السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2012-07-29

أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النّار



أخي المسلم ، اختي المسلمة ... هــــــــا قد مضت العشر الأوائل من شهر رمضان كلمح البصر ، وقد كنّا عمّ قريب نرقب هلاله ، ونعدّ العدّة لنستقبل اوّل أيامه ، وها نحن في أوسطه نعيش ما تبقّى لنا ... لنتدارك ما فاتنا ، وما ألهانا عن قيام ليله ، وصوم نهاره ...وأداء مختلف  طاعاته وعباداته .

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا ، واحتسابا غفر له ماتقدّم من ذنبه " أخرجه البخاري ومسلم

أخي المسلم ، اختي المسلمة هل تصدّقت من مالك في هذا الشّهر الفضيل ؟ فقد كان الرسول الكريم أجود النّاس ، وكان اجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الرّيح المرسلة ... وقد قال عليه الصلاة والسلام : " أفضل الصّدقة صدقة في رمضان "أخرجه الترميذي عن أنس

وقد كان قيام الليل داب النبيّ الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم. قالت عائشة رضي الله عنها :"لا تدع قيام الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض صلّى قاعدا ، وكان عمر _ رضي الله عنه _ يصلّي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ اهله للصلاة ثمّ يقول لهم : الصلاة ... الصلاة ويتلو هذه الآية : وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " طه 132.

وعن علقمة بن قيس قال : بتّ مع عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – ليلة فقام أوّل الليل ، ثمّ قام يصلّي ، فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد ، يرتّل ولا يرجع من يسمع حوله ، ولا يرجع صوته ، حتّى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب لإلى الانصراف منها ، ثـــــــــمّ أوتر.
وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ بالمائتين –يعني بمائات الآيات – حتّى كنّا نعتمد على العصيّ من طول القيام ، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر
شهر رمضان هو شهر القرآن ، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان حال السّلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يختم القرآن كلّ يوم مرّة ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كلّ ثلاث ليل ، وبعضهم في كلّ سبع ، وبعضهم في كلّ عشر ، فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وغيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستّون ختمة ، يقرؤها في غيرالصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن كلّ ليلتين في رمضان ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفرّ من الحديث ، ومجالسة أهل العلم ، ويقبل على تلاوة القرآن في المصحف .

أخي الكريم ... أيّام وليالي رمضان أزمنة فاضلة ، فاغتنمها بالاكثار من الدّعاء ، وبخاصّة في اوقات الاجابة منها :
1-عند الافطار ، فللصّائم عند إفطاره دعوة لا تردّ
2-ثلث الليل الاخير ، حيث ينزل ربّنا تبارك وتعالى ويقول :" هل من سائل لأعطيه ،هل من مستغفر فاغفر له ."
3-الإستغفار بالأسحار : قال تعالى ك" وبالأسحار هم يستغفرون ."
4- تحرّي ساعة الإجابة يوم الجمعة ، واحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سرّه ان يبسط في رزقه ، وينسأ في اجله ، فليصل رحمه " ومعنى ينسـأ أي يؤخّر – رواه بخاري –
إن صلة الرّحم من محاسن الاخلاق التي حثّ عليها الاسلام ، ودعا إليها ، وحذّر من قطيعتها


فقد دعا الله عزّ وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم ، وانذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث ىيات ، ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمّة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم . اما في وقتنا المعاصر فرغم توفر كل وسائل النّقل والاتصال إلا انه لا يزال هناك تقصير في صلة الرّحم .


 يقول حامد الغزالي رحمه الله :" إن اي عمل تعمله ابتغاء وجه الله ، ينبغي أن يتحقّق فيه ثلاثة شروط : مشاطرة النفس قبل العمل ، أي الاتفاق معها والعزم عليها ، تجديد الهمّة وسط العمل ، تقديم الأثر الناتج في نهاية العمل


فهل انت راض عن نفسك في العشر الاوائل من رمضان ؟ هل قرأت القرآن فاحيى فيك معان جديدة قرّرت ان تعيش معها ، وتلتزم بها إلى ما بعد رمضان ؟ هل تذوّقت حلاوة الصيام والقيام ، واحسست بطعم الطاعات بكثرة العبادات ؟
فالعشر الاوائل من رمضان المبارك قد مضت وانقضت ... نسأل الله أن يجعلنا ممن يفوزون برحمته ، ومغفرته ، وعتقه من النار . اللهم اجعلنا ممن يفوزون بمغفرتك في هذه الايام العشر المقبلة .
وصلّ اللهم وسلّم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام 

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأنت أخي الفاضل مشكور جدا لك هذا الحضور أطيب تحياتي

    ردحذف
  3. السلام عليكم شكرا على التذكير " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ"

    ردحذف