صباح .... الورد
صباح الورد المنتشي عطرا تسللّ شقاوة الى غرفة نومك ؛ وهكذا ربما تسللت أنا أيضا لننفض الغبار عن صحّتك؛ ونطرد عنها لون الألم جلست وورودي مقابلة وجهك النائم، فاذا بها تتكشّف عندي كل ّ أحلامك، فأراقب باهتمام تفاصيل حلمك وأنت ممدّد الروح كريشة جميلة أعياها الانتظار والسقم، ابتسمت وخطر ببالي أن أقتحم غرفة عقلك عنوة وأحتلّ كل جزء فيها؛ غير ان عطر الورد المرشوش حولك أيقض أنفك الجميل فعدلت عن الفكرة ونظرت صوب النافذة التي تنقل اليك كل أخباري وتحرّكاتي وهاجمت صفاءها ووضوحها الذي أحببته وكأني أستنطقها غيرة لاهتمامك بها أكثر مني في فترة انتكاستك الصحيّة كما أني احببت روحك الملتصقة بعبيرها فكم تزداد جمالا حين تصبح طفلا في حضرتي ...تتذمّر من حلاوة الوجع وتمسك بيدي كلّما قبّلتك الحمى ونثرت هلوستها على مفكرتك كي تظلّ مستيقضا مستنجدا بي .... استدرت حول الغرفة وتاملتها ونقّبت عن آثار لامرأة غيري سبقتني، لكني اكتشفت أني الأولى باقتحاماتي فاخذت الورد من على سريرك البارد حتى لا ترسم عليه شوقك واعجابك به أكثر مني وأنت لا تزال بين الحلم واليقضة تنظر اليّ وكأنك لم تعد تفرّق ان كنت حقيقة أو مجرّد حلم قاسمتك ايّاه قبل برهة هكذا ربما سأزورك دائما بعطر الحب وزهر الشوق وعنفوان الاقتحام وشوك الاكتشاف والترقّب والتنقيب.
أ خديجة إدريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق