فنجان قهوة
...
جلس إلى نفسه يرشف القهوة يتلذذ بطعمها و كأنها أول مرة يتذوقها، بين كل رشفة و مثيلتها يبحر بعيدا عن موطنه يجول العوالم مغتربا تائها بين نكهات تسرق روحه لتنزو به إلى أبعد أفق فتغازله رائحتها العطرة، تومئ له باللحاق بها إلى جنان أرضها، كي تجود عليه من ثمرها المحلق في سماء كوكبها، تسمو به أسمى العلا ، تطربه همسات مرصعة بالحياه، تراقصه على ترنيمة قلبها...ثم خفية تخلده برفق في كنف إدراكه لتتركه من دون وداع...لأن موعدهما سيتجدد في الرشفة الثانية...
ـ تمت بقلم الأستاذة حفيظة درّاج ـ
آه لو كان لي فنجان مثله ..يخرجني مع كل رشفة من عالمي المادي ...الى دنيا كلها آمال وتطلعات..دنيا كلها قوة لا انهزام ...دنيا تكون مُسَكِنا لجروح الزمان نحقق به من الامال كل ما هو محال..فهى لنا الربيع باجمل الالوان ..لا تجد فيها آها من قلب متالم ولا دمعة من عين مظلم ..ففيها الحب يسقى بالكوؤس فيرتوى منه كل عطشان ..فيها نرى الوجود باجمل الاوصاف ونرسم بريشة الجمال عالم جديد ليس له مثيل ...سأكون ممتنة جدا لو أقرضتني فنجانك
ردحذف