فوق الحضيض للكاتبة خديجة بوشنتوف إدريس
الفائزة بالمركز الأول لمسابقة الرواية الوطنية لجمعية النبراس الثقافي الطبعة الثانية
مع أول حرف تقع في ضياع تمام ولا تملك القدرة لتعود إلى نفسك بل تتحوّل داخل الجمل إلى شخصية أخرى تتفاعل بشكل رهيب مع الأحداث ، ارتباك لطيف يدفعك لتحبّ كلّ شخصية داخل الرواية وتتعاطف مع مواجعها وتنسى لوهلة أنك تجول بين أوراق كتاب لتدرك عمق الوصف الذي يبعث العواطف ويجعلها تطفو أمام عينيك ...
انعزال رهيب للوضوح وافتكاك قاتل للمجاز يجذبك طواعية لتستسلم لتلك اللوحات الاجتماعية الناتئة التي لا يستطيع أيّ قلب الوقوف أمامها إلاّ باكيا .
مواقف واقعية تثير الضّمير وتغذّي الأفكار ، تعكس مرارة حلوة للحضيض الذي تعايشت معه الشخصيات بمحبة رغم التّهميش والوحدة .. طرح موجع وتصوير فائق الدقة لحياة كبار السن في دور العجزة وهم يصادقون مرارة الحياة بلا أسرة .
لا أحد يستطيع أن يجعل من مجنونة متشرّدة بطلة لرواية كاملة غير كاتبة كهذه تملك حسّا رهيبا لاستشعار مآسي إنسانية نمرّ بمحاذاتها دوما ولا ننتبه إليها .
نجاح مستحقّ وحضور قويّ للباهية وهران متمثل في هذا القلم الذي آمنتُ بقدراته كثيرا وصدق حدسي اليوم ونحن نتقابل في موقف قصير غريب كأنّ نبوءتي تحقّقت أشكرها على الكتاب ، على إيمانها بما تكتب ، على الاهداء الذي أعتبره وفاء جميلا لمن يقف إلى جانبنا دوما حين نكون ضعافا .
شكرا لجمعية النبراس الثقافي لولاية سطيف وزعيمها الأستاذ نبيل غندوسي على المجهودات الجبارة خدمة للأدب والثقافة ، وإعلاء صوت الحرف والكلمات وغرس شجيرات الأمل في قلوب من يكتبون بلا سند.
كانت فرصة جميلة للقاء كوكبة من الكتاب والشعراء كان لقائي بهم أول مرة واقعا بالرغم من معرفتهم افتراضيا منذ سنين.
عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق