من أجمل اللحظات:
حفل تكريم 174 حافظة لكتاب الله بجامعة محمد البشير الابراهيمي .برج بوعريريج.
حين يسطع نور الله في القلب يصبح مثل سراج يمجّ الضّوء بسخاء ، وحين يصبح كلام الله هو الغاية والإرادة تصير المتاعب بلا قيمة ، مشاعر امتزج فيها الفرح بالبكاء ، والعناق بشقوق نورانيّة كثيرة في الروح ، فبلوغ منزلة حفظ القرآن ومقارعة القمم الصافية ليس بالأمر الهيّن في ظلّ كثرت فيه الأشواك والعراقيل والملهيات .
بنات مثل الورد خرجن من الباقات وعطر القرآن يفوح من قلوبهن ، أرواح ألفت كلام الله فجاءهم الثّواب العظيم ، منصّة لا يرتقي إليها إلاّ من يدرك مغاورها الوعرة ، ثمار لابدّ أن تنضج ، لابدّ أن تزاحم الأوراق لتخرج بحلاوتها إلى الطّبيعة ، هكذا كان تكريم الطّالبات مثل لوحة فنيّة متقنة التّطريز ، تزاحم فيها الفخر والفرح والبكاء ، فما أسعد الوالدين بالمتوّجات بحفظ القرآن ، وما أبرّ المتوّجات بالآباء ، صورة مهيبة جدا يقف لها القلب منحنيا ، ينزوي ليشاهد القاعة تعجّ بالفراشات التي لوّنت المكان بهذا الإنجاز العظيم .
كما لرئيس الجامعة البروفيسور بوضرساية بوعزة فضل كبير في هذا الصّنع العظيم ، فالرجال وحدهم من يتركون خلفهم قلوبا عامرة بالحب ، وحدهم من يتركون ندبة بيضاء لا يزيلها الزمن في ذاكرة من عرفوهم ، إن إنجازا كهذا يستحق التقدير لأن هذا الرجل قد صنع بيتا من الورد داخل كلّ من تعامل معهم ، رجل يبني الإنسان ويخلق له الفرص ليشيد وطنا ، رجل يبدأ بالٱخرين ولا يترك لنفسه محطة في أي مكان ، رجل كل المسافات تؤدي إليه لذلك لا أستغرب هذه الألوان التي اجتهد المودعون في رسمها لأنها أكيد نابعة من ذلك القلب الذي استطاع صنعه ،،، فما أعظم الرجال الذين يصنعون القلوب .. فإن القلب عماد التغيير.
قسنطينة في: 05 جوان 2024
بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق