السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آخر أخبار قناة العربية

آخر موضوعات المدونة

2024-07-08

أُكرِمُ معلمي

 



📎🎓
مبادرة أُكرِمُ معلمي في طبعتها الخامسة:
📌
يمرّ الزّمن علينا نجتاز فيه مراحل عدّة في الحياة وتبقى محطّة الطّفولة راسخة في الوجدان ، تبقى مثل لوحة يزيّنها المعلّم بلونه الفريد العاكس لتضحياته التي لا تزال بصماتها إلى اليوم تغالب النّسيان ، فالمساحة التي يحتلّها المعلّم مساحة ثمينة وغالية لا يمسّها نسيان أو هفوة أو خذلان ، حاضرة وباقية في الوقت نفسه، كأنّ الخلود صفة يكتسبها المعلّم ولا يموت أبدا لأنّ من يشيّد العقول يبقى مع ما بناه .
كان من الجميل أن نحرص على ظلاله المقدّسة التي استرحنا تحتها زمنا ، وعافيته التي اقتطعنا منها أزهارها ، المعلّم رجل بذر كلّ ما يملك تحت الحرّ والمطر من أجل غرس وفير ، غرس يعي جيّدا أنّ الأرض التي غادرها مزهرا هي انتماؤه الأبديّ ومها ابتعد سيعود يوما إلى ترابها ، فنحن جزء من معلّمينا ، أصواتنا من حناجرهم ، وأصابعنا مشكّلة من أياديهم ، وخطّنا المتعثّر الذي كتبناه ذات يوم جزء من خطوطهم المتقنة التي نهلنا منها مبادئنا ، وأحلامنا ، ومستقبلنا .
إنّه يوم لردّ العرفان ، يوم لقتل النّسيان بكثير من التّقدير ، يوم نعود فيه إلى طاولاتنا الخشبيّة ، وسبورتنا القديمة ، وحجرتنا ومدرستنا التي استقرّت خريطتها في صدورنا وصارت مثل الوشم الطيّب الذي لا يزول .
لابدّ للمعلّم أن يأخذ حصّته من إنجازاتنا ، ويشهد نضجنا الذي كان سببا في بنائه ، يوم لا بدّ فيه من الاجتماع مجدّدا بوجوه مختلفة ، وأجسام ضخمة ، وبعض الشّيب الذي يقارع النّواصي ، وقلوب لا تزال تحتفظ بطفولتها وترفض أن تكبر .
يوم للعودة إلى الطّفولة ، إلى تلاميذ البارحة بامتنان ناضج لتكريم الأساتذة والمعلّمين الذين كان لهم الفضل في صنع رجال يدركون فضل من علّموهم ، ويشعرون بقيمة التّضحيات التي جعلتهم اليوم في أحسن الصّور .
مبادرة تكريم المعلّمين من طرف تلاميذهم مبادرة تشاجر الزّمن بعنف ، مبادرة تعجز الأيّام التي مرّت كي لا تفنى وتبقى مدى الأنفاس ، مبادرة للوفاء الخالد ، مبادرة أكرم معلّمي ذاك الرّجل القدير الذي كان ولا يزال فردا من العائلة والذاكرة والصّور .
📌
احتضنت قاعة البشير الإبراهيمي هذه المبادرة الجميلة واحتوت بذراعيها الأساتذة والمعلّمين ، لملمت الشّمل الذي شتّتته الأيّام ، إنه يوم اللّقاء الفريد ، يوم تلتقي فيه الوجوه من بعد غياب ، تمتزج فيه الغبطة والفرح والبكاء ، لحظات هاربة من عقارب الزّمن الثابتة . لقاء جمع الأحبّة من بعد طول غياب ، لقاء تلاميذ ثانوية المعز لدين الله الفاطمي سطيف لأساتذتهم بعد 52 عاما من الفراق . لقاء لا تصفه اللغة مهما أبدعت .
📎
كان الافتتاح بآيات بينات من الذّكر الحكيم من إلقاء الدكتور طيايبة تقي الدين، انتقلنا بعده إلى المحطّة التي لابدّ منها في كلّ اللّقاءات النشيد الوطني الجزائري ، تلته كلمة صاحب المبادرة الرّائعة ، الوفيّ الذي لا ينسى رشيد عباس الذي رحّب بالحضور وأشاد بدور الفاعلين والمساهمين ، والأسرة الإعلامية الإلكترونية والصحافة المكتوبة في إنجاح هذا المشروع النّبيل .
✅
تقدّم رئيس أكاديمية المجتمع المدني عبد الحليم بن شينة بكلمة قبل انطلاق مجريات هذه المبادرة التي جمعت القريب بالبعيد ، ووحّدت الرّؤى على اختلاف توجّهاتها .
✅
قاد هذا اللّقاء مكروفونيا المنشّط الرائع الأستاذ هرموش رشيد الذي أبدع في التّرحال لغويا ومعنويا وجماليا بين محطّات هذا اللّقاء البهيج .
🎓
لتنطلق رحلة تكريم الأساتذة والمعلّمين في جوّ امتزجت فيه الأجيال ، والتقى فيه المصباح بضوئه المشعّ ، وتقاربت الثّمار من جذورها ، وتوسّعت الحدائق الجميلة المزهوّة بالإنجازات البشرية التي صنعها المعلّم وها هي جنبا إلى جنب تقارع النّجاح وتخدم الوطن.
✅
فاصل لاستراحة شعرية من طرف الأستاذ القدير دهيمات الوردي حيث أطرب مسامع الحاضرين بقصيدة من وحي لغته الجميلة.
✅
تكريم خاص من طرف أصحاب المبادرة " أكرم معلّمي" للسيد صالح عبد الحميد لاعب وفاق سطيف سابقا.
جميل أن نمتنّ لمن درّسنا ، الأجمل أن نرجع وكلّنا إنجازات كبيرة ، لنقول أنّ هذه الثّمرة من تلك الشّجرة الطّيبة ، ما أعظم ما يصنع المعلّم .
🌺
أشكر في الأخير السادة الأساتذة عباس رشيد، مروش محمد الطاهر وزايدي سالم القائمين على هذه المبادرة القيّمة التي اجتهد أصحابها كثيرا لتخرج بهذه الصّورة المليئة بالمحبّة والفخر والامتنان، ليس سهلا أن تجمع كلّ هذه الباقة الفاخرة من الأساتذة في مكان واحد وزمن واحد مع تلاميذهم ، إن دل هذا على شيء فإنما يدلّ على عمل جبار جدا استنزف الكثير من الطاقة والتّنقل من مكان لمكان ليلتقي الأحبّة وتجتمع الأجيال على اختلاف أعمارها . نتمنّى أن تعمّ أهازيجها في كلّ مكان ، شكر أخير للأسرة الإعلامية التي كانت حاضرة للتّغطية ونقل هذه الصّورة الفريدة من نوعها ، الهادفة في عمقها ، الآسرة في عواطفها .
برج بوعريريج في: 02ذو الحجة 1445هـ / 08 جوان 2024م
🖋
بقلم عبد النور خبابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق