احتراق بلا صراخ :
حريق جبال زمورة
الأرض تبكي أشجارها وأزهارها ، وأغصانها ، وعصافيرها ، تختار نعشا من رماد تُزفّ إليه بوشاح أسود ... منظر الطّبيعة حزين يودّع سنابله خلف قطار الحياة ..حيث تتقاطع دموع الأوراق بعربة الشّمس وتسقط تباعا قبل إعلان الرّحلة .
النّار الجائعة اقتحمت خلوة الغابات والتهمت روحها في افتراس لا يرحم تاركة وراءها التّراب يتيما ، والأشجار النّابضة بالظّلال تدقّ يدها بمسامير الموت .
لا حياة صارت تنحدر عبر الجبال ، لا ألوان صارت تحتلّ أجراس القلب ، لا شرايين صارت تنبض بين الغيوم المغادرة إلى مدن الغربة .
مرعب أن تنصت لاحتراق لا يجيد الصّراخ ، لطيور آمنت بالظّلال فخانها انتحار المطر ، مؤلم أن ترى أزهار الأرض متفحّمة ، تتفتّت بنسمات جاءت متأخّرة .
انسحبت من إطار صورتها خاضعة لجفاف الرّيشة ولكنّ الألوان ستعود من قنّينة الأمل لتنجب نفسها من جديد .
🖋️بقلم عبد النور خبابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق