد تصيب كما يقال. 11 - الخلاصة:إن المدرس الذي يدخل إلى الفصل بدون تحضير كالمحارب الذي ينزل إلى ارض المعركة بدون سلاح،وان الذي يُحضِّر من اجل إرضاء المدير أو المفتش هو مُدرس فاشل يعاني أزمَة ضمير،ولايمكن له أن يكون قدوة،فالمُدرس الكفء ينظر بمنظاره وليس بمنظار غيره، وان التخلص من دفتر إعداد الدروس يعني إلقاء الُدُّروس دون وضع مخطط لها وهذا مايجعل المدرّس في وضع حرج من التخبُط والارتجاليّة،{ فالأفكار أمّهات الأعْمال}وان اخطر عَقبة كأداء تواجه الأساتذة هي الارتجال والتردّد والتأثر بالمُحيط، فلابد أن نجعل لكل شي مكان ومكان لكل شيء،وقبل أن نبدأ اعداد الدروس نسأل أنفسنا:ما الذي نريده من التلاميذ خلال الدروس؟وماذا نقدم لهم ؟ وكيف يتحقق ذلك؟ والحكمة تقول:{خير الناس انفعهم للناس... }/ م.ص.داسه/ مفتش في التربية ..متقاعد
*- للموضوع مراجع
دائما وابدا تبقي منشوراتك ومدوناتك رائعه الله يرزقك خيير والله نستفييد منك كثيير شيخنا
ردحذفأدام الله عليك الصحة والعافية أستاذي ...بمثلك نعتز زنفخر
ردحذف