المدرسة الابتدائية العيدي عبد الرزاق طوملة رأس الوادي
لحظة طفولة
جوّ مهيب ونسمات من حقول الطّفولة قد استيقظت بداخلي ولطمتني بعنف لطيف وأنا أقف أمام هذه المدرسة وقفة طفل ورجل في آن واحد ، تزاحما بداخلي ولم أعرف إلى أيّ جهة أنحاز للطّفل الذي بداخلي أم للرجل الذي يختار ، عدت لحقبة ماضية كنت فيها تلميذا صغيرا أحمل محفظة الأمنيات ، وأرتدي مئزر المستقبل ، وأجري بحذاء صغير ألطم به الحصى ، ألجأ إلى أسوارها وحجراتها وساحتها وأشجارها وكلّ مساماتي تضحك لهذا العالم النّبيل الذي شحذ همّتي .
خطوات رجل ثابت امتزجت بنعل طفل بداخلي يدفعني لأدخلها ، أتفحّص زواياها وأبحث عنّي بينها ، يدفعني أكثر ، يدخلني إلى الحجرة التي تتلمذت فيها قبل أربعين عاما ، يجلسني على الطّاولة التي لاتزال كما هي ، فيضحك بداخلي ، يبادلني شقاوة الأيام الماضية ويرفض أن يغادر ، فبقيت جالسا خاضعا لإلحاحه ولم أعرف كيف أتخلّص منه أو أقتله لبعض الوقت ، ولكنه بقي متسمّرا يرمق الذّكريات بعيون دامعة ، اغتنمت لحظة ضعفه تلك وانتشلته من الطاولة والحجرة وغادرنا معا .
الأحد 23جوان 2024م
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق